العالم تريند

“لوجستيات” إغاثية بدون “الرافعة المصرية”.. لماذا ظهر العلمان الإماراتي والقطري على “مظلات أردنية” في غزة؟

عملية إنزال المساعدات من طائرة أردنية تمت بالضرورة بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي للمرة الثانية على التوالي في أقل من أسبوع.

لكن وجود علم دولة الإمارات لفت النظر بدلالاته السياسية عمليا لأنها المرة الأولى التي يصدر فيها بيان عسكري يتحدث عن جهد مشترك بين الأردن وقطر والإمارات لإرسال مساعدات جوية.

وهو أمر تردد أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس رحبت به بكل حال لكنه لم يعجب السلطات المصرية.

كان تصريح رسمي للقوات المسلحة تحدث عن هبوط مظلي جديد لمساعدات وتجهيزات طبية تخص موقع المستشفى الأردني في قطاع غزة والذي يقع جغرافيا في محيط منطقة ملتهبة وبعدما حذر الأردن رسميا الجانب الإسرائيلي من أي قصف بالقرب من مركزه الطبي.

ظهور علم الإمارات على الشحنة الجوية يوحي ضمنا بأن الأردن في المربع السياسي على الأقل ليس بعيدا عن “التصور الإماراتي”.

ويحاول العمل بجهد جماعي عربي قدر الإمكان لكنه يعزل نفسه عن سياق “الترتيبات المصرية” في سياق الالتزام بما يسمى “اتفاقية فيلادلفيا للمعابر” حيث تتمكن عمان من تجاوز هذه الاتفاقية بالتنسيق مع إسرائيل مباشرة خلافا لما يفعله المصريون.

عموما سياسيا تقول طائرة المساعدات الأردنية الثانية التي هبطت قرب شواطئ غزة بأن عمان ليست بعيدة عن المعسكر الخليجي ويمكنها لعب دور أكبر في ضخ المساعدات لوجستيا إذا أرادت الدول الكبرى حتى وإن كان ظهور العلم الإماراتي ليس خطوة مرحب بها شعبيا لا في غزة ولا في عمان.

وتشير مصادر دبلوماسية غربية تحدثت لـ”القدس العربي” بأن الأردن وفي الاجتماعات الدولية مستعد بجاهزية كبيرة للقيام بدور لوجستي عسكري ومدني لتأمين المساعدات الإغاثية وفي اللحظة التي يتقرر فيها إرسال تلك المساعدات.

ويبدو أن الطائرة الأردنية الثانية التي استعملت أجواء قطاع غزة وأهبطت المساعدات تعبر سياسيا وإعلاميا عن “دور لوجستي” محتمل بالتنسيق مع القيادة القطرية والإماراتية لإيصال المساعدات عند اللزوم وبدون الحاجة لوجستيا للمؤسسات المصرية حيث انطباع بأن الدوحة وأبو ظبي مستعدتان للتعاون مع القوات المسلحة الأردنية في هذا السياق.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى