الإمارات

الإمارات تبدأ تنظيم تداول (أكياس النيكوتين)

تبدأ دولة الإمارات، اعتباراً من اليوم الثلاثاء 29 يوليو (تموز) 2025، تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم (2) لسنة 2025 بشأن اللائحة الفنية الخاصة بأكياس النيكوتين الخالية من التبغ، في خطوة تهدف إلى تنظيم تداول هذا المنتج في السوق المحلي بشكل قانوني ومراقب.

يُعرف الدكتور عماد النمنم، استشاري أمراض الرئة ورئيس القسم في مدينة برجيل الطبية، أكياس النيكوتين بأنها منتجات تُستخدم عن طريق وضعها بين اللثة والشفاه، بحيث يُمتص النيكوتين عبر الغشاء المخاطي للفم، ويؤكد أن الفرق الجوهري بينها وبين السجائر يكمن في غياب التبغ ومواد الاحتراق، مثل القطران وأول أكسيد الكربون، وهي العناصر المسؤولة عن أمراض القلب والرئة والسرطان.

ويقول إن الدراسات أثبتت أن منتجات النيكوتين البديلة؛ ومنها الأكياس، يمكن أن تساهم في خفض الاعتماد على السجائر، إذا استُخدمت ضمن برامج علاجية تحت إشراف طبي، لكنه يشدد على أنها ليست “حلاً سحرياً”، بل وسيلة انتقالية ينبغي التعامل معها بوعي وضمن إطار علاجي واضح.

ويضيف النمنم : “من حيث المخاطر الصحية، نعم.. هذه الأكياس أقل ضرراً من السجائر، لكنها لا تخلو من آثار سلبية، خصوصاً على الجهاز القلبي الوعائي، فضلاً عن كون النيكوتين نفسه مادة مسببة للإدمان”.

الاستخدام والتسويق

وحول الفئات الممنوعة من استخدام هذه المنتجات، يحذّر النمنم من استخدامها من قبل القاصرين دون سن 18 عاماً، وكذلك الحوامل، ومرضى القلب غير المستقر، والأشخاص غير المدخنين أساساً.

ويؤكد أن الأكاديمية الطبية تلعب دوراً فاعلاً في التوعية المجتمعية، ودمج هذه المنتجات ضمن عيادات الإقلاع عن التدخين، وليس خياراً تجارياً متاحاً للجميع.
هل وسيلة للإقلاع عن التدخين؟

من جهته، يوضح الدكتور همام الشققي، استشاري أمراض الرئة في مدينة برجيل الطبية، أن أكياس النيكوتين لا تُعتبر حتى الآن وسيلة معتمدة طبياً للإقلاع عن التدخين، إذ لم تُدرجها المنظمات الصحية الكبرى مثل منظمة الصحة العالمية أو هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ضمن أدوات العلاج الرسمي.

ويشير إلى أن بعض التجارب الفردية، خاصة في دول مثل السويد والنرويج، أظهرت استخدام الأكياس كوسيلة انتقالية، لكنها تبقى تجارب محدودة، ولا تُغني عن الحاجة إلى رقابة تنظيمية دقيقة.

ويضيف أن غياب الاحتراق يُقلل من مخاطر المواد المسرطنة، لكن النيكوتين لا يزال مادة مؤثرة على الجهاز العصبي والقلب، وقد يؤدي الاستخدام غير المنضبط إلى مشاكل في الفم، أو في ضغط الدم، أو حتى إلى فتح باب الإدمان عند فئات لم تكن مدخنة سابقاً.

ويؤكد الشققي على أهمية أن يكون التعامل مع هذه المنتجات تحت مظلة طبية، تبدأ من منع البيع للقاصرين، وفرض رقابة على الجودة والتركيب، وتنظيم الإعلانات، وصولاً إلى تقديم بدائل علاجية فعالة ومُعتمدة طبياً.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى