السعودية

شقيق رئيس بلدية القرى المقتول يروي لحظاته الأخيرة

“لأول مرة أشاهد مسجد جامع بن إبراهيم بمحافظة المندق يمتلئ على آخره، فيما كانت ساحاته الخارجية مازالت تحتضن بقية المصلين الذين أتوا للصلاة على جنازة #رئيس_بلدية_القرى المهندس #علي_الزهراني الذي قتل على يد أحد موظفيه“.. بهذا بدأ شقيق رئيس بلدية القرى، حسن الزهراني، حديثه لـ”العربية.نت” عن جنازة أخيه المهندس علي الزهراني.

وقال: “أدت جموع المصلين، اليوم، في محافظة المندق، بعد صلاة الظهر، صلاة الجنازة على جثمان رئيس بلدية القرى المهندس علي بن محمد الزهراني الذي توفي الأحد الماضي، إثر إطلاق موظف النار عليه أثناء تأدية عمله قبل أن ينتحر الجاني. ووري جثمان الفقيد الثرى في مسقط رأسه بقرية بحرة، كما شهد الصلاة عليه ودفنه جموع غفيرة من محبي الفقيد وبحضور ممثلين عن جميع الجهات الحكومية بالمحافظة وخارجها وفي مقدمتهم المحافظ”. وأضاف شقيقه: “أقيم العزاء في قرية بحرة” التابعة لمحافظة المندق بمنطقة الباحة”.

وذكر شقيق القتيل أنه تلقى اتصالاً من وزير الشؤون البلدية والقروية وهو مهتم بالموضوع، وكذلك الأمر من أمير المنطقة الأمير حسام بن سعود، وأمين المنطقة، كما تلقى الشقيق العديد من الاتصالات حتى من خارج المنطقة.

تشييع رئيس بلدية القرى إلى مثواه الأخير

وعن كيفية تلقيه الخبر، قال: “في صبيحة يوم الأحد عند الثامنة والنصف صباحا تلقيت الخبر عن طريق ابن خالي، فتحركت من بحرة إلى محافظة القرى التي تبعد حوالي 20 كيلومتراً، وكنت أدعو الله في الطريق أن يكون أخي بخير، وعندما وصلت مبنى البلدية كانت هناك سيارات الشرطة والإسعاف، ودخلت المكتب ووجدت أخي ممددا على الأرض وهو مصاب بأربع طلقات: واحدة في البطن، والثانية أعلى الصدر، والثالثة في الرقبة، والرابعة في الرأس، وبجانبه القاتل وبه رصاصة في الرأس”.

وعن تفاصيل الحادثة، أضاف حسن: “بحسب رواية مدير مكتب المهندس، من عادة المقتول أن يأتي كل يوم قبل الجميع ويقوم بإغلاق الباب عليه لينهي معاملات اليوم السابق ويفتح الباب بعد 8:30 صباحا، ولكنه في ذلك اليوم لم يغلق الباب عليه، وذهبت أنا وزملائي للإفطار بمكتب يسمى مكتب المتابعة قريب من مكتب الرئيس، وبعدها جاء القاتل فهد القريشي، ودخل على رئيس البلدية وأغلق الباب وراءه”.

وتابع: “ما هي إلا لحظات حتى سمعنا صوت إطلاق نار، فذهبنا لاستطلاع الأمر ففتحت الباب فإذا برئيس البلدية قد وقع على الأرض مضرجا في دمائه والقاتل واقف أمامه ويحمل مسدسه، فصوبه تجاهي فأغلقت الباب، ففتحنا الباب مرة أخرى فقام القاتل بإطلاق النار على نفسه. لم يسمع صوت نقاش أو مشاجرة بينهما قبل سماع إطلاق النار”. وأوضح الزهراني أن خلفيات القضية لم تتضح إلى الآن، وننتظر نتائج التحقيق.

مشهد من الجنازة

وعن وضع والدته وكيفية تلقيها الخبر قال شقيق القتيل: “والدته بحالة يرثى لها، فقد قمنا بإبلاغها عن طريق إحدى أخواتنا وخالة أخي، وأبلغوها بطريقة غير مباشرة أنه تشاجر مع أحد زملائه وأصيب وهو في العناية المركزة، وأن حالته خطيرة، وقد يعيش أو لا حتى نخفف عليها وقع الصدمة، وبعد أن هدأت أخبرناها بوفاته وكانت متماسكة ومؤمنة بقضاء الله وقدره”.

أما زوجته التي عاشت معه 12 عاما، فقد انهارت وتم نقلها للمستشفى وخرجت ليلة الثلاثاء. وبحسب حديث زوجته، كان لديه إحساس بحدث ما، حيث بقي ساهرا ليلة الأحد ولم ينم، وعند الصباح قام واستحم وحلق شعره وقلم أضافره وتعطر وودع زوجته، وذهب لعمله: “كان سابقا يعمل بإدارة المشاريع بتعليم عسير، وعرض عليه مبالغ مالية كرشوة إلا أنه رفضها وأبلغ الجهات الرسمية عن الراشي”.

وذكر أن المهندس علي لديه فيلا، البناء فيها متوقف منذ خمس سنوات، حيث جاءه كثير من أصحاب المراكز ورجال الأعمال يعرضون عليه تشطيبها ومساعدته في إنهائها لكنه رفض وقال: “لن أسلم رقبتي لغير الله”. وأضاف أن الفقيد لديه 5 إخوة: ثلاثة من والده، وأختان من أمه.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى