منوعات

تعرّف إلى أول عربي يتسلق قمم العالم السبع

في العام 2004، كان حلم مصطفى سلامة أن يصلي من أجل السلام على قمة جبل عال. لم يكن قد جرب يوماً تسلق جبل في حياته، ولم يعرف حتى الإشارة إلى جبل إيفرست على خريطة أمامه.

اليوم، وبعد مرور حوالي 13 عاماً على حلمه “الغريب” ذلك، أصبح سلامة أول عربي يكمل تحدي “إكسبلوريرز غراند سلام” الذي يتضمن تسلق قمم العالم السبع، بما فيها جبل إيفرست، والوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي، لتصبح حياته الاستثنائية موضوع كتاب عالمي، ساهمت في نشره دار النشر الإنجليزية، بلومزبري، بمساعدة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والمغامر البريطاني رانولف فينس.

وقد ولد سلامة لوالدين فلسطينيين في الكويت، وتربى مع أخوته التسعة في مجمع لاجئين حتى أصبح في الـ18 من عمره، وانتقل للعيش في الأردن خلال حرب الخليج.

في العام 1992، أثناء وجوده في الأردن، عمل سلامة نادلاً في مطعم ساعده على تغيير حياته، إذ دخل المطعم في أحد المرات شقيق السفير الأردني في إنجلترا آنذاك، ليعرض عليه وظيفة في مطبخ السفير في إنجلترا.  ويقول سلامة: “كنت أقدم له طلبه، وفجأة قال لي، هل تريد العمل في لندن؟”

بعد عمله لمدة عام كامل مع السفير الأردني في لندن، بقي سلامة في لندن، ولكنه كان قد تحول إلى مهاجر غير شرعي يعمل في المطاعم بينما كان يحسن لغته الإنجليزية. ثم في العام 1998، انتقل إلى اسكتلندا ليدرس إدارة الفنادق في جامعة كوين مارغريت، ليصبح بعد ذلك مدير الأغذية والمشروبات في فندق من فئة خمس نجوم.

ويقول سلامة أنه في تلك الفترة وأثناء عيشه في اسكتلندا فقد اتصاله بقيمه الدينية وخلفيته الثقافية، واعتنق أسلوب الحياة والثقافة الغربية، حيث بدأ إمضاء وقته كله في الأندية الليلية، وأصبح يدخن ويشرب بكثرة.

ولكن، في العام 2004، راوده حلمه قلب حياته رأساً على عقب، ودفعه إلى الإقلاع عن التدخين والشرب والحفلات الصاخبة، وكرّس حياته للتدرب من أجل تحدي “إكسبلوريرز غراند سلام.”

وقد واجه سلامة العديد من التحديات في إيجاد تمويل لمغامرته في الأردن، إذ بحسب قوله فإنه واجه الكثير من الانتقادات من الأشخاص الذين اعتقدوا أن ما يخطط له يعتبر جنوناً وليس من ثقافة المجتمع.

ولكن، بعد جهد طويل استطاع سلامة أن يؤمن دعماً استثنائياً بوطنه، إذ بعد نشر مقالة في صحيفة أدنبرة عن رحلة بحثه عن ممول في بلاده، تلقى سلامة دعوة إلى الأردن للقاء ممثلي الملك عبد الله الثاني بن الحسين من أجل مشروعه.

ويُوضح سلامة أنه تمكن من الحصول على ميزانية كبيرة تتراوح بين 200 و250 ألف دولار أمريكي، تسمح له بالتدرب في النيبال، والتبت، وأمريكا الشمالية، لتسلق دينالي وإيفرست.

بعد ثلاث سنوات من التدرب الشديد، نجح سلامة بعد محاولتين فاشلتين بتسلق إيفرست على مدى 72 يوماً، ليصبح في العام 2008، أول أردني يصل إلى القمة الأعلى في العالم، تصادفاً مع يوم استقلال الأردن في 25 مايو/أيار.

بين محاولاته الثلاثة لتسلق إيفرست، استطاع سلامة أيضاً أن يصل إلى قمم العالم الأخرى، منها جبل البروس الروسي، وجبل كيليمنجارو في تنزانيا، وجبل أكونكاغوا في الأرجنتين، وهرم كارستنز في اندونيسيا.

ثم ختم مغامرته هذه برحلة على الأقدام إلى القطبين الشمالي والجنوبي، والتي يصفها بأنها كانت من أصعب تجارب حياته، حتى أنها تخطت في صعوبتها تسلق جبل إيفرست.

ويقول سلامة: “كنا هناك لمدة 56 يوماً. عليك أن تفعل كل شيء بنفسك بعكس إيفرست حيث يتوفر أشخاص يساعدونك بذلك. كان الطقس بارد جداً، خصوصاً لشخص مثلي قادم من الصحراء.”

وقد حقق سلامة حلمه في الوصول إلى القطب الشمالي في أبريل/نيسان من العام 2014، ومن ثم إلى القطب الجنوبي في يناير/كانون الثاني من العام 2016، ليصبح من بين 16 شخصاً من حول العالم، ممن أكملوا تحدي “إكسبلوريرز غراند سلام.”

سي ان ان بالعربية

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى