مصر

لماذا اختارت القاهرة روسيا لبناء أول محطة نووية مصرية؟

كشف السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيشهد التوقيع على وثيقة يتم بموجبها إعطاء إشارة البدء في #مشروع_الضبعة النووي.

فماهي قصة محطة الضبعة النووية ولماذا اختارت مصر روسيا لتشييدها؟

عام 2015 وقع الرئيسان المصري والروسي اتفاقية لإقامة محطة نووية في منطقة “الضبعة” بمرسى مطروح شمال مصر، وهي الخطوة التي تدشن دخول مصر عصر تكنولوجيا الطاقة المتجددة من خلال الاستخدام السلمي للطاقة النووية على نطاق واسع.

تستوعب المحطة إنشاء 8 محطات نووية تتم على 8 مراحل، الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، بقدرة إجمالية 4800 ميغاوات، وسيتم تمويل المشروع من خلال القرض الروسي والذي يقدر ب 25 مليار دولار وعلى مدى 13 دفعة سنوية متتالية.

ووفقا لما تضمنته تصريحات المسؤولين المصريين والروس فمن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي لأول مفاعل نووي في المشروع في عام 2022 وفي عام 2023 سيكون التشغيل التجريبي للمشروع بعد تجارب المفاعل الأول.

أما لماذا اختارت مصر روسيا لبناء هذا المشروع الذي يعد وفقاً لأحدث تقرير أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للحكومة المصرية، أكبر مشروع بين موسكو والقاهرة منذ السد العالي، فالأسباب متعددة.

فقد أعلنت هيئة الاستعلامات المصرية أن أسباب اختيار مصر لروسيا للتعاون معها في إقامة المحطة يعود لأكثر من سبب منها أن البرنامج النووي المصري بدأ مبكراً ومنذ الستينيات، وكان بالتعاون مع الجانب الروسي الذي ساعد مصر في إقامة أول مفاعل نووي عام 1961، كما أن روسيا تعد الدولة الوحيدة التي تقوم بتصنيع مكونات المحطة النووية بنسبة 100%، ولا تعتمد على استيراد مكوناتها من أية دول أخرى قد تعرض المشروع للاحتكار من قبل هذه الدول، إضافة الى التسهيلات المالية.

وذكرت أنه سيتم إنشاء مركز معلومات للطاقة النووية ونشر ثقافة التعامل معها، وكذلك إنشاء مصانع روسية في مصر لتصنيع مكونات المحطة محلياً وعقد دورات تدريبية للكوادر المصرية على استخدام التكنولوجيا النووية ونقل الخبرات الروسية للمصريين.

دولة صديقة منذ عقود

إلى ذلك، كشف الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ “العربية نت” عن أسباب أخرى فنية واقتصادية وراء اختيار مصر لروسيا لبناء المحطة النووية. وأوضح أن اختيار روسيا يرجع لأنها دولة صديقة منذ عقود طويلة وكانت أول دولة تشارك مصر وتساعدها في بناء البرنامج النووي في الستينيات، كما أنها تعد الدولة الوحيدة التي تقوم بتصنيع مكونات المحطة النووية محليا وبنسبة 100%، ولا تعتمد على استيراد مكوناتها من أي دول أخرى مثل الشركة الكورية التي تعتمد في تصنيع المحطات على مواد يتم استيرادها من الخارج وتحتاج لتراخيص قبل الاستيراد مما يعطل المشروع، إضافة إلى أن روسيا تقوم بإنتاج كافة مستلزمات المحطات النووية لديها مثل الوقود والمكونات والمعالجات، وتقوم بالبناء وفق أعلى معدلات أمان تمنع تكرار ما حدث في تشيرونوبل.

كما أوضح أن روسيا تقوم حالياً عن طريق شركتها الحكومية “روس توم” ببناء محطات نووية في 17 دولية وبأعلى درجات الأمان كما ذكرنا، ووفق سياسات اقتصادية مغرية فقد قدمت قرضا لبناء محطة الضبعة النووية يسدد على 35 عاما مع العلم أن المحطة يمكن أن تغطي تكلفة بنائها بالكامل خلال 5 سنوات من تشغيلها .

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى