الإمارات

لماذا تتجه عيون العالم إلى “متحف المليار دولار” في أبوظبي؟

السبت، سيفتح متحف “اللوفر” في العاصمة الإماراتية أبوظبي أبوابه للعامة للمرة الأولى، بعد مرور عشر سنوات على موافقة فرنسا إقراض اسم “اللوفر” للإمارات العربية المتحدة، مقابل صفقة مع وكالة المتاحف الفرنسية تُقدّر قيمتها بأكثر من مليار دولار.

ورغم انتقادات طالت هذه الدولة الغنية بالنفط بسبب استخدام ثروتها لشراء الثقافة، إلا أن متحف “اللوفر” الجديد بدون شك يعتبر معلماً ضخماً ليس بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فحسب، بل العالم.

وفي ما يلي الأسباب تلك الأهمية:

هو عالمي 

من المستحيل لأي متحف أن يمثل كافة الحقبات والثقافات بشكلٍ متساوٍ. لكن، يسعى متحف “اللوفر” أبوظبي لإعادة سرد قصة الإبداع العالمي، عن طريق أخذ مقتنياته من أقسامها المعتادة، وتثبيتها بجانب بعضها للتأكيد على كون التاريخ البشري هو عبارة عن انسياب واحد مستمر.

ولا شك بأن هذا هدفٌ سامٍ في عصرنا الذي تحكمه العولمة.

إنجاز معماري عبقري

يصعُب استيعاب الأرقام المرتبطة بهذا المتحف، والذي صممه المهندس المعماري الفرنسي الحائز على جائزة “بريتزكر،” جان نوفيل. ويبلغ قطر قبة الألومنيوم التي تغطي المتحف 180 متراً، ويبلغ وزنها أكثر من 7700 طناً– بدون حساب وزن الأجزاء الأخرى.

وبُني المتحف على حوضٍ جاف صُنع من أكثر من 503 ألف متر مكعّب من الرمل. بعدهاً، مُلئت البركات المحيطة بالمتحف بالمياه.

وزوّد متحف “اللوفر” أبوظبي بمرسى خاصٍ به مخصص لليخوت، إلى جانب رصيف مائي سيخصص لخدمات التاكسي المائي التي ستتطلقها شركة موانئ أبوظبي قريباً.

عنوان تحف فنية قديمة

في السنوات العشر المنصرمة، بذلت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي مبالغ طائلة وهي تجمع تشكيلة المتحف من المقتنيات الدائمة، والتي تضم أعمالاً تاريخية حفظت بشكل ممتاز، مثل لوحة “Madonna and Child” لجوفاني بيليني، والتي تعود إلى عصر النهضة الأوروبي، ونص من القرآن مكتوبٍ بالخط الكوفي، يعود إلى القرن التاسع.

لكن، وبفضل الاتفاق مع فرنسا، تمكّن متحف “اللوفر” أبوظبي أيضاً من استعارة عددٍ من الأعمال النفيسة التي تعود ملكيتها إلى 13 مؤسسة فرنسية. وبين أبرز تلك الأعمال لوحة “حداد جميل” ليوناردو دافنشي، وهي واحدة من 15 لوحة معروفة لفنان عصر النهضة هذا، إلى جانب لوحة البورتريه الذاتي الشهيرة لفنسنت فان غوخ من العام 1887، ولوحة “The Saint-Lazare Station” لكلود مونيه.

مكان لأعمال فنية جديدة أيضاً

ورغم أن التركيز الرئيسي للمتحف هو الأعمال الفنية القديمة والمقتنيات التاريخية، إلا أنه يضم أعمالاً لفنانين ما زالوا على قيد الحياة. وساهمت الفنانة الأمريكية جيني هولزر بنصب فني مؤلف من ثلاثة جدران حجرية حُفرت عليها نصوص تاريخية. كما يضم المتحف نصباً برونزياً يدعى “Leaves of Light،” صممه النحات الإيطالي جوسيبي بينوني. وأضيفت لهذا النصب المرايا، للالتقاط وعكس الضوء القادم من قبة المتحف.

قادر على دعم السوق

يحب سوق الفن في الشرق الأوسط الفن المعاصر وفن القرن العشرين، لكن قلّما تتجاوز اهتماماته هاتين الحقبتين. لكن، امتلاك مؤسسة من هذا الطراز في قلب الشرق الأوسط سيتيح لهواة جمع الفنون وعشاقه فهم تاريخ الفن بشكل أفضل، بشكل يفيد البائع والمشتري.

يشجّع على جيل جديد من القيّمين

تفتتح المدارس والجامعات الجديدة عاماً بعد عام في البلاد، وافتتحت أفرع مؤسسة علمية عالمية مرموقة في الخليج، لتقدّم تعليماً على أرقى المستويات. وعلى سبيل المثال، يقدّم حرم جامعة نيويورك في أبوظبي مواد عن تاريخ الفن، كما تقدّم جامعة “السوروبون- أبوظبي” وجامعة زايد برامج مختصة عن دراسات المتاحف. ويقدّم متحف “اللوفر” أبوظبي فرصة لأن يصبح العنوان الجديد لخريجي الفنون بعد التخرّج.

يضم مركزاً للأبحاث

يضم متحف “اللوفر” أبوظبي مركزاً خاصاً للعلماء لدراسة تشكيلة المتحف عن كثب. ونظراً لأن كثيراً من الأعمال التي يضمها المتحف تُعرض للمرة الأولى في سياق التاريخي العالمي، قد يصبح لمتحف “اللوفر” أبوظبي فضلٌ في انطلاق موجات جديدة من الفكر الفني العالمي

يضم متحفاً مخصصاً للأطفال

وفي المساحة المركزية تحت قبة المتحف، يوجد متحف الأطفال التابع لـ “اللوفر” أبوظبي، وهي مساحة تعليمية تفاعلية للزوار الذين تتراوح أعمارهم ما بين ست سنوات و 12 سنة. وستضم تلك المساحة معارض مؤقتة مخصصة للأطفال، إلى جانب شاشات عرض تفاعلية يمكن للأطفال لمسها.

 سي ان ان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى