رياضة تريند

“كلاسيكو” إسبانيا.. هل تؤثر السياسة فيه؟

يوجد مشجعون متحمسون في عالمنا العربي لأندية إسبانية، وتحديداً برشلونة وريال مدريد. وهناك روابط عربية لبرشلونة وأخرى للنادي الملكي ريال مدريد، وهما من أعرق وأكبر الأندية في إسبانيا، كما يحتلان مكانة متميزة في البطولات الأوروبية.

وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي متابعات ومشاكسات بين مشجعي الناديين قبل وأثناء وبعد لقاء فريقي الناديين الذي يوصف بأنه “كلاسيكو كوكب الأرض” نظراً لأنه الكلاسيكو الأشهر والأهم على مستوى دوريات العالم، ويتفاخر البعض بنشر صور شخصية له من مدرجات استاد أحد الناديين عبر فيسبوك وإنستغرام.

وخيمت مؤخراً أزمة استفتاء إقليم كاتالونيا بظلالها على الرياضة الإسبانية بصفة عامة، وعلى الدوري الإسباني La Liga (لا ليغا) بصفة خاصة.

وأعلن رئيس الدوري الإسباني، خافيير تيباس، في أكثر من مناسبة على مدى الأشهر الماضية، بحسب المواقع الرياضية الأوروبية المتخصصة، أن عواقب التصويت لصالح انفصال إقليم كاتالونيا ستؤدي إلى استبعاد كل فرق كرة القدم التابعة لأندية من منافسات دوري الليغا. وإن كانت معظم تقارير الصحافة الرياضية الإسبانية استبعدت حدوث مثل هذا الأمر على أقل تقدير حتى نهاية الموسم الحالي، وسط تفاؤل بأن الأمر ليس لن يصل إلى حد الانفصال الفعلي على أرض الواقع.

تأثيرات اقتصادية سلبية

كما لم يتطرق تيباس إلى التأثير السلبي الخطير، الذي سينعكس على الدوري الإسباني من الناحية الاقتصادية، نظراً لأن استبعاد ثاني أغنى فريق كرة قدم في العالم (بحسب تقديرات مجلة “فوربس” لفريق برشلونة فإن سعر اللاعبين الإجمالي يصل إلى 3.25 مليار يورو) سيؤدي بالتبعية الى انتهاء الكلاسيكو، الذي يعد أكبر مباراة محلية تقام في العالم.

ولا يقتصر التأثير على اقتصاديات رياضة كرة القدم الإسبانية فحسب وإنما يمتد إلى الاقتصاد الإسباني ككل، حيث إن عائدات كرة القدم تصب مباشرة بنسبة 0.69% من إجمالي الناتج المحلي الإسباني. ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة Sports Business Institute، بلغ دخل ناديي ريال مدريد وبرشلونة في عام 2016 أكثر من 0.11% من إجمالي الناتج المحلي الإسباني، وهو ما يعادل 1.11 يورو لكل 1000 يورو ينتجها الاقتصاد الإسباني.

وتحتل كرة القدم الإسبانية المركز الثالث بين أكبر 5 دوريات كرة قدم في أوروبا، كما يظهر في المقارنة بينهم من حيث الدخل المادي، التي عقدتها مؤسسة Deloitte للاستشارات المحاسبية، في إصدار حديث للعرض السنوي لموارد كرة القدم. وتحقق كرة القدم عائدات تبلغ 2،437 مليار يورو، نصفها يأتي من برشلونة ومدريد (1،382 مليار يورو). كذلك حقق نادي برشلونة في موسم 2016-17 عائدات بقيمة 708 ملايين يورو (بخلاف الشرط الجزائي لانتقال اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى نادي باريس سان جيرمان والذي بلغ 222 مليون يورو.

ولا يقتصر الأمر على فريق نادي البارسا فقط، وإنما أيضاً هناك فريقي غيرونا وإسبانيول الذين يتنافسان في الدوري الإسباني.

كنوز كلاسيكو كوكب الأرض

وبالطبع من الصعب تقدير حجم الخسائر التي يمكن أن تتكبدها فرق الدوري الإسباني جراء إلغاء مباراة مثل الكلاسيكو. إن التأثير لهذا الإجراء ليس بسيطاً ولا يمكن تعويضه بسهولة، نظراً لما يدره الكلاسيكو من إيرادات في مبيعات التذاكر وحقوق البث التلفزيوني لكواليس التدريب والمباراة وأهم المقتطفات (كابل وفضائي وعبر الإنترنت) وما يصاحبها من حملات إعلانية للشركات العالمية الضخمة بأسعار خيالية.

ويلتقي فريقا برشلونة ومدريد في مباراتين على أقل تقدير في كل موسم (وهما مباراتا الدوري وربما يلتقيا في مباريات الكأس وكأس السوبر أيضاً). وتعود إيرادات تلك المباريات بمبالغ ضخمة من حقوق البث التلفزيوني ورعاية الدوري الإسباني بالفائدة على جميع أندية الفرق المشاركة في تلك البطولات.

ويكفي أن نعلم أن مباراة كلاسيكو برشلونة وريال مدريد الودية، التي أقيمت في ميامي في آب/أغسطس، تابعها أكثر من 200 مليون متفرج. وهذه الأرقام بالتحديد هي التي تضمن الإيرادات من خلال حقوق البث التلفزيوني للفريقين، وما يتبعه من مصادر دخل متعددة أخرى ذات صلة. بما يعني أن تصويت إقليم كاتالونيا لصالح الانفصال سيكون له آثار سلبية ضخمة على رياضة كرة القدم الإسبانية ككل، وعلى نادي برشلونة الذي سيتعين عليه اللعب في الدوري والكأس الكاتالوني المحلي فقط إذا تم بالفعل القيام بأي إجراءات، لتفعيل نتائج الاستفتاء قريباً أو بعد عامين.

ويبقى أنه بعد الاستفتاء، صدر بيان رسمي عن نادي برشلونة أكد فيه أنه لا يتكهن بالمستقبل، لكنه في الوقت نفسه “لا يخطط لأي سيناريو آخر سوى اللعب في الدوري الإسباني، والمنافسة في إطار هذه المسابقة ويريد برشلونة الفوز بلقبها”.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى