منوعات

من كسل في العين لورم دماغي قاتل.. تشخيص خاطئ ينهي حياة طفلة

أثارت قصة مأساوية في بريطانيا تفاعلاً واسعاً، بعد وفاة طفلة في السادسة من عمرها، إثر تشخيص خاطئ لوضعها الصحي، إذ اعتقد الأطباء أن ما تعانيه مجرد “كسل في العين”، قبل أن يتبين لاحقاً أنه ورم دماغي قاتل.

وُلدت الطفلة أوكتافيا كوك، مبكراً في الأسبوع التاسع والعشرين من الحمل، وبدت منذ طفولتها مرحة وحيوية، لكن عند بلوغها الثالثة، لاحظت والدتها إليسي كوك (30 عاماً) أن عينيها بدأت تنجرفان للخارج، رغم القلق المتكرر، طمأنها طبيب الأسرة مراراً، مؤكداً أن الأمر لا يتعدى “حولاً” أو “كسلاً في العين”، وهو ما أدى إلى تأخر التشخيص، وفقاً لصحيفة “ذا صن” البريطانية.

تشخيص خاطئ

بعد تفاقم الأعراض وتحول العينين إلى حالة من التصلب الكامل، خضعت الطفلة لتصوير بالرنين المغناطيسي كشف الحقيقة الصادمة: ورم دماغي نادر يُعرف بالورم الدبقي المنتشر في الخط الأوسط، يصيب جذع الدماغ ولا يمكن استئصاله جراحياً أو معالجته بالأدوية.

تقول الأم: “كنت أعمل متدربة في قسم جراحة الأعصاب، وأعرف الخيارات المتاحة، لكننا فوجئنا بأنه مرض خطير”.

رحلة علاج شاقة

ورغم أن الورم كان في مرحلة متقدمة، بدأت أوكتافيا جلسات علاج إشعاعي ودواءً تجريبياً، واحتفظت بروحها الطفولية حتى أثناء العلاج، إذ اعتادت ارتداء زيّ “سبايدرمان” في بعض الجلسات.
غير أن حالتها تدهورت مع نهاية عام 2023، وفقدت الكثير من قدراتها الجسدية، قبل أن ترحل في 12 أغسطس (آب) الماضي بين أحضان أسرتها.

تروي الأم بحرقة: “لا أحب أن يقال إنها ماتت بسلام وهي نائمة، فقد رحلت وهي تقاتل كانت مرحة، شجاعة، وصاحبة قلب كبير”.

وأضافت: “أتذكر أنها ركضت يوماً وسط زحام مدينة ليدز لتعانق شخصاً غريباً، وكان واضحاً أنه بحاجة إلى هذا العناق، كانت عطوفة وعنيدة في آن واحد”.

تضامن ودعم

نعتها مدرستها بكلمات مؤثرة، حيث قال نائب المدير: “التواجد مع أوكتافيا كان أشبه برؤية العالم لأول مرة بعيني طفل”.

الطفلة تترك خلفها شقيقها التوأم إدموند، الذي يواجه بدوره تحديات صحية، بينها نزيف دماغي سابق، اضطراب طيف التوحد، ونوبات صرع متكررة.

وقد أطلق الأصدقاء والعائلة حملة عبر منصة GoFundMe جمعت أكثر من 2500 جنيه إسترليني لدعم تكاليف جنازتها.

تسعى والدة الطفلة اليوم إلى رفع الوعي بالأعراض المبكرة للأورام الدماغية لدى الأطفال، والتي قد تبدأ بعرض بسيط مثل “كسل العين”، لكنها قد تشمل أيضاً صعوبة البلع، ضعف التوازن، تلعثم الكلام، أو ارتخاء أحد جانبي الوجه.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى