العالم تريند

حقوقية إسرائيلية: المستوطنون يهجّرون الفلسطينيين بالتقسيط بدعم الجيش وصمت الصحافة و”تطنيش” الإسرائيليين

عربي تريند_ تؤكد ناشطة حقوقية إسرائيلية أن ترحيل الفلسطينيين بدأ وهو موثّق، لكن الإسرائيليين يتجاهلونه رغم خطورته وانتهاكه المواثيق الدولية. وتقول المحامية الإسرائيلية الناشطة ضد العنصرية والاحتلال تامي يكيراه إن مستوطنين هاجموا، قبل أيام، عائلة فلسطينية، وجرحوا ابنها البالغ من العمر سبع سنوات، ورشّوا والده بالغاز المسيل للدموع، ونُقل الاثنان بسيارة الإسعاف للمعالجة في المستشفى.

وتتوجه للإسرائيليين بالسؤال: هل سمعتم هذا في وسائل الإعلام؟ وهذا مجرّد تساؤل العارف كي تشير للظاهرة الواسعة، فتقول الحقوقية الإسرائيلية: “يوماً بعد يوم، تنتشر أعمال عنف هدفها طرد الفلسطينيين. وهذا ليس مجرد كلام، بل يحدث كل يوم. طبعاً، لا تنتهي كل الحوادث بإصابات جسدية، لكن الأثر التراكمي لهذا السلوك، بينما يقف الجيش موقف المتفرج، والشرطة لا تقدم المساعدة، هو فعلياً الترحيل القسري. كبار في السن ونساء وأطفال ورجال، يأخذون أغراضهم وأملاكهم، ويغادرون الأرض التي عاشوا فيها عشرات الأعوام. ونحن في إسرائيل، تقريباً لا نسمع عن هذا الأمر شيئاً”.

وتستذكر الحقوقية الإسرائيلية، في مقال نشره موقع “واينت” العبري، أن هيئة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة نشرت، قبل أيام، تقريراً جاء فيه أنه، خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2023، اقتُلع 10105 فلسطينيين من منازلهم، وأربع مجموعات فلسطينية غادرت أراضيها نهائياً، وفي ست بلدات أُخرى، غادر كثير من السكان منازلهم.

ثلاث هجمات يومياً
وتضيف: “خلال هذه الفترة، كان المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين بمعدل ثلاث هجمات يومياً. وهذه النسبة تُعتبر في الذروة، منذ بدء توثيق هذه الحوادث، قبل 17 عاماً. وهذا يحمل اسماً: إنه الترحيل. وما يجري جريمة حرب، وفق القانون الدولي”.

وتتساءل الحقوقية الإسرائيلية مجدداً: “كيف يمكن لهذا أن يحدث على بُعد مسافة قصيرة من منازل أغلبية الإسرائيليين، وباسمهم، ونحن لا نعرف عنه شيئاً؟”. وتجيب متهمةً الصحافة العبرية: “السبب صمت وسائل الإعلام. وإذا لم يكن الحدث استثنائياً بصورة خاصة، فإننا لا نسمع عنه. فوسائل الإعلام لا تُجري مقابلات مع أفراد التجمعات الفلسطينية، ولا تعكس الشعور بالخوف، ولا تطلب رداً من الجيش والشرطة. والأكيد أنها لا ترسل طاقماً لتوثيق هذا الواقع. وسائل الإعلام تتمسك بدورها. لكن مَن يريد معرفة ما يجري على الأرض، يجب أن يتابع نشطاء حقوق الإنسان الذين يقومون بمناوبات حضور دفاعي، يرافقون خلالها الرعاة ويوثّقون”.

توثيق الجرائم
وتشير الحقوقية الإسرائيلية لرصد جرائم الاحتلال والمستوطنين من قبل منظمات مناهضة للاحتلال، مثل “ننظر إلى الاحتلال بأعيننا”، ونشطاء غور الأردن، و”القدس حرّة”، ونشطاء إسرائيليين وأجانب وفلسطينيين يأتون إلى منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، و”تعايُش”، و”توراة الحق” و”يش دين” و”بتسيلم”، و”محسوم واتش” “عين على الحاجز”، وغيرها. وعن محصلة عمل هذه المنظمات تستعرض عيّنات من المشاهد والتقارير التي وثّقتها في الفترة الأخيرة، وتقول للإسرائيليين إنه قد يكون من الصعب أن نقرأ ونسمع ونرى، لكن من الممنوع أن نغمض عيوننا: في العاشر من آب/ أغسطس، بالقرب من بني نعيم: مستوطنون مسلحون يوقفون سيارة فلسطينيين (بتسليم)، وفي السادس عشر من الشهر ذاته تُقتلع وتحرق أشجار وأراض للفلسطينيين في جنوب قرية بورين، وفق ما تؤكده جمعية “يش دين”. وحسب تقرير منظمة “إسرائيل حرة” قام رجل أمن إسرائيلي مسلح من قرية أدوميم بتسييج منطقة للرعي، ويعتقل ولداً فلسطينياً في السادسة من عمره في العشرين من آب/ أغسطس المنصرم. وفي الثاني والعشرين من آب/أغسطس الماضي، يقتحم مستوطنون قرى فلسطينية ويهاجمون، والجيش يقف متفرجاً، وفق ما تؤكده جمعية “ننظر إلى الاحتلال بأعيننا”. وبعد خمسة أيام تصل ثلة من المستوطنين قرية دوما، ترافقهم مركبة للأمن وجنود، يقتلعون أشجار زيتون ويرمون الحجارة، وفق تقرير منظمة “يش دين”. في التاسع والعشرين من الشهر إياه، يقتحم مستوطنون قرية وادي السق، يطردون الأولاد من المدرسة، ويحاولون سرقة رؤوس من الماعز، وفق تقرير منظمة “ننظر إلى الاحتلال بأعيننا”. وفي اليوم التالي، يقوم مستوطن بمضايقة السكان في بلدة عين الرشاش وبهدر المياه، وفق تقرير منظمة “ننظر إلى الاحتلال بأعيننا”. وفي الثاني من الشهر الحالي أيلول/سبتمبر، يوجّه مستوطنون أضواء ليزر نحو فتيات فلسطينيات صغيرات في قرية رازم جنوب الخليل، وفق تقرير الناشط أوري غفعاتي. وفي الرابع من الشهر الحالي، أصيب فتى فلسطيني في العاشرة من العمر بحجر رشقه مستوطنون على سيارة عائلته في شمال رام الله، بموجب تقرير منظمة “ننظر إلى الاحتلال بأعيننا”.

في اليوم التالي يهدد مستوطنون سكان عين سكوت شمالي وادي الأردن بالعصي، طبقاً لتقرير منظمة “ننظر إلى الاحتلال بأعيننا”.

وتمضي الحقوقية الإسرائيلية في استعراض نماذج من جرائم الاحتلال والمستوطنين:

في السابع من أيلول/سبتمبر الجاري، يهاجم مستوطنٌ شاباً يدافع عن راعي غنم، قريباً من البؤرة الاستيطانية “بقاعوت”، وفق ما أكدته منظمة “نشطاء غور الأردن”.

وفي اليوم التالي يحرق مستوطنون أشجاراً في تل رميدة، وفق ما أكدته منظمة “نرى الاحتلال بأعيننا”.

وبعد يوم، وفي شمال غور الأردن: مستوطنون يسرقون ماشية فلسطيني، ويهاجمون الراعي ويجرحونه (نشطاء غور الأردن وننظر إلى الاحتلال بأعيننا) .

سوسيا ومسافر يطا
وفي الرابع عشر من الشهر الجاري، يطارد مستوطنون راعياً فلسطينياً ويفرّقون ماشيته في محيط قرية عين الرشّاش، وفق منظمة “ننظر إلى الاحتلال بأعيينا”.

وبعد يومين، يقوم مستوطنون بهجوم جديد في ذات المكان مستخدمين جرافة.

وفي السابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، يهاجم مستوطنون فلسطينيين في تل رميدة في الخليل، وفق تأكيد منظمة “ننظر إلى الاحتلال بأعيينا”.

وفي العشرين من الشهر الحالي، يقوم نشطاء من اليمين بعرقلة جولة لدبلوماسيين أجانب، ويحمل أحدهم مسدساً في محيط بلدة وادي السق، وفق منظمة “بتسيلم”.

وفي اليوم ذاته مستوطنون يقفون على باب خيمة راعٍ فلسطيني ويهددونه في مفترق حمدات، وفق منظمة “نشطاء غور الأردن”.

وفي الثاني والعشرين من الشهر الجاري أيضاً، يقوم مستوطنون في منطقة سوسيا ومسافر يطا بمهاجمة عائلة في أثناء رعيها ماشيتها، ويجرحون فتى في السابعة من عمره، ويرشّون والده بالغاز المسيل للدموع، وفق “نشطاء متضامين مع مسافر يطا”.

بدعم من الجيش وصمت الصحافة
وتؤكد الحقوقية الإسرائيلية تامي بكيره أن هذه مجرد أمثلة على الجرائم المتتالية بحق الفلسطينيين، منوهة لوجود أشرطة فيديو توثق الانتهاكات. وتقول: “هذا العنف يُرتكب باسمنا، وبغض الطرف منا، وأحياناً بدعم حقيقي من الجيش، والكل صامت. سيأتي يوم ينظر فيه الإعلاميون إلى تلك الفترة، ويشعرون بعار كبير. في هذه الأثناء، يمكن للآخرين أن يتابعوا ويحصلوا على المعلومات من مصادر أُخرى، والعمل على نشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحادثاتهم، ومن خلال كتاباتهم، والانضمام إلى النشاط الذي يجري على الأرض”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى