كلنا بثينة
د.عالية الشعيب
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور وفيديو الطفلة بثينة التي فقدت عائلتها مع عشرات آخرين في قصف خاطئ في اليمن. أقل من 24 ساعة على أول أيام عيد الأضحى المبارك. وأصيبت بإصابات بالغة في الوجه والرأس وبدت كدمات هائلة على عينيها الصغيرتين. وقام بتقليد حركتها، وهي تحاول فتح عينها العشرات، في مناشدة لإيقاف الحرب في اليمن تحت عنوان «كلنا بثينة». وكان الطبيب المعالج يحاول ملاطفتها بذكاء للتخفيف عنها. فطلب منها محاولة فتح عينها اليسرى، فحاولت بأصابعها الرقيقة فتح عينها.
لكن ماذا سترى؟ ماذا تبقى لديها لتراه؟ فلا أهل ولا بيت ولا شارع ومدرسة. لا أخوة وأصحاب ونافذة وحديقة وشجرة وزهور. لا ألعاب أو حلوى. لا قطة او كتكوت. لا مجرى ماء أو أرجوحة. لا ملابس جديدة للعيد. ولا حذاء لامع وحقيبة مشابهة. لا مرآة معلقة في صدر البيت تمشط بانعكاسها أمها شعرها. ولا باب يدخل منه ابوها ليحضنها ويرفعها عاليا ويعطيها عيدية العيد مع قبلة ستتذكرها عمراً بأكمله.
يتيمة بثينة هذا العيد مثل عشرات، بل مئات الأطفال الذين شردوا بعد تشتت أو موت أهلهم وإخوتهم في اليمن. فبأي ثوب جئت يا عيد؟ بأي وجه؟ بأي لون ورائحة؟ الدمار في كل مكان. الأوبئة والأمراض. كما أعلنت وكالة الصحة العامة في الأمم المتحدة، أن اليمن يعاني من كارثة صحية بانتشار الكوليرا والطاعون… ربما الأسوأ في تاريخ البشرية.
فحين تفرحون بالثياب الجديدة وتتناولون اصناف الطعام والحلويات مع أهلكم في أمان بيتكم وحضن وطنكم هذا العيد، تذكروا بثينة. عينها التي تحاول فتحها بألم وصعوبة لرؤية غد جميل ربما يحمل لها بشارة سلام لقلبها وروحها. تذكروها بدعاء وأمنية.
عيد أضحى مبارك…
الرأي الكويتية