العرب تريند

“حجابك الغبي يسد أذنيك”.. عنصرية دوت بأعرق جامعات لبنان

في بلد التعددية #لبنان “صدمة” دوّت قبل يومين في إحدى أعرق الجامعات، الجامعة الأميركية في #بيروت .

في بلد التنوع والتعايش كما وصف مراراً، في هذا البلد الذي طوى صفحة حروبه الطائفية منذ أكثر من 25 سنة، في لبنان حيث تعيش حوالي 18 طائفة وأكثر، صعقت الساحة الجامعية، بجملة عنصرية، ارتكبها مَنْ يفترض أن يكون “مخرّجا ومثقفا” لأجيال وأجيال.

القصة بدأت في أحد أروقة الجامعة الأميركية في بيروت، في محاضرة للعلوم الاجتماعية، حيث كانت تجلس#مريم_دجاني ابنة الـ 18 ربيعاً.

ففي 18 سبتمبر، وحين بادرت مريم بكل “عفوية” لتسأل الأستاذ سمير خلف، الذي كان يحاضر في علم الاجتماع، أن يعيد جملته الأخيرة، فوجئت بحسب ما أكدت للعربية.نت برد غاضب، مشحون. إذ قال لها من يفترض أن يكون “منفتحاً”، لاسيما أنه أستاذ جامعي بالدرجة الأولى، ويحاضر في علم الاجتماع بالدرجة الثانية: “لا تستطيعين أن تسمعيني لأن هذا الوشاح (غطاء الرأس) الغبي يغطي أذنيك. لذلك، إن نزعت هذا الحجاب ستتمكنين من سماعي بوضوح.!

رد صاعق ترددت أصداؤه طويلاً في أذني تلك الفتاة، التي صدمت من كم التمييز هذا، لا بل عدم مراعاة أبسط حقوق الغير.

مريم دجاني

 

مريم التي لم تستطع التغاضي عن تلك الإهانة، أوضحت للعربية.نت: “أن ردة فعل الدكتور خلف تكون مغايرة عندما يطلب منه الطلاب الآخرون تكرار ما قاله”.

وعندما أجابته قائلة: “إن هذا رأيك الشخصي ولا يحق لك التهجم عليَّ”، ما كان منه إلا أن رد موضحاً: “إنه لا يتهجم عليها بل يتهجم على كل المحجبات بالمجمل”.

ولم يكتف خلف بذلك، حسب مريم، لا بل راح يسألها بعد نهاية المحاضرة عن المدرسة التي ارتادتها، وعما إذا كانت أمها محجبة و”كأنه لم ير فتاة محجبة من قبل”!

إلا أن القصة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد لجأت الشابة في بادئ الأمر إلى إدارة الجامعة قبل أن تنشر تلك “الإهانة العنصرية” على حسابها الشخصي على الفيسبوك، لتنتشر بين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

عميد شؤون الطلاب طلال ناظم الدين مع المتظاهرين

“لم يعد أمراً شخصياً بل يمس كل المحجبات”

وعند سؤالها لماذا نشرت القصة على الفيسبوك، طالما أن إدارة الجامعة تجاوبت معها ووعدتها بمتابعة الموضوع ومحاسبة الأستاذ، أوضحت أنها “شعرت بأن الأمر لم يعد مسألة شخصية بل قضية عامة تمس جميع المحجبات وكل امرأة، بل كل شخص حر له الحق في أن يكون كما يريد وأن يرتدي ما يريد. فلكل إنسان الحق بأن يعبر عن نفسه وعن هويته دون أن يحقر أو يهان “.

تظاهرة تنديد ووعد من الإدارة بالمحاسبة

في المقابل، لم تترك مريم وحدها، فقد تعاطف معها عدد كبير من طلاب الجامعة، ونظموا الأربعاء تظاهرة دعم لها.

وقد علقت مريم قائلة: “بفضل تعاطف جميع الطلاب، الزملاء والزميلات الذي تمثل في المظاهرة الأربعاء وفي دعمهم لي معنويا بالاتصالات الهاتفية والتواصل الاجتماعي استطعت أن أجعل صوتي مسموعاً، ومن خلاله عبر جميع الطلاب عن استنكارهم الشديد لسلوك الأستاذ، وعن تأكيدهم لنبذ التمييز ومطالبتهم باحترام الاختلاف، فنحن في صرح جامعي نتعلم فيه قبل كل شيء قبول الآخر والتعارف واحترام الاختلاف دون تمييز.”

من جهتها، أكدت إدارة الجامعة الأميركية أن التحقيق جار، واعدة باتخاذ القرار المناسب في أسرع وقت.

إلى ذلك، شدد عميد شؤون الطلاب، الدكتور طلال نظام الدين،  خلال تظاهرة الأربعاء على أن الجامعة الأميركية لطالما كانت صرحاً للتعددية والتنوع، معبراً عن احترامه للطريقة التي عبر فيها الطلاب عن موقفهم المتضامن مع رفيقتهم مريم.

وأضاف متوجهاً للطلاب بضرورة الاستمرار في إيصال صوتهم والتعبير عن آرائهم، واحترام الاختلاف لكي يكونوا قدوة لغيرهم في الشرق الأوسط والعالم الأجمع، “لا سيما أن عدم التسامح موجود أينما كان” بحسب تعبيره.

“الطامة الكبرى”.. سوابق مماثلة

أما الطامة الكبرى فتكمن في أن الأستاذ بحسب مريم سبق له أن تهجم على أخريات، بحسب ما اكتشفت الشابة بعد أن عرضت الموضوع على (غروب) خاص بطلبة الجامعة.

إلا أن المفاجآت لم تتوقف هنا، فالأستاذ نفسه كان رئيس قسم علم الاجتماع لمدة ست سنوات في هذه الجامعة.

ويبقى السؤال الملح متى سيدرك البعض منا أن ليس من حقه فرض آرائه على الآخرين، متى ستتخلص بعض مجتمعاتنا العربية من هذا الكم المنفر من العنصرية والتحجر؟

وبعد، سؤال آخر لا يزال يشغل ذهن مريم:” هل من المجدي مواصلة دراستها في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الذي يتسم بتقبل وفهم الغير، مع وجود مثل هذه النماذج في مجتمعاتنا وجامعاتنا؟”.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى