مصر

المصرية التي أنقذت شاباً سورياً تروي: مسلحون كمموه

كشفت يارا علاء الدين الفتاة المصرية التي طاردت مع أسرتها سيارة خاطفين، لتنقذ شاباً سورياً بعد مطاردة مثيرة في شوارع مدينة نصر شرق القاهرة قبل أيام قليلة تفاصيل الواقعة. وقالت يارا في حديث خاص مع” العربية.نت” الأربعاء إن الواقعة بدأت عندما كان والدها علاء الدين حسن الضابط السابق في الجيش المصري يبحث عن مكان لركن سيارته بشارع حسنين هيكل الموازي لشارع عباس العقاد، تمهيدا للنزول منها والذهاب لأحد المولات التجارية للتسوق، مضيفة أن والدها وجد سيارة تتحرك بجوار الرصيف فبدأ يستعد كي يضع سيارته مكانها.

وأفادت أنها لاحظت أن السيارة يقودها ملثم، فدققت النظر أكثر لتجد شاباً يجلس في المقعد الخلفي وعلى فمه شريط لاصق ويشير بيده طلباً للغوث، فأخبرت والدها بالأمر، وعلى الفور ودون تفكير أدار سيارته وطارد سيارة الخاطفين.

وأضافت يارا أن سيارتهم كان يقودها والدها وإلى جانبه على المقعد الأمامي والدتها حاملة ابنها البالغ من العمر 4 أشهر، وفي المقعد الخلفي كانت تجلس هي وشقيقتها التي راحت تصرخ معها للفت نظر المارة لسيارة الخاطفين، ومساعدتهم في اللحاق بها وإيقافها.

إلى ذلك، قالت إن المطاردة استغرقت دقائق فقط كما اتضح من الفيديو، وقامت بتصويرها بهاتفها الجوال لتكون دليلا قويا تقدمه للشرطة عند القبض على الجناة، ولتصوير السيارة ورقمها للعثور عليها لو تمكن الخاطفون من الإفلات، مشيرة إلى أن والدها قام بالاحتكاك بسيارة الجناة، وكان يقوم بصدمها من الخلف لإجبارهم على التوقف.

أحد المارة قطع الطريق عليهم

وذكرت الفتاة المصرية الشجاعة أن أحد المارة عندما شاهد المطاردة، وسمع صراخهما، وصراخ السكان الذين كانوا يشاهدونها من شرفات نوافذهم، لجأ لحيلة ذكية حيث دخل بسيارته أحد الشوارع الجانبية ثم دلف منها إلى إحدى النقاط في الشارع الرئيسي الذي تجري فيه المطاردة، وقبل أن تصل سيارة الجناة قطع الطريق أمامهم، فوجدوا أنفسهم محاصرين من الخلف والأمام، ولم يجدوا مفرا من التوقف والنزول من السيارة والفرار منها.

كما تابعت قائلة إنه بعد ذلك قام المارة وكافة الذين كانوا في المطاردة بتعقب الخاطفين وملاحقتهم في الشوارع المحيطة، حتى تمكنوا من الإمساك بهم في مدخل أحد العقارات وسط تهليل الجميع، فيما قامت أسرتها بإنزال الشاب السوري من السيارة، وفك قيده وتبين أنه تعرض للحقن بمادة مخدرة من جانب الجناة حتى لا يفضح أمرهم خلال اختطافه والهروب به.

إلى ذلك، أكدت الفتاة أنها وأسرتها لم يشعروا بالخوف من الخاطفين رغم حملهم سلاحا ناريا، فقد وضعت نصب عينيها أنها يمكن أن تتعرض لمثل هذا الموقف وتطلب النجدة والإغاثة، كما أنها من سكان المنطقة ولو واجهت الموقف بسلبية فمن الممكن أن يقوم الجناة بتكرار الأمر مع ضحية أخرى، أما السبب الذي منحها القوة والشجاعة وجعلها تواصل المطاردة والصراخ وملاحقة الجناة هو شجاعة والدها الذي لم يطلب منهن النزول من السيارة كي يطارد سيارة الخاطفين بنفسه، مضيفة أنه لم يفكر لحظة أو يخاف في أن يصاب أفراد أسرته خلال المطاردة، أو يتعرض أحدهم للأذى وربما القتل، وكان كل ما فكر فيه خلال تلك اللحظة هو انقاذ الشاب المخطوف دون النظر لأي عواقب أو تبعات .

“سيناريو رهيب”

وردا على سؤال لـ العربية.نت” حول ماذا كانت ستفعل الأسرة لو فشلت المطاردة بشوارع مدينة نصر، وقام الجناة باستدراجهم للصحراء، ونشبت بينهم معركة استخدموا فيها السلاح الناري وقتلوا أفرادها قالت يارا: بالطبع هذا سيناريو مخيف ومرعب لكن كان لدينا يقين وثقة في الله إننا وبمساعدة المارة سنلحق بالجناة وسنتمكن من ضبطهم في مدينة نصر وقبل خروجهم منها، وهو ما وفقنا الله فيه ونجحنا في النهاية في إيقافهم وإنقاذ الشاب السوري.

وكان مصدر أمني مصري قد ذكر أن الواقعة بدأت عقب تلقي استغاثات واتصالات من الأهالي بسماعهم صراخ أحد الأشخاص أثناء استقلاله سيارة في شارع حسنين هيكل بمدينة نصر شرق العاصمة القاهرة، ومطاردة أسرة مصرية كاملة يرافقها عدد من الأهالي لسيارة المتهمين حتى تمكنوا من إيقاف السيارة وتوقيف المتهمين.

وتبين من التحقيقات التي أجراها المقدم وائل غانم، رئيس مباحث مدينة نصر، أن السيارة كان يستقلها صاحب مصنع ملابس بمنطقة العاشر من رمضان وهو سوري الجنسية عمره 30 عاماً، وبصحبته شخصان أحدهما بعمر 22 سنة، وضبط بحوزته سلاح ناري، والآخر عمره 25 سنة.

واتضح أن المتهمين اختطفوا صاحب مصنع الملابس أثناء شروعه في استقلال سيارته من أمام مكتبه الخاص بمدينة نصر، حيث هددوه بسلاح ناري وأجبروه على استقلال سيارتهما، ثم قيداه بالحبال بالقوة في المقعد الخلفي وفرا هاربين، إلا أنه استغاث بالمواطنين في الشارع وتمكنوا من إنقاذه.

واعترف المتهمون بارتكابهم الواقعة من أجل مساومة أسرة صاحب المصنع على دفع مبلغ مالي ضخم كفدية مقابل إطلاق سراحه، حيث تعرفوا عليه خلال معرض ملابس أقامه في مدينة نصر، ولاحظوا ثراءه وخططوا لاختطافه واستغلال واقعة الاختطاف لإجبار أسرته على دفع فدية لهم مقابل الإفراج عنه.

وأكد المتهمون أنهم كانوا ينوون التوجه بالشاب السوري إلى القاهرة الجديدة لسرقة سيارته وهاتفه المحمول.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى