“يديعوت أحرونوت”: تزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران
عربي تريند_ قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت“، اليوم الأحد، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين إن احتمال توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق بخصوص البرنامج النووي لطهران تزداد، موضحة أن أحد أسباب عدم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن هو التخوف من تعطيله هذه الجهود.
وتواصل تل أبيب التمسك بموقفها الرافض مثل هذا الاتفاق، وإصرارها على أن ما يردع إيران عن تطوير برنامجها هو التهديد العسكري وليس الدبلوماسية، التي يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن طهران تستغلها لكسب الوقت، ومواصلة السعي نحو الحصول على أسلحة نووية.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية عن لقاء سيجري بين وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ووزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الخميس القادم، في دولة أوروبية لم تحدد بعد، لأن نتنياهو منع وزراءه من عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الأميركيين في الولايات المتحدة، حتى تجري دعوته إلى البيت الأبيض، وهو إجراء تقليدي لم يقم به الرئيس الأميركي جو بايدن بعد، وفق ما تقول الصحيفة.
ويقول مسؤولو الحكومة الإسرائيلية إن أحد أسباب عدم دعوة نتنياهو إلى الولايات المتحدة هو التأكد من أن وصوله لا يقوض الاتفاق، مذكرين بخطاب نتنياهو الذي هاجم فيه مساعي الاتفاق مع إيران في عام 2015 أمام الكونغرس خلال عهد باراك أوباما.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو كان قد أخبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، أن “العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران لن يوقف برنامج إيران النووي، ولن يُلزم إسرائيل التي ستفعل كل شيء للدفاع عن نفسها”، وهذا هو الموقف الذي سيقدمه غالانت إلى أوستن في اجتماعهم في أوروبا. وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن إسرائيل ليس لديها سبب للقلق وأن المحادثات تجري بشفافية كاملة وتنسيق مع القدس.
وقالت الصحيفة إن واشنطن تجري محادثات مع إيران عبر وسطاء خليجيين، ويشرف على المفاوضات من الجانب الأميركي، بريت ماكغورك، ويسعى الأميركيون إلى ثني الإيرانيين عن تكثيف تخصيب اليورانيوم إلى درجة 90 بالمائة المطلوبة للمواد الانشطارية المستخدمة في صنع الأسلحة، كما تتطرق المحادثات إلى قضايا أخرى مثل تبادل الأسرى، ومحاولات التوصل إلى تفاهمات سلمية في مختلف المجالات.
لكن طهران، بحسب الصحيفة، ليست متحمسة للتوصل إلى اتفاق مؤقت، وترغب في العودة إلى اتفاق 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب في عام 2018، بينما تعارض واشنطن العودة إلى اتفاق 2015، وتسعى للتوصل إلى اتفاقية طويلة الأمد جديدة وأكثر صرامة.
وفي حين تبدو العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي لا تزال غير مرجحة، ربما يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى والإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة بموجب العقوبات الدولية، خاصة في العراق وكوريا الجنوبية، وفي المقابل سيتعين على إيران الالتزام لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستعادة الرقابة على المنشآت النووية، ووقف تخصيب اليورانيوم.رصد
فشل استراتيجي
من جهتها، اعتبرت صحيفة “هآرتس” أن الملف النووي الإيراني “الفشل الاستراتيجي الأكبر” لنتنياهو، وقال معلق الصحيفة السياسي، ألون بنكاس، الأحد، إن إسرائيل تحت قيادة نتنياهو فشلت في جهودها الهادفة لمنع إيران من الحصول على السلاح.
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو، الذي تمكّن من إقناع الولايات المتحدة بخطورة المشروع النووي الإيراني، يواجه حالياً لامبالاة داخل أروقة صنع القرار في واشنطن.
وأضافت أن سلوك نتنياهو هدد الإجماع الحزبي الأميركي على دعم إسرائيل، حيث باتت القضايا المتعلقة بها جزءاً من الخلاف الأميركي الداخلي، وحاججت الصحيفة بأن أكبر فشل لنتنياهو في كل ما يتعلق بالملف النووي تمثل في أنه جعل مواجهة هذا الهدف شأناً إسرائيلياً بعد أن كان شأناً دولياً.