حصار قطر فتنة عظيمة أصابت أبناء الخليج

أكد فضيلة الشيخ أحمد محمد البوعينين أن الإسلام جعل درجة إصلاح ذات البين أفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة. وقال في خطبة صلاة الجمعة بجامع صهيب الرومي بالوكرة: إن إصلاح ذات البين له أهداف وثمار يانعة ومن أهمها قدراً وأبعدها منزلة طلب الأجر والثواب من الله تعالى وتحقيق مبدأ التعاون على البر الذي أمر به رب العالمين، قال تعالى (وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى). كما أن من أهم الثمار تحقيق مفهوم الأخوة والحرص على تماسك المجتمع، وبث عبير الألفة، وعبق الرحمة، وأريج التسامح، وبذل النصح، وإسداء التوجيه للبيوت المسلمة بتقوى الله تعالى، والمحافظة على صلة الرحم.

وأضاف: إن للإصلاح بين الناس فضائل كثيرة بأنها أفضل من درجة الصِّيَامِ، وَالصَّلاةِ، وَالصَّدَقَةِ، قائلاً: إنه من فضائل الإصلاح بين الناس قيام النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المهمة العظيمة والوظيفة الجليلة تحقيقاً للألفة بين المسلمين وجمع الكلمة ودرأ الفتنه.

وأشار إلى أن ما يحدث اليوم في قضية حصار قطر فتنة عظيمة أصابت أبناء الخليج أولاً ثم أصابت العلاقات بين الدول الخليجية وأصبح مجلس التعاون والعلاقات الخليجية في خطر شديد ومازالوا يكذبون ويكذبون، إلى متى سيظل هذا الحصار الذي مضى عليه نحو 145 يوماً.

ترويج الأكاذيب

وقال: إن الأعداء مازالوا يشوّهون صورة دولة خليجية جاره، لو كان هذا الكلام صحيحاً ما جاز لهم ذكر كل هذه التهم فكيف عندما تكون كل هذه أكاذيب مُفبركة، فأين دور مجلس التعاون ومازال عندنا أمل أن تحل هذه الأزمة.

ولفت البوعينين إلى أن ما قام به سمو الشيخ صباح الأحمد من مساع في الإصلاح يُشكر عليها، وقد حذّر من الأزمة الخليجية من تصاعد وأن تحمل هذه الأزمة احتمالات التطور، وحذر من أن انهيار مجلس التعاون سيكون انهيار آخر معاقل التعاون العربي، والتاريخ والأجيال القادمة لن تسامح من يساهم في تأجيج الخلاف الخليجي.

وأضاف: كان هدف دولة الكويت إصلاح ذات البين حماية لمجلس التعاون من الانهيار. فكم خسرت دول الخليج اقتصادياً واجتماعياً ودولياً، كما قال سمو الأمير الشيخ تميم في إندونيسيا: الجميع خسران من هذه الأزمة. وقال البوعينين: إن الكل كان على أمل في زيارة أمير الكويت إلى الرياض ووزير خارجية أمريكا، ولكن باءت بالفشل وقد حذّر أمير الكويت من خطورة هذا الخلاف، وتصعيد الأزمة الخليجية ومحذراً من أن هذا التصعيد يمثل دعوة صريحة لتدخلات وصراعات إقليمية دولية ستكون لها نتائج بالغة الضرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها وأن الكل قد تابع مقابلة معالي الشيخ حمد بن جاسم وما قاله.