طفل صيني يواجه التنمر بشجاعة ويحوّل الإهانة إلى درس مؤثر لزملائه – فيديو

في مشهد نادر من الشجاعة، تحول طفل في التاسعة من عمره من ضحية صامتة إلى بطل ملهم، عندما قرر مواجهة من آذوه بطريقة لم يتوقعها أحد.
ماو شيلين، طالب في الصف الابتدائي ورئيس الفصل، يعيش في مدينة شيان بمقاطعة شانشي شمال غرب الصين، ورغم طبيعته الخجولة، وصفته والدته السيدة زانغ بأنه شجاع ومسؤول وصاحب مبادئ، لكن ما حدث مؤخراً كان اختباراً حقيقياً لكل هذه الصفات.
وفي مزحة قاسية، كتب أحدهم على ظهر زيه المدرسي عبارة “2B” التي تعني “أحمق” باللغة الصينية، وبدأ الأطفال الآخرون بمضايقته والسخرية منه ومناداته بـ”الأبله”.
ولمدة يومين كاملين، حمل ماو هذا الألم بمفرده، لم يخبر أحداً، خوفاً من ألّا تجف ملابسه بشكل صحيح إذا غسلها، فكان يذهب للمدرسة والكلمات المهينة لا تزال على ظهره، والضحكات تطارده في كل مكان.
وعندما قرر أخيراً أن يخبر والدته، انكسر قلبها، وفكرت في التواصل مع المدرسة فوراً، لكن ماو أصر على شيء واحد: أن يواجه الموقف بنفسه في الاجتماع القادم للصف.
وقف ماو أمام زملائه على المنصة، وظهر في فيديو انتشر بسرعة على الإنترنت، وهو يتحدث بهدوء وثبات، ليصف كيف تركوه عاجزاً وحزيناً.
وطلب الطفل من زملائه أن يتخيلوا أنفسهم مكانه: “لو كتب أحد على ملابسكم وسخر منكم، هل كنتم ستشعرون بالسعادة؟”
ثم ذكّرهم بدوره كرئيس للفصل: “عندما يتنمر عليكم أحد، تأتون إليّ وأساعدكم، لكن الآن، هل هذه طريقتكم في معاملتي؟”.
الكلمات البسيطة والصادقة أثرت في الجميع، فانهار المتنمرون بالبكاء وقدموا اعتذارات حقيقية، فيما أشادت المعلمة بماو، ووصفته بأنه “رجل” رغم صغر سنه، وأنه يمنح الآخرين إحساساً بالأمان.
أما والدة ماو فكتبت في منشور على الإنترنت: “ابني تحول من متألم صامت إلى مقاتل شجاع، سار في هذا الطريق وحده لمدة يومين، الوقوف على المنصة والدفاع عن نفسه، فعل شيئاً لم أكن لأجرؤ على فعله خلال 40 عاماً، إنه شيء مذهل حقاً”.
وحصد الفيديو أكثر من 2 مليون إعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث علق أحد المتابعين: “هذا الطفل لديه قلب قوي ومشاعر مستقرة ومنطق واضح”، وكتب آخر: “خطابه يمكن أن يلهم الشجاعة في أطفال آخرين يواجهون التنمر”.
اللافت أن التنمر المدرسي ليس نادراً في الصين، وأحياناً تكون له نتائج مأساوية، في مارس (آذار) 2024، قُتل طالب ثانوي من مقاطعة خبي قرب بكين ودُفن على يد 3 زملاء بعد تعرضه لتنمر مستمر.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من نفس العام، توفي صبي عمره 13 عاماً من مقاطعة آنهوي بعد صراع مع زملائه في المدرسة.