غير مصنف

كبش (تشينو) / ايمان الهاشمي

ارتدى (تشينو) قميصاً بسيطاً متين الصنع، فوقه عباءة متقنة الخياطة من جلد الخروف، تردّ عنه المطر وضراوة البرد ليلاً، وقد احتذى نعلين يحتضنان قدميه ضد قسوة الطبيعة، ولفَّ رأسه بعمامة صوفية من الداخل، بعدما تزوّد بعكاز، ومقلاع، ومزمار ينفخ فيه ألحاناً تبدأ برواية أسطورة «الراعي في المراعي»، وتنتهي بخرافة أكبر كبشٍ في المروج، عندما قرَّر الهرب والخروج، بالقفز والطيران والعروج، إلى أعالي القمم والبروج، ليمتطي الحرية فوق السروج.
من البداية إلى النهاية، ردَّد (تشينو) تفاصيل الحكاية، سواء للعرب أو للإنجليز، عن كبشه الخرافي العزيز، وفي يديه كوب قهوةٍ ممزوجة بالحليب الساخن، يرتشفها بعيداً عن تلوث المدن والمداخن، لعلّنا نفهم المغزى من هذه القصة الخيالية، دون اللجوء للأساليب الاحتيالية، ضد همجية السلطة والإمبريالية، فنحيك السعادة بأنفسنا عبر ضم الأيادي، وبرغم أنف المتربصين وشر الأعادي، حيث إن قدرة الإنسانية على قهر الصعاب، تفوق قدرة الصعاب على قهر الإنسانية.
لا تربطوا مسمّى فنجان (الكابتشينو) باسم روايتي (كبش تشينو)، وإن تشابهت مخارج الحروف في النطق، لأن الأفكار تختلف في المنطق، كما أن الحقيقة تعم ولا تخص، وترص ولا تقص، وتنص ولا تغص، بأسباب هذه الفرحة، حين تُداوَى الأرواح الجرحى، بقدوم العيد الأضحى، فمرحى بالعيد مرحى!

الرؤية الامارتية

e.alhashimi@alroeya.com

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى