المغرب العربي

الجزائر.. نقطة انطلاق أخرى للهجرة السريّة نحو أوروبا

أكثر من 600 شاب جزائري منذ بداية الشهر الحالي، وحوالي 2630 منذ بداية العام وقع إيقافهم عند محاولتهم الهجرة بصفة غير شرعية إلى أوروبا، مؤشرات على تزايد هذه الظاهرة في #الجزائر بشكل غير مسبوق هذه الفترة، رافقت الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعيشها البلاد.

ولم تعد #ليبيا وحدها تعاني من موجات الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، فهذه الظاهرة أصبحت ملفتة للانتباه كذلك في جارتها الجزائر التي شهدت سواحلها خلال الأيام الماضية موجة من الهجرة السرية نحو أوروبا وعرفت تصاعدا لنسق مغادرة مواطنيها إلى الخارج.

آخر محاولة للهجرة السرية، أحبطتها قوات خفر السواحل التونسية أمس الخميس عندما تمكنت من إنقاذ 41 شاباً جزائرياً من الغرق في البحر، في وقت أكدت الصحافة الإيطالية وصول قرابة 100 مهاجر جزائري في مساء 26 من سبتمبر، إلى سواحل جزيرة سردينيا، ونقلت عن حاكم سردينيا، فرانشيسكو بيغليارو، بأن “موجة المهاجرين من الجزائريين قد تنامت، حيث تجاوزت الأرقام المسجلة هذه السنة المهاجرين في سنة 2016”.

البعض أرجع تنامي هذه الظاهرة إلى الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها الجزائر والتي انعكست على الأوضاع الاجتماعية والنفسية للمواطنين، خاصة بعد اعتراف المسؤولين بصعوبة انفراجها، وهو الأمر الذي أفقد البعض الأمل في تحسّن وضعه على المدى ودفعه إلى المخاطرة بحياته لعلّه يتحصل على وضع أفضل في إحدى الدول الأوروبية.

ويقول في هذا السياق يونس بلعربية مؤطر بإحدى مراكز التدريب المهني، إن “الوضع الحالي في البلاد لا يبعث على التفاؤل، بعد انهيار كل المؤشرات الاقتصادية في ظل غموض يحيط بالمستقبل السياسي للبلاد وتوجه نحو فرض ضرائب جديدة والرفع من الأسعار وتقليص الدعم”.

وأضاف لـ”العربية.نت” أن “كل هذه العوامل اجتمعت على الشاب الجزائري الذي كان ينتظر حلولا لمشاكله ليجد أنه مطالب بحلّ مشاكل البلاد، وعمّقت حالة اليأس التي لديه وجعلته يندفع نحو الهجرة ومغادرته بأية طريقة نحو بلدان يعتقد أنها ستوفر له مستوى عيش أفضل إذا نجح في الوصول عليها وتكون مكانا لتحقيق أحلامه”.

لكن الناشط الجمعوي الشاب محمد أمين، يقول في حديث مع العربية.نت إن “هذه الظاهرة ليست بالجديدة في الجزائر، حيث تنشط في هذه الفترة من كل سنة عندما تهجر الشواطئ ويهدأ البحر، ليستغل كل من يرغب في الهجرة هذه الظروف المناسبة للوصول إلى أوروبا”.

وأضاف أن هذه الظاهرة أصبحت هذا العام ملفتة للاهتمام والانتباه، بسبب “التسويق الإعلامي الكبير الذي رافقها، بعد انتشار فيديوهات صورت رحلات مجموعة من الشباب نحو السواحل الأوروبية على مواقع التواصل الاجتماعي”، مضيفاً أن هؤلاء لا يمثلون الشباب الجزائري الحقيقي وأغلبهم لا يملكون لا شهادة ولا مهنة تضمن لهم مستقبلهم في بلادهم خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية”.

واعتبر أمين، أن “إقناع أي شاب بالهجرة إلى الضفة الأخرى من المتوسط هو مثل إقناع المراهقين بالإرهاب والانخراط في الجماعات المسلحة، لأن الشاب العاقل لا يمكن أن يركب البحر ويتصارع مع الموت”.

وكانت السلطات الجزائرية، سنّت قوانين صارمة منذ سنة 2008 لمحاربة الهجرة غير الشرعية، حيث قامت بتجريم كل من يحاول الهجرة بالسجن لفترة بين 3 إلى 9 أشهر، أما عناصر شبكات الهجرة غير الشرعية تصل عقوبتهم لمدة 5 سنوات سجنا.

وفي الوقت الذي يهاجر فيه الجزائريون بكثافة باتجاه أوروبا، يستقبل جنوب الجزائر هذه الأيام موجة كبيرة من المهاجرين الأفارقة، حيث يقوم الجيش الجزائري بشكل دوري بإيقاف مئات المهاجرين الأفارقة من جنسيات مختلفة وهم بصدد دخول البلاد للبحث عن حياة أفضل في ظل أوضاع الحرب والصراع في بلدانهم.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى