المغرب العربيرياضة تريند

فتحية العمامي.. أول ليبية صارعت الحديد ووصلت الأولمبياد

رغم طبيعة المجتمع الليبي المحافظ، استطاعت فتحية العمامي اقتحام رياضة رفع الأثقال لتصبح أول ليبية تشارك في بطولات دولية وعالمية في هذا الصنف من الرياضات الصعبة والشاقة، واللاعبة الوحيدة التي فازت بميداليات ذهبية، فكان ذلك نقطة تحوّل في حياتها.

وتقول العمامي المرأة الوحيدة في المنتخب الليبي لرياضة رفع الأثقال لـ”العربية.نت”، إنها “بدأت ممارسة رياضة رفع الأثقال منذ عام 2011 بعد اندلاع الثورة في بلادها”، حيث دفعها شغفها بهذه الرياضة الصعبة وتعلّقها بها للدخول لهذه اللعبة والوقوف الند للند أمام الرجال، وساهمت بذلك في كسر الصورة السائدة في مخيّلة الكثيرين بوجود رياضات تقتصر ممارستها على الرجال فقط وغير مناسبة للجنس اللطيف.

وتضيف أن محيطها الاجتماعي “تفاجأ بقرارها على اعتبار أنه ينظر إلى هذه الرياضة على أنها رياضة ذكورية لا تليق بالمرأة”، إلا أن تشجيع أصدقائها وعائلتها خاصة زوجها، دفعها إلى المواصلة والمتابعة.

وتعلق في هذا السياق قائلة “مخطئ من يعتقد أن هناك رياضات خاصة بالرجال وأخرى بالنساء، فرفع الأثقال ليس حكرا على الرجال، هناك فتيات قادرات على القيام بالتدريبات وحمل الأوزان الثقيلة، ثم إنه من المستحيل إرضاء الجميع من حولك، هناك أشخاص احترموا اختياري وقاموا بتشجيعي، أما الذين لم يتقبلوه فلم أهتم بهم كثيرا، وتابعت هوايتي والدفاع عن أحلامي”.

العمامي لم تدخل رياضة رفع الأثقال كهاوية فقط بل كمنافسة محترفة على الألقاب، ونجحت مؤخرا في الحصول على 3 ميداليات ذهبية خلال مشاركتها في البطولة الإفريقية وبطولة البحر المتوسط التي أقيمت في مدينة بجاية الجزائرية نهاية الأسبوع الماضي، واستطاعت تحطيم أرقام قياسية جديدة.

ورغم تقدمها في السن نسبيا (46 سنة)، إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمامها، لأن هذه الرياضة “تعتمد على الصحة وقوة العضلات وعلى جسم الإنسان عموما وليس على العمر”، مضيفة أن “هذه الرياضة لا تقلل من أنوثة المرأة على عكس ما يعتقد البعض، لأن تركيبة المرأة الأنثوية لا تتعارض نهائيا مع ممارسة هذه الرياضات، وجسمها لا يتأثر بتاتا بخوض هذه التجربة، فهي تمنحها شعورا بالقوّة وبالثقة وبقدرتها على حماية نفسها”.

وتحرص العمامي في مختلف المسابقات الرياضية التي تشارك بها على ارتداء أزياء محتشمة، وتقول في هذا الجانب إنها تفتخر بكونها مسلمة ومتدينّة، مبيّنة أن ذلك “ليس عائقا أمام التألق والتميّز والدليل على ذلك أنها فازت بعدّة ميداليات”، وأوضحت أنها “لم تواجه أيّ معارضة خلال مختلف مشاركاتها بسبب ارتدائها الحجاب الإسلامي”، مؤكدة أنه “لا يجب على أي رياضة أن تضع قيودا على اللباس وعلى الأزياء الإسلامية المحتشمة عموما”، في إطار احترام حرية عقيدة وثقافة الآخر.

وإضافة لذلك، تعمل فتحية العمامي مدربّة لرياضة اللياقة البدنية والزومبا للفتيات في إحدى قاعات الرياضة ببنغازي، كما تسعى لتمرير خبراتها في مجال رياضة رفع الأثقال إلى فتيات أخريات لكنها ما زالت تصطدم بعدة عوائق، أولها رفض المجتمع ولوج بناتهن لهذا الصنف من رياضات القوّة البدنية، ورغم أنها نجحت في تأهيل إحدى الفتيات إلا أن عائلتها مازالت غير راضية على دخولها هذا الميدان، وهي تسعى لإقناعها بفوائد ذلك على ابنتهم وإزالة الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي مازالت تحيط بهذه الرياضة.

العربية

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى