قطر

قطر تسعى لإنشاء أكبر تجمع للأبنية الخضراء على مستوى العالم

كشف السيد مشعل الشمري مدير مجلس قطر للأبنية الخضراء، عضو مؤسسة قطر، أن قطر حالياً تحتل المركز الثاني في عدد المباني الخضراء على مستوى الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن مشروع مشيرب سيكون أكبر تجمع للمباني الخضراء على مستوى العالم، كما أن جميع ملاعب ومنشآت كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 تخضع لنظام التقييم المحلي للأبنية المستدامة.

وأضاف الشمري في حواره مع “الشرق”، أن المجلس نجح في تدريب وتأهيل 3 آلاف متخصص في مجال الأبنية الخضراء، وإنجاز 25 مشروعا بحثيا في هذا المجال، لافتاً إلى أن المجلس بالتعاون مع هيئة المواصفات والمقاييس يعملان حالياً على وضع كود للبناء الأخضر.

وإلى نص الحوار:

اقتصاد المعرفة

في البداية، حدثنا عن رؤية وأهداف مجلس قطر للمباني الخضراء؟

نحن منظمة غير ربحية تحت مظلة المجلس العالمي للمباني الخضراء الذي يضم حوالي 80 مجلسا، بدأنا عملنا في 2012، وتتمثل رسالتنا في الانسجام التام مع الرؤية الملهمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في دعم مسيرة دولة قطر للتحول من اقتصاد يعتمد على الموارد الطبيعية الناضبة مثل النفط والغاز إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتنمية المستدامة، لذلك نحرص على الجمع بين الخبرة التقنية وإشراك الأطراف ذات الصلة للمشاركة في التطوير والتحسين المستمر للمبادئ التوجيهية للأبنية الخضراء، وإجراء البحوث المنهجية وإطلاق البرامج المبتكرة.

مبنى مجلس قطر للأبنية الخضراء وتصميم تخيلي للمباني الخضراء

ماذا يعني مفهوم الأبنية الخضراء؟

هي المباني التي تراعي في مراحل تنفيذها وتصميمها وتشغيلها المعايير البيئية والصحية أيضاً، مثل مراعاة إنارة المبنى الطبيعية وكذلك المواد المستخدمة في البناء يجب أن تكون وفقاً لمعايير جودة عالية ولا يدخل في تصنيعها المواد شديدة السمية مثل الرصاص، كما أن الأبنية الخضراء هي تلك الأبنية التي تراعي استهلاك الطاقة من خلال استخدام الأنظمة الذكية للإنارة، وفي مراحل البناء يتم استخدام مواد معاد تدويرها للحفاظ على البيئة.. كما أن الأبنية الخضراء أو المستدامة تراعي أيضاً العوامل الصحية للمستخدمين مثل تقليل نسب الغبار لتقليل الإصابة بالأمراض التنفسية وغيرها من العوامل الصحية.

المباني الخضراء

أين وصلت قطر الآن فيما يتعلق بمجال الأبنية الخضراء على المستوى العالمي؟

قطر أحرزت تقدماً كبيراً في هذا المجال خلال العشر سنوات الأخيرة، فنحن نحتل المركز الثاني في أعداد المباني الخضراء المسجلة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما لدينا الآن عشرات المصانع الخاصة بإعادة تدوير الأوراق والبلاستيك ومواد البناء.

البناء الاخضر

ما أبرز مشروعات الدولة التي تطبق معايير البناء الأخضر؟

نحن لدينا العديد من المشروعات الإنشائية التي تطبق المعايير، فمشروع مشيرب على سبيل المثال سيكون أكبر تجمع للمباني الخضراء على مستوى العالم وفقاً لنظام التقييم الأمريكي.. كما أن جميع مشروعات وملاعب كأس العالم 2022 خاضعة لنظام التقييم المحلي للمباني الخضراء، وكذلك مدينة لوسيل، هذا بالإضافة إلى أن مباني مؤسسة قطر أيضاً تراعي نظام التقييم المحلي للأبنية الخضراء.

توفير الطاقة

هل البناء وفقاً لنظم التقييم الخاصة بالأبنية الخضراء مكلفة عن البناء التقليدي؟

نسب ارتفاع التكلفة لا تزيد على 20 % نتيجة لاستخدام مواد بناء عالية الجودة وأنظمة تبريد وإضاءة متطورة وذكية، إلا أن المباني الخضراء تحقق توفيراً في الطاقة يصل إلى 60 %، بالإضافة إلى انها مستدامة وعمرها الافتراضي أكبر، كما انها مبان صحية تحافظ على صحة المستخدمين، لذلك نعتبر هذه المباني استثمارا جيدا للمستقبل.

البناء المستدام

ما الخدمات التي يتم تقديمها للمختصين في مجال البناء المستدام؟

نحن كما ذكرت هدفنا توعوي بخصوص الممارسات التي تتعلق بالمباني الخضراء، لذلك نقوم بعقد ورش فنية للمختصين والمهندسين لرفع كفاءتهم في هذا المجال.. كما أن المؤسسة تقوم بعمل أبحاث متعلقة باستخدام الطاقة الموفرة في أنظمة التكييف والإضاءة الموفرة والطاقة الشمسية أيضاً.

نشر الوعي

خلال مدة عملكم، ما الإنجازات والمشاريع التي تم تحقيقها؟

هدفنا الرئيسي تعزيز دور المجلس من خلال نشر الوعي وإشراك الجمهور بورش العمل حول المياه والطاقة وإدارة المخلفات وأفضل الممارسات البيئية، لذلك عقدنا على مدار السنوات السابقة العديد من الورش التدريبية للجمهور وكذلك للمختصين، كما جعلنا المجلس حلقة ربط بين الجهات المعنية بالدولة، وكانت لدينا مذكرات تفاهم مع الجامعات الاحترافية من جميع أنحاء العالم في مجال المباني الخضراء.

وخلال عام 2013 أطلقنا برنامج دليل قطر الأخضر، لأصحاب الاستثمار والموردين والموزعين، وهو عبارة عن موقع إلكتروني مسجل عليه جميع الخدمات مواد البناء وأنظمة الإنارة والأدوات الصحية الصديقة للبيئة المستخدمة.. كما بدأنا نظام التقييم البيئي للمباني الخضراء، ولدينا 11 دورة تدريبية متخصصة في مواد الاستدامة والمباني الخضراء. كما نجحنا في تدريب وتأهيل 3 آلاف متخصص ومهندس، بالإضافة إلى إنجاز 25 مشروعا بحثيا في مجال الاستدامة.

تعاون مع البلدية

ما مدى تعاونكم مع وزارة البلدية والبيئة وكذلك هيئة المواصفات والمقاييس، وهل توجد مشاريع مشتركة بينكم؟

التعاون بين المجلس ووزارة البلدية والبيئة وكذلك هيئة المواصفات وثيق، فقد تم خلال الفترة ماضية عقد عشرات الورش التدريبية المشتركة بين المجلس والوزارة لرفع كفاءة المختصين والعاملين في مجال البناء الأخضر…. أما فيما يتعلق بتعاوننا مع هيئة المواصفات فنحن حالياً نقوم بعمل كود للبناء الأخضر خاص بدولة قطر، كما لدينا مشروع بحثي مشترك خاص بإعادة تدوير مخلفات البناء.

150 فعالية في أسبوع الاستدامة

ما الذي سيميز أسبوع الاستدامة الذي سينطلق خلال الأسبوع الجاري عن نسخته السابقة؟

في النسخة الماضية كان لدينا 100 فعالية لمختلف الجهات الحكومية -الخاصة، أما النسخة الحالية فستتضمن أكثر من 150 فعالية كما أن عدد المشاركين يتوقع أن يزيد على 10 آلاف مشارك، وستكون هناك 150 ورقة عمل حول أفضل الممارسات للأبنية الخضراء، لتشجيع الجهات داخل الدولة على تطبيق هذه الممارسات في مشاريعهم.

ماذا عن ملامح خطتكم الإستراتيجية للأعوام المقبلة؟

نحن نقوم الآن بتطوير تطبيق للهاتف الجوال يسمى ” الحياة الخضراء ” ، وهو تطبيق يساعد الأشخاص على المشاركة في الفعاليات المتعلقة بالاستدامة والصحة، وفي نهاية العام يتم منح مكافآت للأعلى تقييما، وهدفنا أن يقوم جميع مستخدمي الهاتف الجوال داخل قطر بتحميل التطبيق بحلول عام 2019، لنشر ثقافة الاستدامة في المجتمع…

مشروع مشيرب الذي سيضم أكبر تجمع للأبنية الخضراء

كما يقوم باحثونا حالياً بتطبيق مشروع في مدينة بروة مسيمير يسمى “بيتنا”، الذي يُطبق فيه أقصى المعايير العالمية للأبنية الخضراء، وهو مشروع مطبق في شمال أوروبا والمناطق شديدة البرودة، وكانت التجربة عبارة عن بناء بيتين لقياس الأداء وقابلية تطبيقه في قطر، وكانت النتائج مبهرة حيث نجحنا في الحفاظ على درجات الحرارة داخل المنزل بثبات دون فقدها.

300 سفير للبناء الأخضر

كيف ترسخون أهدافكم ومبادئكم لدى الأجيال الناشئة من الشباب وطلاب المدارس؟

لقد قمنا بتدريب أكثر من 300 معلم ليكونوا سفراء لنشر ثقافة البناء الأخضر، وبذلك نستطيع أن نوصل أهدافنا إلى مئات الطلاب في المدارس. أما طلاب الجامعات فنقوم بعمل ورش تدريبية لهم بشكل مستمر.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى