حملة خليجية شاملة لمكافحة السمنة بين الأطفال

أطلق مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي حملة توعوية جديدة بعنوان “أوزنها” تستهدف الأطفال واليافعين حتى سن 19 عاماً، إلى جانب أولياء الأمور والمجتمع الخليجي بمختلف فئاته، بهدف رفع الوعي بمخاطر السمنة وأهمية التغذية السليمة، وتعزيز الثقة بالنفس والمظهر الإيجابي لدى الأجيال الناشئة.
حملة شاملة لبناء الوعي وتعزيز الثقة بالنفس
تركّز الحملة على إبراز الآثار الصحية والاجتماعية والنفسية للسمنة، وتسليط الضوء على أهمية التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم، إلى جانب تعزيز تقبّل الذات وصورة الجسد الواقعية بعيدًا عن الصور النمطية والمثالية المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تتضمن الحملة محتويات تفاعلية ودليلاً توعوياً شاملاً عبر المنصات الرقمية، لتمكين الأسر والأطفال من اتخاذ خيارات غذائية صحية ومدروسة.
اختبار تفاعلي لقياس الوعي الصحي
وتقدّم الحملة اختباراً علمياً مكوّناً من 12 سؤالاً يقيس وعي المراهقين وأولياء الأمور حول السمنة والتغذية والمظهر الجسدي، يعتمد على نظرية الإدراك الاجتماعي التي تراعي العوامل الشخصية والسلوكية والبيئية المؤثرة على السلوك الفردي، وبناء على نتائج الاختبار، يحصل المشاركون على نصائح عملية مخصصة تساعدهم في تبنّي أنماط حياة أكثر صحة واستدامة.
مؤشرات عالمية
تأتي هذه الحملة في ظل ارتفاع معدلات السمنة عالمياً، إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى تضاعف النسبة بين البالغين من 7% إلى 16% خلال الفترة بين 1990 و2022، فيما ارتفعت أربعة أضعاف لدى الأطفال والمراهقين من 2% إلى 8%.
أما في دول مجلس التعاون، فقد أظهرت الدراسات أن معدلات السمنة أعلى من المتوسط العالمي، إذ بلغت 23.67% مقابل 12.91% عالمياً في عام 2021.
نمط حياة متوازن للوقاية من السمنة
يوصي مجلس الصحة الخليجي باتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن يعتمد على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، مع تقليل استهلاك السكريات والمشروبات المحلّاة والدهون المشبعة.
كما ينصح بممارسة النشاط البدني المنتظم بواقع 150 دقيقة أسبوعياً للبالغين، و60 دقيقة يومياً للأطفال والمراهقين، مؤكدا أن النوم الكافي وإدارة التوتر يسهمان في تنظيم الشهية ودعم الصحة العامة.
السمنة والشاشات.. علاقة تستحق الانتباه
تسلّط الحملة الضوء أيضًا على مخاطر الجلوس الطويل واستخدام الشاشات، إذ تشير دراسة عالمية إلى أن من يقضون وقتاً أطول أمام الشاشات معرضون للإصابة بالسمنة بنسبة 27% أكثر مقارنة بغيرهم.
كما تتناول الحملة قضية المظهر الخارجي للأطفال واليافعين، مؤكدة أن المبالغة في التركيز عليه قد تؤدي إلى القلق والاكتئاب وضعف تقدير الذات، ما يبرز أهمية بناء صورة جسدية إيجابية وثقة بالنفس.
شراكات مجتمعية لضمان أوسع تأثير
ويؤكد مجلس الصحة الخليجي أن الحملة تُنفَّذ بالشراكة مع المدارس والجهات الصحية والقطاعات غير الربحية وقطاع الأغذية والمشروبات، إضافة إلى التفعيل الرقمي والمبادرات المجتمعية، لضمان وصول رسائلها إلى أوسع شريحة ممكنة من المجتمع، وتعزيز جهود الوقاية من السمنة وحماية صحة الأجيال القادمة.