تسلا تُطلق مبيعاتها في السعودية وسط منافسة صينية

أطلقت شركة تسلا مبيعاتها لأول مرة في المملكة العربية السعودية، حيث تأمل شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية أن يكون نجاحها في الدول المجاورة، مثل الإمارات، ووجود عدد صغير ولكنه متنامٍ من مُشتري السيارات الكهربائية في المنطقة، مؤشراً إيجابياً على الطلب المُستقبلي.
يُعد التوقيت مُلفتاً أيضاً، حيث ستُقيم تسلا حفل إطلاقها في الرياض اليوم الخميس، ثم ستُفتتح متاجر مؤقتة في الرياض وجدة والدمام في 11 أبريل. يأتي ذلك قبل زيارة مرتقبة على نطاق واسع للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية والإمارات وقطر، والمُتوقع إجراؤها في أبريل، على الرغم من عدم تأكيدها رسمياً بعد، وفقا لما ذكرته شبكة “CNBC”.
ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي تُواجه فيه شركة صناعة السيارات انخفاضاً حاداً في المبيعات، لا سيما في أوروبا، وسط ردود فعل عنيفة ضد الدور المُثير للجدل الذي لعبه إيلون ماسك، مؤسس ورئيس شركة تسلا التنفيذي، في إدارة ترمب.
المملكة ليست غريبةً على السيارات الكهربائية، إذ يعد صندوق الاستثمارات العامة، هو المساهم الأكبر في شركة لوسيد موتورز الأميركية للسيارات الكهربائية الفاخرة منذ عام 2019. في عام 2023، افتتحت لوسيد أول مصنعٍ لها لتصنيع السيارات في السعودية.
كما تُطوّر المملكة علامتها التجارية الخاصة للسيارات الكهربائية المصنوعة في السعودية، سير موتورز، من خلال مشروعٍ مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة فوكسكون التايوانية المُصنّعة. تخطط شركة سير للتوزيع في أسواق الشرق الأوسط عام 2025.
يُعدّ التوجه نحو تصنيع السيارات الكهربائية جزءاً من رؤية 2030، وهي الحملة الشاملة التي أطلقتها السعودية لتنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط.
ومن المرجح أن ترى المملكة في دخول تسلا إلى السوق تعزيزاً لهدفها المعلن المتمثل في تحويل 30% من جميع السيارات في العاصمة الرياض إلى سيارات كهربائية بحلول عام 2030، كجزء من استراتيجية أوسع لخفض انبعاثات المدينة إلى النصف.
المنافسة الصينية
تتواجد شركة BYD الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية بالفعل في السوق السعودية، مما يعني أن شركة تسلا تواجه منافسة من كل من BYD وLucid Motors في سوق لا يزال صغيراً – حيث لم تُمثل السيارات الكهربائية سوى 1% من إجمالي مبيعات السيارات في المملكة في عام 2024، وفقاً لتقرير صادر عن شركة PwC الاستشارية.
من جانبها، قالت مديرة توقعات مبيعات السيارات في أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة S&P Global Mobility، تاتيانا هريستوفا: “لن تكون تسلا رائدة في السوق. في دول أخرى، كانت في كثير من الأحيان الأولى في هذا المجال – أما في المملكة، فلم تعد كذلك”.
وأضافت: “سيارات BYD معروفة في السوق، حتى وإن لم تكن السيارات الكهربائية الوحيدة في السوق… لذا ستكون بداية صعبة”. وتتوقع S&P بيع ما بين 10,000 و15,000 وحدة تسلا في المملكة خلال العامين الأولين بعد دخول الشركة السوق السعودية، بما في ذلك خلال هذا العام.
وأوضحت هريستوفا: “بعد ذلك، ستواجه الشركة بالتأكيد منافسة شديدة من جانب المنافسين المصنعين محلياً، وكذلك السيارات الصينية”.
ولتعزيز انتشار السيارات الكهربائية، أطلقت السعودية شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية حديثاً والتي تخطط لبناء 5000 نقطة شحن سريع في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030.