صحة وجمال

ماذا تعرف عن السجائر الإلكترونية؟

السجائر الإلكترونية أجهزة صغيرة محمولة، يزداد رواجها يومًا بعد يوم. يُفترض أنها توفر تجربة شبيهة بالتدخين التقليدي أو بديلة منه. تحتوي على سائل يولد بخارًا عند تسخينه، يستنشقه المدخن عن طريق الفم، هذا السائل يسمى السائل الإلكتروني، أو العصير الإلكتروني، يُصنع عادة من نيكوتين وبروبيلين جليكول وجلسرين ونكهات. ليست جميع السوائل الإلكترونية محتوية على نيكوتين. ومن الشائع أن بخار السجائر الإلكترونية يخلو من معظم المواد الكيميائية السامة الموجودة في دخان التبغ.

أوضحت نتائج دراسة تجريبية محدودة نُشرت في مجلة Thorax أن بخار السجائر الإلكترونية يعزز إنتاج المواد المسببة للالتهاب في الرئتين، كما يُتلف الخلايا الوقائية الرئيسية بهما التي تحافظ على المسالك الهوائية خالية من الجسيمات الضارة.
يضعف بخار السجائر الإلكترونية نشاط “الخلايا الغبارية”، التي تلتقط جسيمات الغبار والبكتيريا ومسببات الحساسية التي أفلتت من الدفاعات الآلية للمسالك الهوائية الأخرى وتزيلها.
تشجع نتائج الدراسة الباحثين على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث، لتحقيق فهم أفضل لتأثير السجائر الإلكترونية في صحة مستخدميها على المدى البعيد، وتشير إلى أن السجائر الإلكترونية قد تكون أكثر ضررًا مما نعتقد، إذ تشابهت بعض الآثار الناجمة عنها مع تلك التي يعاني منها المدخنون التقليديون، والمصابون بأمراض الرئة المزمنة.
في حين ركزت غالبية الأبحاث الحالية على المركّب الكيميائي لسائل السجائر الإلكترونية قبل استنشاقه، شددت الدراسة المشار إليها على معرفة مدى التغيير الذي يحدثه استنشاق بخار السجائر الإلكترونية لهذا السائل الكيميائي، وما يصحبه من تأثير بعد استنشاقه، فابتكر الباحثون إجراء آليا لمحاكاة السجائر الإلكترونية وإنتاج مواد متكثفة من البخار.
استأصلوا خلايا غبارية من عينات نسيج رئوي تبرع بها ثمانية أشخاص غير مدخنين، ولم يصابوا إطلاقاً بمرض الربو أو بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
عرّضوا ثلث الخلايا لسائل سجائر إلكترونية عادي، وثلثاً آخر لدرجات مختلفة القوة لمواد متكثفة من البخار المحتوي على نيكوتين وغير المحتوي على نيكوتين، ولم يتعرض الثلث الأخير لأي شيء لمدة 24 ساعة. أظهرت النتائج أن المواد المتكثفة من البخار كانت مضرة للخلايا أكثر من سائل السجائر الإلكترونية، وأن هذه الآثار تزداد سوءًا مع ازدياد الجرعة.
بعد 24 ساعة من التعرض لعوامل التجربة، انخفض بشكل ملحوظ العدد الإجمالي للخلايا القابلة للحياة التي تعرضت للمواد المتكثفة من البخار، وتضاعف التأثير الضار للمواد المتكثفة من بخار السائل المحتوي على نيكوتين. وضعفت بشدة قدرة الخلايا التي تعرضت للمواد المتكثفة من البخار على التقاط البكتيريا، على الرغم من أن العلاج بمضادات التأكسد استعاد هذه الوظيفة وساعد على تقليل بعض الآثار الضارة الأخرى.

صرح البروفسور ديفيد ثيكت، كاتب الدراسة الرئيسي: “اشترت شركات التبغ العملاقة العديد من شركات السجائر الإلكترونية وبالتأكيد هناك مخطط لتصوير السجائر الإلكترونية على أنها آمنة، وعلى الرغم من أن السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا من السجائر التقليدية، إلا أن احتمالية ضررها على المدى البعيد لا يزال قائمًا، ولأن الأبحاث لا تزال في مهدها فإنها غير قادرة على الإجابة القاطعة عن ذلك السؤال بعد”.
وأضاف: “في ما يخص الجزيئات المسببة للسرطان الموجودة في دخان السجائر التقليدية، بالمقارنة ببخار السجائر الإلكترونية، يوجد بالتأكيد عدد أقل من المواد المسرطنة في الأخير”.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى