منوعات

هوت 100 قدم في 7 ثوانٍ.. كيف تسبب الإشعاع الكوني في هبوط طائرة وإصابة 20 راكباً؟

شهدت رحلة جت بلو الجوية التي كانت متجهة من كانكون بالمكسيك إلى نيوارك في نيوجيرسي حادثة مفاجئة بعد أن هبطت الطائرة A320 من طراز إيرباص مسافة 100 قدم خلال سبع ثوانٍ فقط، مما أسفر عن إصابة 20 راكباً، بينهم بعض الحالات الحرجة التي استدعت نقلهم إلى المستشفى فور الهبوط الاضطراري في مطار تامبا، بولاية فلوريدا الأمريكية.
وأشار خبراء في الفضاء والإشعاع إلى أن السبب المحتمل للهبوط المفاجئ هو تعرض الطائرة لجسيمات عالية الطاقة أطلقتها نجوم متفجرة في مجرات بعيدة، فيما يعرف بالأشعة الكونية.
وأوضحت التقارير أن الركاب تعرضوا لإصابات متفاوتة، تضمنت جروحاً ونزيفًاً في الرأس نتيجة الاضطرابات الهوائية العنيفة.

واستعاد الطيار السيطرة على الطائرة بسرعة، وتمت توجيهها نحو الهبوط الاضطراري في تامبا، حيث تم إسعاف 15 مصاباً على الفور.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة “ذا صن”، قال كلايف داير الخبير في علوم الفضاء والإشعاعات من جامعة سري إن جزيئات عالية الطاقة قطعت ملايين السنين الضوئية عبر الكون ناتجة عن انفجار نجم ضخم في مجرة أخرى، ضربت الحاسوب الموجود على متن الطائرة مما تسبب في خلل مفاجئ بنظام التحكم.

وأضاف أن تأثير هذه الجسيمات قد يتراوح بين تغييرات بسيطة في البيانات إلى حدوث أعطال في المعدات الحرجة، بما في ذلك الأجهزة الإلكترونية للتحكم في الطيران.

وكانت شركة إيرباص قد ذكرت في بيان رسمي بتاريخ 28 نوفمبر (تشرين الثاني) أن الإشعاع الشمسي المكثف قد يكون سبباً في تعطيل أنظمة التحكم.

وأضافت الشركة أنها اكتشفت ضعفاً محتملاً أثر على عدد من طائرات A320، ما دفعها إلى تعليق تشغيل 6,000 طائرة من هذا النوع لإصلاح المشكلة، إلا أن داير أوضح أن مستويات الإشعاع الشمسي المذكورة لم تكن قوية بما يكفي لإحداث مثل هذا الهبوط المفاجئ، مشدداً على ضرورة تصميم إلكترونيات متينة لتحمل الظروف القاسية، خصوصاً في الأجهزة المرتبطة بسلامة الركاب.

وأكد الخبير أن الأشعة الكونية “تستطيع التفاعل مع الإلكترونيات الحديثة وتغيير حالة الدائرة الكهربائية”، مضيفاً أنها “تسبب تبديلاً بسيطاً في البيانات من صفر إلى واحد أو العكس، مما يُربك المعلومات ويجعل الأمور تسير بشكل خاطئ”، كما حذر من قدرتها على إحداث أعطال في الأجهزة الإلكترونية عند توليد تيار كهربائي يحرق المكونات.

وأشار كلايف داير إلى أن القدرة على مقاومة الإشعاعات الكونية أصبحت مطلباً أساسياً لتفادي أعطال مماثلة، مؤكداً أن الحادثة تبرز الحاجة إلى إعادة تقييم تصميم أنظمة الطائرات الحديثة لمواجهة التحديات التي تأتي من الفضاء.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى