جريمة قتل أم وأطفالها بالسم تهز مصر.. والداخلية تكشف اعترافات صادمة للقاتل

شهدت منطقة فيصل بمحافظة الجيزة المصرية ليلة دامية صدمت الرأي العام، بعد أن تحوّل مدخل أحد العقارات الهادئة بشارع اللبيني إلى مسرح لجريمة مروّعة راحت ضحيتها أسرة بأكملها في واقعة تقشعرّ لها الأبدان.
بدأت القصة عندما تلقى قسم شرطة الهرم بلاغاً من الأهالي يفيد بالعثور على جثمان طفل يبلغ من العمر نحو 13 عاماً أمام مدخل عقار بالمنطقة، وبجواره شقيقته البالغة 11 عاماً في حالة إعياء شديد.
على الفور تم نقل الطفلة إلى المستشفى، لكنها توفيت بعد ساعات قليلة، لتبدأ رحلة البحث عن حقيقة ما جرى في ظل غموض اختفاء والدتهما، التي غادرت منزل الزوجية إثر خلافات عائلية قبل نحو 20 يوماً، وعدم معرفة مصير الطفل الثالث “مصطفى” البالغ من العمر 6 سنوات.
ومع تصاعد الشكوك وتضارب الأنباء، كشفت وزارة الداخلية المصرية، مساء الأحد، في بيان رسمي تفاصيل الجريمة البشعة، معلنة القبض على المتهم الرئيسي، مالك محل لبيع الأدوية البيطرية ومقيم في الجيزة، والذي أقرّ بارتكابه الواقعة بدافع الانتقام من والدة الأطفال.
ووفق البيان، فقد أوضحت التحريات أن المتهم كانت تربطه علاقة بالأم، وأنها كانت تقيم معه في شقة مستأجرة بمنطقة فيصل بصحبة أطفالها الثلاثة، غير أن المتهم، بعد فترة من الإقامة، بدأ يشكّ في سلوكها، ليقرر التخلص منها ومن أبنائها بطريقة مأساوية.
وفي يوم 21 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وضع المتهم مادة سامة حصل عليها من محله داخل كوب عصير وقدّمه للأم، وما إن شعرت بحالة إعياء حتى نقلها إلى مستشفى قصر العيني مدّعياً أنها زوجته، ودوّن بياناته باسم مستعار، قبل أن يتركها ويفرّ من المكان، لتفارق الحياة لاحقاً.
ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد، فبحسب البيان، قرر المتهم يوم 24 أكتوبر التخلص من الأطفال الثلاثة بالطريقة نفسها، إذ اصطحبهم للتنزه، ووضع المادة السامة ذاتها داخل العصائر وقدّمها لهم، فشرب الطفلان الكبيران “سيف” و”جنى” العصير، بينما رفض أصغرهم، “مصطفى”، البالغ من العمر 6 سنوات، شرب العصير، فقام المتهم بإلقائه في مجرى مائي بأحد الترع بدائرة القسم، وتم لاحقاً انتشال جثمانه.
وبعدها عاد المتهم إلى مسكنه برفقة الطفلين “سيف” و”جنى” وهما في حالة إعياء شديد، فاستعان بأحد العاملين في محله وصاحب مركبة “توك توك”، كان حسن النية ولا يعلم بما يحدث، لنقلهما إلى مدخل أحد العقارات بشارع اللبيني، حيث عُثر عليهما لاحقاً في حالة حرجة، قبل أن تتوفى الطفلة داخل المستشفى.
وخلال التحقيقات، اعترف المتهم تفصيلياً بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام، مؤكداً أنه استغل خبرته في المواد السامة الخاصة بعمله البيطري لتنفيذ خطته.
وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات، فيما تواصل فرق البحث جهودها لاستكمال فحص الأدلة وكشف مزيد من التفاصيل.