إدارة ترمب دفعت 7.5 مليون دولار لحكومة فاسدة لترحيل مهاجرين

قالت زعيمة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركية، إن إدارة ترمب دفعت 7.5 مليون دولار لحكومة غينيا الاستوائية، في إطار سعيها لترحيل أشخاص أجانب من الولايات المتحدة إلى الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وتوثق علاقاتها مع قادتها الذين يواجهون ملاحقات قضائية شديدة.
وقالت السيناتورة جين شاهين، عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية عن ولاية نيو هامبشاير، في رسالة بعثت بها أمس (الاثنين) إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، وحصلت وكالة «أسوشييتد برس» على نسخة منها، إن «هذه الدفعة المالية غير العادية للغاية – لواحدة من أكثر الحكومات فساداً في العالم – تثير مخاوف جدية بشأن الاستخدام المسؤول والشفاف لأموال دافعي الضرائب الأميركيين».
وأضافت شاهين في رسالتها أن الـ7.5 مليون دولار برزت لأنها «ستتجاوز بكثير مبلغ المساعدات الخارجية الأميركية المقدمة على مدى السنوات الثماني الماضية مجتمعة» لغينيا الاستوائية.
وستكون هذه الدفعة، المقدمة من صندوق مساعدة الهجرة واللاجئين، أول تحويل حكومي من هذا الحساب، الذي أنشأه الكونغرس للاستجابة للأزمات الإنسانية. وتساءلت شاهين عما إذا كان صرف هذه الأموال لغينيا الاستوائية استخداماً مشروعاً للأموال.
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على تفاصيل الاتصالات الدبلوماسية، لكنها قالت: «إن تنفيذ سياسات إدارة ترمب المتعلقة بالهجرة يمثل أولوية قصوى لوزارة الخارجية». وقال الوزير روبيو: «إننا لا نزال ثابتين في التزامنا بإنهاء الهجرة غير الشرعية والجماعية وتعزيز أمن الحدود الأميركية».
وفي حين تتطلع إدارة ترمب إلى أفريقيا لمزيد من عمليات الترحيل، أثارت هذه الدفعة تساؤلات حول كيفية دمج أجندة الترحيل الخاصة بها مع أهداف سياستها الخارجية الأخرى، بالإضافة إلى نوعية قادة الدول الذين ترغب في منحهم الثقة.
وفي الوقت نفسه، طورت إدارة ترمب علاقاتها مع نائب رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو «تيدي» نغيما أوبيانغ، المعروف بين قادة العالم المتهمين بالفساد؛ بسبب أسلوب حياة البذخ الذي يعيشه وجذب انتباه ممثلي الادعاء العام في كثير من الدول. وذكرت «أسوشييتد برس» أن وزارة الخارجية منحت أوبيانغ إعفاء من العقوبات للسماح له بالسفر إلى الولايات المتحدة، لحضور اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر (أيلول)، وزيارة مدن أميركية أخرى. كما التقى نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو بأوبيانغ.
يذكر أن أوبيانغ هو ابن رئيس غينيا الاستوائية المخضرم وخليفته المفترض. وهو متهم منذ عقود بالفساد وإساءة استخدام السلطة. ويخضع نائب الرئيس، الذي يشرف على الدفاع والأمن الوطنيين، لعقوبات دولية منذ سنوات، ويواجه اتهامات بنهب ثروة الدولة بينما يعيش معظم الناس في فقر.
ورغم ثروات غينيا الاستوائية النفطية والغازية، يعيش ما لا يقل عن 70 في المائة من سكانها، البالغ عددهم مليوني نسمة تقريباً، في فقر. ويعد تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو الأب أطول رؤساء أفريقيا بقاء في السلطة، إذ يشغل منصب الرئيس منذ عام 1979.