طفل إماراتي ينجو من مرض كبدي نادر بفضل تبرع عائلي

أصبح الطفل الإماراتي، أحمد يحيى الياسي، أحد الناجين القلائل عالمياً من مرض وراثي نادر، بفضل عملية زراعة كبد ناجحة أُجريت له، في أبريل الماضي، بأبوظبي، واستمرت 12 ساعة، وتم تصنيف العملية ضمن أكثر الإجراءات تعقيداً للأطفال في المنطقة، حيث تم تجهيز جزء دقيق من كبد المتبرعة، ليتلاءم مع تجويف بطن الرضيع الضيق، فقبل أشهر عدة، واجه الرضيع أحمد مستقبلاً غامضاً بعد ظهور ارتفاع غير طبيعي في أنزيمات الكبد، الأمر الذي أثار قلق الأطباء وسرعان ما تدهورت حالته الصحية، وبعد الفحوص الطبية، تم تشخيص حالته بمرض خلقي نادر في «الجليكوزيل» مرتبط بجين «ATP6AP1»، وهو اضطراب وراثي فائق الندرة لا تتجاوز عدد حالاته 25 حالة في العالم بحسب الدراسات والأبحاث العالمية، وعند خضوعه لعملية زراعة الكبد، كان عمره أقل من خمسة أشهر ووزنه 4.4 كيلوغرامات فقط، ليصبح أصغر طفل يخضع لهذا الإجراء في الدولة، بعد أن تبرعت له زوجة عمه بجزء من كبدها، وبفضل الإيمان بالله والزراعة، والتنسيق الدقيق بين الفريق الطبي، وتعاون العائلة منذ البداية ينمو الطفل حالياً بشكل جيد مع تحسن مستمر في وظائف الكبد، ويتلقى دعماً غذائياً ومتابعة مناعية وإرشاداً عائلياً ضمن برنامج رعاية طويل الأمد مدعوماً بالرعاية المُكثّفة في وحدة العناية المركزة للأطفال.
وقال مدير برنامج برجيل لزراعة الأعضاء المتعددة، الدكتور غوراب سين، إن ما يجعل هذه الحالة استثنائية ليس فقط عمر الطفل ووزنه، بل ندرتها الجينية وقلة العمليات الناجحة عالمياً لمثل هذه الحالات، وأكّد أن العملية كانت دقيقة للغاية واستغرقت 12 ساعة متواصلة شملت جراحة المتبرع والمتلقي، وتم تشكيل قطعة الكبد لتتناسب مع حجم الطفل، وكل وعاء دموي كان أصغر من عود الثقاب، مع هامش خطأ معدوم تقريباً.
وتُجسّد قصة أحمد الأثر البارز للتبرع بالأعضاء ودور الدعم العائلي في إنقاذ الأرواح وصون الحياة، وهو الهدف الذي يركز عليه اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء.