
أصبح حكم الملكة إليزابيث الثانية بعد هذا التوقيت محفوراً في ذاكرة الملايين كأطول مدة حكم في تاريخ بريطانيا. وعلى الرغم من كونه الرقم القياسي الأهم في حياة الملكة، فإنه لم يكن الوحيد، ففي ديسمبر/كانون الأول 2007، أصبحت إليزابيث أطول الملوك البريطانيين عمراً، حين أكملت 81 عاماً و244 يوماً. وهي أيضاً أكبر ملوك العالم سناً حالياً، بعد وفاة ملك تايلاند في 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. كما كانت أول ملكة تحتفل بذكرى الزفاف الماسي حين احتفلت بمرور 60 عاماً على زواجها من الأمير فيليب في 2007.
تُوجت إليزابيث ملكة لبريطانيا وبلاد أخرى، منها أستراليا وكندا في 2 يونيو 1953، في مراسم بثها التلفزيون من ويستمينستر آبي. وهي الملكة الدستورية لست عشرة دولة من مجموع 53 من دول الكومنولث التي ترأسها. شهدت العديد الأحداث العالمية والتغيرات الدولية، وعاصرت خلال فترة حكمها 13 رئيساً للوزراء، كما ودعت الإمبراطورية البريطانية التي كونها أسلافها وامتدت حدودها من كينيا إلى هونج كونج. وفي ظل كل هذا الزخم حافظت على التقاليد الملكية، واستطاعت أن تقود العائلة الملكية إلى عهد جديد من الشعبية.
نشأت الملكة إليزابيث أميرة وسط بيئة بسيطة، وفي عمر 12 عاماً بدأت تبرز كفارسة موهوبة، وظهرت وطنيتها حين أقنعت والدها عام 1945 بأن يسمح لها بالمساهمة المباشرة في الجهود الحربية أواخر الحرب العالمية الثانية، فانضمت إلى الخدمة العسكرية الاحتياطية النسائية، وكانت تلك المرة الأولى التي تدرس فيها وتتدرب مع العامة.