ستار باب الكعبة.. هدية سعودية بآيات قرآنية تضيء نيويورك منذ 4 عقود

منذ أربعة عقود، وضعت السعودية بصمتها في أحد أهم منابر العالم، لتجسيد رسالة السلام، عبر تقديم ستار باب الكعبة المشرفة الذي يحتوي على آيات قرآنية تمت حياكتها بالذهب الخالص، كهدية ملكية سعودية، تضيء ردهات مبنى الأمم المتحدة الشاهق، الذي يعد أحد معالم مدينة نيويورك الأميركية، والذي ينشده طلاب الحق والمتنازعين والمختصمين الباحثين عن تحكيم دولي نزيه.
وستار باب الكعبة دخل مبنى الأمم المتحدة بناءً على أمر العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز عام 1983، بعد أن أمر بتقديم جزء من الستارة للأمم المتحدة؛ وهي جزء من كسوة الكعبة المشرفة الحقيقية، وتغطي باب الكعبة، في خطوة سعودية تجسد أهمية الترابط بين المكونات العالمية على مختلف مشاربها ودياناتها.
مشهد لفت العالم
ولم يمر مشهد التئام المشاركين في مؤتمر حل الدولتين، الذي رعته السعودية والجمهورية الفرنسية، المقام في مقر الأمم المتحدة؛ حول ستار باب الكعبة المشرفة، المعلق في ردهات البرج النيويوركي الشهير، مرور الكرام، على العالم العربي والإسلامي، وطالبي العدالة للشعوب المكلومة، ليُشكّل رمزيةً تشبه بقعة ضوء، تختصر عناوين العدالة الإنسانية، التي انتصرت للشعب الفلسطيني، بدعم سعودي – فرنسي، ودفعت عديد من دول العالم الحر للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبالعودة إلى تلك الهدية التي تحمل معنى عميقا، فإنها تستند على رمزيتها بالمشهد الذي التقطه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رفقة المشاركين في المؤتمر، الذي ناشد العدالة للشعب الفلسطيني، يقفون وخلفهم ستار باب الكعبة “الهدية السعودية”، تحاكي من جانب ضرورة الإخلاص للآخر، ومن جهةٍ مقابلة تؤكد عوامل متوارثه منذ عهد الملك المؤسس الملك عبد العزيز، وتختصر معنى بذل الجهد من أجل الأشقاء أوقات المحن، وهو المنهج الذي سارت عليها السياسة السعودية منذ ذلك الوقت حتى اليوم، وهي التي لم تتخلَّ يوماً ما عن القضية الفسطينية، بل تعدها قضيةً مركزية لا هامشية.
كسوة بأغلى المعادن النفيسة
ويعرف أن السعودية تستخدم عبر فريق مختص مهمته فقط نسج الكسوة التي ترتديها الكعبة المشرفة سنوياً، ما يقارب 120 كيلوغراماً من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و(60) كيلوغراماً من أسلاك الفضة الخالصة، و(825) كيلوغراماً من الحرير، و(410) كيلوغرامات من القطن الخام، ويبلغ وزنها في نهاية نسجها، ما يقارب 1.4 طن، ما يوازي 1415 كيلو غرام، مطرزة بـ86 آية قرآنية بخيوط الفضة المطلية بالذهب عيار 24.
الكسوة القديمة
ووفقاً للعرف السعودي السنوي في التعامل مع كسوة الكعبة المشرفة، بعد استبدالها، يتم التعامل مع الكسوة القديمة وفقاً للمادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات الحكومية، حيث يتم تفكيك أركانها والمذهبات، وحفظها بطريقة تمنع التفاعلات الكيمياوية أو تسلل البكتيريا.
بروتوكول متوارث
ومن المعلوم فإن للسعودية أسلوبا قديما، تتصرف وفقه في كسوة الكعبة القديمة، التي يتم استبدالها كل عام، في التاسع من شهر ذي الحجة، أي قبل عيد الأضحى بيوم واحد، إذ يتم تفكيكها وحفظها، ثم تقديمها كهدايا لكبار الشخصيات والمسؤولين، والمؤسسات الدينية والسفارات السعودية، والجهات والمنظمات الدولية.
رد المحرر
نعتدر عن النشر