علماء يحلون اللغز.. لماذا تخرج كرة الغولف من الحفرة بعد سقوطها؟

كشف علماء الفيزياء الرياضيون عن لغز طال أمده في رياضة الغولف، والمعروف باسم “لعنة اللِيب أوت”، وهي الظاهرة التي يظن فيها اللاعب أن الكرة دخلت الحفرة لكنها تعود للخروج فوراً، ما يثير استياء لاعبي الهواة والمحترفين على حد سواء.
وقاد الأستاذ جون هوغان، أستاذ الرياضيات في جامعة بريستول، الفريق البحثي الذي حل هذا اللغز بعد سنوات من الملاحظة الدقيقة وتحليل حركة الكرة باستخدام الرياضيات المتقدمة.
وأظهرت النتائج وجود نوعين رئيسيين من هذه الظاهرة: الأول “ليب أوت على الحافة”، حيث لا يهبط مركز الكتلة للكرة تحت مستوى الأرضية الخضراء، والثاني “ليب أوت في الحفرة”، الذي يحدث حين تختفي الكرة داخل الحفرة للحظة قبل أن تعود إلى الخارج.
وأكد الباحثون أن دوران الكرة والمسار الذي تسلكه عند اقترابها من الحفرة يلعبان الدور الحاسم في تحديد ما إذا كانت ستسقط داخلها أو ترتد، بحسب صحيفة “ديلي ميل”.
واكتشف الفريق أن الكرة خلال “ليب أوت على الحافة” تدور حول محيط الحفرة بزاوية وسرعة ثابتتين، وأي اضطراب طفيف في الحركة الناتج عن عيب صغير في الحافة قد يؤدي إلى سقوط الكرة في الحفرة أو ارتدادها مجدداً على الأرضية الخضراء.
أما “ليب أوت في الحفرة”، فتعاني الكرة حركة شبيهة بالبندول حول جدار الحفرة، حيث تتحول طاقتها الكامنة إلى دوران، وإذا لم تلمس قاعدة الحفرة، فإنها تعود تلقائياً إلى الحافة ثم إلى الأرضية الخضراء.
وأوضح هوغان أن المفتاح لتجنب هذه الظاهرة يكمن في توجيه الكرة بدقة نحو مركز الحفرة مع تقليل سرعتها قدر الإمكان، وهي مهمة تتطلب تركيزاً عالياً ومهارة فائقة.
ويأتي هذا الاكتشاف ليكمل تاريخ الغولف الطويل، الذي يعود إلى القرن الخامس عشر في اسكتلندا، حيث كانت الرياضة تركز على إدخال الكرة في الحفر بأقل عدد من الضربات، وتطورت قواعدها تدريجياً لتصبح اللعبة الحديثة ذات الثمانية عشر حفرة.
وقد ساهمت الجاليات الاسكتلندية في نشر اللعبة إلى باقي أنحاء بريطانيا والعالم، لتصبح الغولف رياضة دولية تتمتع بجمهور واسع، فيما يوفر هذا البحث فهماً علمياً دقيقاً لأحد أكثر المواقف إحباطاً في اللعبة، ويمنح اللاعبين الأدوات لتقليل احتمال وقوعها مستقبلاً.