موغابي.. المدرس الذي أصبح ديكتاتورا
يعتبر روبرت #موغابي المولود سنة 1924 أطول #الرؤساء_الأفارقة وأشهرهم على دفة الحكم، حيث تولى السلطة منذ استقلال البلاد سنة 1980.
وقد بدأ حياته مُدرساً، ثم أمضى 11 عاماً سجيناً سياسياً، تحت ظل حكم روديسيا أيام الرئيس إيان سميث، وقد صعد في العمل السياسي إلى أن تولى رئاسة حركة الاتحاد الوطني الإفريقي في #زيمبابوي.
كان موغابي أحد المفاوضين الرئيسيين في اتفاقية لانكستر هاوس لعام 1979، التي قادت إلى إنشاء دولة زيمبابوي الديمقراطية.
انتخب موغابي إثر ذلك رئيسا للوزراء ومن ثم رئيسا للدولة، ورغم تبنيه المصالحة مع الأقلية البيضاء في البلاد إلا أنه استطاع أن يُقصي خصومه من خلال السياسة والقوة.
واعتباراً منذ عام 2000 فقد شجع على الاستيلاء على المزارع التجارية المملوكة للبيض، ما أدى إلى الانهيار الاقتصادي والتضخم الكبير في البلاد.
وبعد انتخابات متنازع عليها في عام 2009، وافق موغابي بمضض على تقاسم بعض السلطة مع حركة التغيير الديمقراطي التي تنافس حزبه.
من المعلم إلى الحرية
ولد موغابي في 21 فبراير 1924 في كاتوما، وهي محطة للبعثات اليسوعية على بعد 50 ميلا غرب العاصمة الروديسية الجنوبية، هراري.
كان والده جبريل ماتيبيلي، يعمل نجاراً وهو من نياسالاند (التي صارت مالاوي في وقت لاحق)، أما والدته، فاسمها بونا، وتنتمي إلى مجموعة شونا العرقية البارزة.
هل تعلم؟
كانت زيمبابوي تعرف سابقاً باسم روديسيا الجنوبية، وبعد ذلك باسم روديسيا زيمبابوي، ومن ثم تم تغيير اسمها إلى زيمبابوي بعد حصولها على الاستقلال عن بريطانيا في عام 1980. وجاء الاسم من مصطلحات قبيلة الشونا التي شكلت مملكة سيطرت على المنطقة بين 1220 و1450.
مع مهنة التعليم
تخرج موغابي من كلية سانت فرانسيس كزافييه كاتوما وذلك عام 1945، وقد ظل على مدى 15 سنة يعمل في مهنة التدريس في روديسيا وغانا ومن ثم تابع مزيداً من التعليم في جامعة فورت هير في جنوب إفريقيا، وفي غانا التقى زوجته الأولى، سالي هيفرون.
البدايات السياسية
في عام 1960 كان موغابي قد انضم إلى الحزب الديمقراطي الوطني المؤيد للاستقلال، وأصبح سكرتير الدعاية للحزب، لكن الحزب تم حظره في عام 1961 وأعيد تشكيله باسم الاتحاد الشعبي الإفريقي في زيمبابوي (زابو).
بعدها بعامين غادر موغابي حزب “زابو” إلى الاتحاد الوطني الإفريقي في زيمبابوي (زانو) الذي عرف لاحقا باسم (زانو – يف)، وهو المنزل السياسي الذي استقر به إلى اليوم.
السجن والمنفى
في عام 1964 تم حظر حزب زانو من قبل الحكومة الاستعمارية في روديسيا وتم سجن موغابي.
بعد ذلك بعام أصدر رئيس مجلس الدولة إيان سميث إعلاناً انفرادياً للاستقلال من أجل خلق جمهورية روديسيا الخاضعة لحكم البيض، مما يحد من خطط بريطانيا لحكم الأغلبية وأدى لإثارة إدانة دولية.
خلال فترة السجن، قام موغابي بتعليم زملائه السجناء من السياسيين وغيرهم اللغة الإنجليزية، كما حصل على عدة شهادات في الدراسات العليا من خلال مراسلة جامعة لندن.
وفي عام 1974، كان قد غادر إلى المنفى في زامبيا وموزمبيق، وفي عام 1977 كانت له السيطرة الكاملة على الجبهات السياسة والعسكرية لجماعة زانو.
وفي المبادئ السياسية فقد اعتمد موغابي وجهات النظر الماركسية والماوية، وحصل على الأسلحة والتدريب من آسيا وأوروبا الشرقية، لكنه مع ذلك حافظ على علاقات جيدة مع المانحين الغربيين.
إنشاء زيمبابوي
مهد اتفاق في عام 1978 بين حكومة إيان سميث والقادة السود المعتدلين الطريق إلى انتخاب الأسقف أبيل موزوريوا رئيسا لوزراء الدولة المعروفة باسم روديسيا زيمبابوي، لكنها كانت تفتقر إلى الاعتراف الدولي لعدم مشاركة حزبي زانو وزابو فيها.
وقد تحقق الاختراق في اتفاقية لانكستر عام 1979 التي تمت بوساطة بريطانية بمشاركة الأحزاب الرئيسية، وحيث تم الاتفاق على حكم الأغلبية مع حماية حقوق وممتلكات الأقلية البيضاء.
بعد فوزه في الانتخابات في 4 مارس 1980 عمل موغابي على إقناع سكان البلد الجديد من البيض، البالغ عددهم 200 ألف على البقاء في البلاد، بمن فيهم حوالي 4500 مزارع تجاري.
توطيد السلطة
في عام 1982 كان قد أرسل لواءه الخامس المدرب من كوريا الشمالية إلى معقل زابو في ماتابيليلاند لسحق المعارضة، وخلال خمس سنوات من الحرب قُتِل حوالي 20 ألف مدني كجزء من حملة إبادة سياسية مزعومة.
في عام 1987 تحول موغابي إلى التكتيكات السياسية، ودعا حزب زابو إلى الاندماح مع الحزب الحاكم زانو – يف، ليخلق دولة استبدادية بحكم الأمر الواقع، شكّل هو فيها الرئيس وكل شيء.
الطريق إلى الطغيان
خلال عقد التسعينات تم انتخاب موغابي مرتين، وحيث أصبح أرمل وتزوج مرة أخرى.
وفي عام 1998 أرسل قوات زيمبابوية للتدخل في الحرب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي خطوة اعتبرها الكثيرون بمثابة انتزاع لماس البلاد والمعادن الثمينة.
وفي عام 2000 نظم موغابي استفتاء حول دستور جديد لزيمبابوي من شأنه توسيع صلاحيات الرئاسة والسماح للحكومة بالاستيلاء على الأراضي المملوكة للبيض.
وقد شكّلت المجموعات المعارضة للدستور ما يعرف بحركة التغيير الديمقراطي التي نجحت في حملتها من أجل التصويت بـ “لا” في الاستفتاء.
ولكن في العام نفسه بدأت مجموعة من الأفراد يطلقون على أنفسهم “قدامى المحاربين” على الرغم من أن الكثيرين منهم لم يبلغوا السن الكافي ليكونوا شهوداً على استقلال البلاد.. بدأوا في غزو المزارع المملوكة للبيض.
وأدى العنف إلى فرار العديد من البيض من البلاد، وقد انهارت الزراعة التجارية في زيمبابوي، مما تسبب في سنوات من التضخم المفرط ونقص الغذاء الذي خلق دولة من الفقراء.
ومنذ عام 2002 اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً بمنع موغابي من أن يدخل أي دولة، وأقرت أميركا عقوبات ضد بلاده وجمدت ودائع موغابي والعشرات من حكومته.