الإماراتمنوعات

طلاسم بـ 60 ألف درهم مقابل علاج العقم

لا تكتمل حلاوة الزواج إلا بأطفال يغمرون حياة الأب والأم بهجة وسروراً.. لكن قد لا تُتَوج الحياة الزوجية بالفرحة، إن اكتشفت الزوجة إصابتها بالعقم، حتى مع العلاج الطبي وإن استمر لعدة سنوات، ولم يأتِ بأي نتيجة.. هنا لا تملك الزوجة إلا الصبر والحرص على مواصلة العلاج بإيمان الشفاء، وقد يضعف أملها، فتتوجه وربما بتشجيع من المحيطين بها، إلى ساحر أو مشعوذ، طلباً لأيقونة الأمل ظانةً أنها ستُنادى بكلمة «ماما»، بعد العلاج الذي ستتلقاه من المشعوذ!

بحث عن العلاج

لم تتردد الشابة العشرينية «خولة» في الذهاب إلى إحدى المُدعيات بعلاج عقمها، الذي تعاني منه منذ 6 أعوام، خاصة أنه كما وصل إليها أن تلك المرأة تعالج العُقم بالأعشاب الطبيعية، إلا أنها تفاجأت بأن أعطتها المرأة المشعوذة ورقة بيضاء، تتضمن طلاسم من الصعب فهمها، وشددت عليها بضرورة وضعها أسفل وسادتها، وهي ضمان لحملها في فترة لن تقل عن 6 أشهر، وكان المقابل المادي على حصولها لتلك الورقة، هو قيامها بدفع 10 آلاف درهم لكل شهر. مرت الفترة المحددة، وكلها على أمل بالحمل الذي تبخر وتحول لألم.

ومع هذا، لم تتعظ «خولة» من وقوعها ضحية لمشعوذة استولت على أموالها واستغفلتها في لحظة ضعف منها. إذ توجهت في موقف آخر مع إحدى صديقاتها المقربات إلى شخص عربي، مُتمرس في أعمال السحر والشعوذة، ويحرص على لقاء زبائنه في أماكن مختلفة، ضماناً لعدم إلقاء القبض عليه من الشرطة.

وأصر المشعوذ على لقاء السيدتين في منزل إحداهن، وتم استقباله فعلاً في منزل صديقة «خولة»، وبسرية تامة، وسرعان ما قام المشعوذ بتعريفهما بخدماته ذات الخمس النجوم، مدعياً قدرته على معالجة الصرع، والسحر، والعقم، وحل المشكلات الأسرية من زواج وطلاق والإصلاح بين الزوجين، إضافة إلى جلب السعادة الزوجية، وحتى استطاعته في جعل الزوج خاتماً في إصبع زوجته!، وذلك من خلال علاج عبارة عن كتابة الطلاسم والوصفات مقابل مبلغ مادي.

شعوذة باهظة

وكان المشعوذ صريحاً مع «خولة»، بأن مقابل علاجه لها من العقم هو 60 ألف درهم، ووجدت هي أن هذا المبلغ يعتبر بسيطاً جداً إزاء حلمها الكبير في الحمل والإنجاب، والتتويج باسم «ماما خولة». وقام المشعوذ فور موافقة «خولة» على دفع المبلغ المتفق عليه، بنثر مادة ناعمة «كالبودرة» على وجهها، ثم طلب منها الوقوف، حتى يتسنى له القيام بتبخيرها، لأنه بدرت منها على حد قوله أعراض السحر المعمول لها، والذي يحول دون إنجابها.

كما أعطاها قارورة ماء، طالباً منها أن تستحم بها. وليس هذا فحسب، إذ قام المشعوذ أيضاً بإعطائها بيضة، طالباً منها بضرورة كسرها فجر يوم السبت تحديداً، وعند باب بيتها، حتى لا تدخل إلى بيتها من تجرأت وعملت لها السحر، وضرورة جلب قشور البيضة بعد ذلك إليه، حتى يدفنها في المقبرة، بحيث يخمد مفعول السحر المعمول لها إلى الأبد.

ولأن زوج «خولة» يعلم تماماً بأن هاجس حملها بطفل لا يفارقها مطلقاً، كان واعياً جداً لتصرفاتها أمامه في المنزل، وانتبه حينما توجهت إلى باب المنزل فجراً لكسر البيضة، ليفاجئها بوجوده خلفها، وبإصرار منه علم منها تفاصيل قصتها مع المشعوذ العربي، ليتوجه صباحاً إلى مركز الشرطة، وسرعان ما ألقت أجهزة التحريات القبض عليه، بتهمة ممارسة أعمال «السحر والدجل والشعوذة».

حيث اعترف أثناء التحقيق معه بأنه أوهم العديد من ضحاياه، وخاصة السيدات، بعلاجهن مما يعانين منه مشاكل، مقابل مبالغ مالية باهظة يتقاضاها منهن، مدافعاً عن نفسه بأنه لم يجبرهن على شيء، وإنما أتين طوعاً من أنفسهن!، وتمت إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية.

وأشار المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي، إلى ضرورة تحكيم العقل، حينما يقع أي شخص في مشكلة ما، وعدم التفكير بالتوجه للمشعوذين والدجالين.

 البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى