العرب تريند

تقارير دولية: مخاوف من تضليل إعلامي وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان

بينما يمر السودان بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، تتزايد المؤشرات حول اعتماد أطراف النزاع، بما في ذلك القوات المسلحة السودانية، لخطاب إعلامي يثير جدلًا واسعًا بشأن دقّته ومدى اتساقه مع الواقع على الأرض.

وتشير تقارير حقوقية دولية إلى وجود فجوة بين التصريحات الرسمية لبعض القيادات العسكرية السودانية، وما يتم توثيقه من وقائع ميدانية على الأرض، لا سيما في ما يتعلق بحياة المدنيين وسير العمليات القتالية في المناطق الحضرية، مثل الخرطوم وجبل أولياء.
روايات متضاربة وتحذيرات أممية
وفي ظل هذه الفجوة، أبدى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قلقًا بالغًا حيال ما وصفه بـ”الحرمان التعسفي من الحياة”، بعد تقارير عن عمليات قتل ميدانية لمدنيين. ودعا المفوض الجيش السوداني وجميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين دون استثناء.
قلق من استخدام أسلحة محظورة

كما أعربت جهات دولية، من بينها الاتحاد الأوروبي، عن قلقها من تقارير تحدثت عن استخدام محتمل لأسلحة محرمة دوليًا في مناطق مأهولة بالسكان، داعية إلى تحقيق دولي مستقل وتوسيع نطاق حظر تصدير الأسلحة إلى السودان.
المساعدات الإنسانية بين العراقيل والضغوط

وفي السياق الإنساني، كشفت منظمات أممية عن تحديات جسيمة تواجه إيصال المساعدات إلى مناطق النزاع، نتيجة ما وصفته بعراقيل لوجستية وإدارية في بعض المناطق، ما ساهم في تدهور الوضع الغذائي والمعيشي لما يقارب 30 مليون شخص، من بينهم نحو 600 ألف يواجهون خطر المجاعة.
مساعٍ إقليمية مستمرة

ورغم صعوبة المشهد، لا تزال الجهود الإقليمية والدولية قائمة في محاولة لإيجاد حل سياسي شامل، حيث لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا بارزًا في تقديم الدعم الإنساني، وقدّمت مساعدات بلغت نحو 600 مليون دولار منذ بداية الأزمة الأخيرة، إضافة إلى دعم مستمر لجهود وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية.
أزمة السودان بين التدويل وتعقّد المشهد السياسي

ويرى مراقبون أن تعقيد الأزمة السودانية وتعدّد روايات أطراف النزاع، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مضاعفة لتقصي الحقائق، ودعم مبادرات الحل الشامل، بعيدًا عن محاولات تسويق أحادية للرواية، أو تدويل النزاع دون أفق سياسي واضح.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى