(برد الأزيرق).. أقسى موجات الشتاء تدخل الأجواء السعودية

مع اقتراب نهاية العام وبدايات عام جديد، تدخل الأجواء مرحلة شتوية توصف بأنها الأشد برودة، وسط تحذيرات من انخفاضات حادة في درجات الحرارة، وصقيع واسع النطاق، وتأثيرات محتملة لكتلة هوائية قطبية تمتد إلى أجزاء واسعة من المملكة.
وفي هذا السياق، حذّر خبير الأرصاد الجوية الدكتور خالد الزعاق من دخول ما يُعرف قديمًا بـ”برد الأزيرق”، داعيًا إلى الاستعداد المبكر ومضاعفة وسائل الوقاية، في ظل تقلبات جوية متسارعة وتنبيهات رسمية من الجهات المختصة محليًا وإقليميًا.
مرحلة شتوية استثنائية
وأوضح الزعاق، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أن الأسبوع الحالي يشهد بداية أول أيام النجم الثالث والأخير من نجوم المربعانية، وهي فترة شتوية تمتد 40 يومًا، مقسّمة على ثلاثة نجوم هي: الإكليل، والقلب، والشولة، والمتبقي على دخول موسم “شباط” نحو 13 يومًا، وهو موسم عُرف تاريخيًا بهبوب الرياح وتقلباتها.
وبيّن أن الأقدمين وصفوا هذه المرحلة بأمثال شعبية تعكس قسوة طقسها، مثل: «شباط مقرقع البيبان» و«شباط مقطع الرباط»، في إشارة إلى الرياح المتذبذبة، وما يُعرف بـ«برد الانصراف»، وأن الأيام الثلاثة الأخيرة من السنة الميلادية، والأيام الثلاثة الأولى من السنة الجديدة، تُعد من أبرد فترات الشتاء على الإطلاق.
وأضاف أن هذه المرحلة تبدأ فعليًا بعد انصراف الشمس من الجهة الجنوبية إلى الشمالية، وهو ما كان يُعبَّر عنه قديمًا بقولهم: «لا برد إلا بعد الانصراف».
أطول الليالي وأقسى البرد
وأشار الزعاق، في مقطع فيديو، إلى أن هذه الفترة تتزامن مع أطول ليالي السنة وأقصر نهارها، ما يزيد من الإحساس بالبرودة، موضحًا أن «برد الأزيرق» هو المصطلح الذي أطلقه الأجداد على هذا الطقس القاسي، إذ «تزرق معه الأجساد من شدة البرد»، في توصيف يعكس حدته وتأثيره المباشر على الإنسان والمحيط.
ووجّه الزعاق جملة من النصائح للتعامل مع هذه الأجواء، مؤكدًا ضرورة مضاعفة وسائل التدفئة وارتداء أكثر من طبقة من الملابس، وقال بأسلوبه المعتاد إن من يرتدي معطفًا فالأفضل أن «يضاعف المعاطف»، ومن يعتمد على الفروة فليجعلها «فروتين»، ومن يكتفي بفروة واحدة فعليه إضافة بطانية شتوية، لا سيما خلال ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، كما شدد على أهمية تدفئة المواشي والحلال، باستخدام القش والسجاد، لتقليل آثار البرودة الشديدة وحماية الثروة الحيوانية.
تحذيرات رسمية وتقلبات جوية
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه مناطق واسعة من السعودية حالة من التقلبات الجوية، تتصدرها احتمالات تشكّل الصقيع، بالتزامن مع تغيرات حادة في الطقس. وأصدر المركز الوطني للأرصاد سلسلة من التنبيهات شملت عددًا من المناطق، محذرًا من تدنٍ في مدى الرؤية، وأمطار متفاوتة الشدة، ورياح نشطة.
وشملت الإنذارات مناطق الرياض والقصيم، حيث يُتوقع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة، مصحوبة برياح نشطة، وتدنٍ أو شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، مع احتمالية صواعق رعدية وتساقط البرد، كما أصدر المركز إنذارًا أحمر لمنطقة حائل بسبب ضباب كثيف يؤدي إلى انعدام الرؤية لمسافة كيلومتر أو أقل.
وفي المنطقة الشرقية والحدود الشمالية، حذّر المركز من تشكّل ضباب خفيف إلى كثيف، مع تدنٍ ملحوظ في الرؤية، خاصة على الطرق السريعة والمناطق المفتوحة، في حين أشار مختصون إلى أن هذه الظروف تهيئ بيئة مثالية لتكوّن الصقيع الليلي، لا سيما في المناطق الزراعية المكشوفة.
كتلة قطبية ورياح مثيرة للغبار
وفي السياق نفسه، نبّه المركز العربي للمناخ إلى امتداد كتلة هوائية قطبية شديدة البرودة من بلاد الشام باتجاه المملكة، مع تأثيرات محتملة تشمل العراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات، ما يرفع احتمالات الانخفاض الحاد في درجات الحرارة والصقيع خلال ساعات الليل والصباح الباكر.
كما حذّر المركز الوطني للأرصاد من استمرار الرياح شديدة السرعة على أجزاء من مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية، قد تتسبب في عواصف ترابية وتدنٍ كبير في مدى الرؤية الأفقية، مع عدم استبعاد هطول أمطار خفيفة على بعض المناطق.