منوعات

بريطانيا..حقن تجميل مزيفة تسبب مرضاً نادراً

أشعلت قضية صحية جدلاً واسعاً في بريطانيا بعد موجة إصابات بمرض نادر ومهدد للحياة، تبيّن لاحقاً أنها مرتبطة بحقن تجميلية غير مرخصة تحتوي على مادة “البوتوكس” أو ما يشابهها، ما تسبب في تفشي حالات من التسمم الوشيقي (البوتوليزم) بين العشرات من النساء الباحثات عن الجمال.

وبدأت الكارثة عندما خضعت نيكولا فيرلي، وهي سيدة بريطانية، لجلسة تجميل معتادة لدى خبيرة تجميل تعرفها جيداً، بعد فوزها بمسابقة على فيس بوك للحصول على حقن بوتوكس مجانية في ثلاث مناطق من وجهها.

في البداية، بدا أن النتائج تسير كما أرادت، حيث بدأت جبهتها وجوانب عينيها بالتجمد خلال ساعات، لكن سرعان ما تحوّلت تلك التغييرات إلى أعراض مخيفة.

وقالت نيكولا: “في البداية كنت سعيدة، لكن الأمر استمر لدرجة جعلتني أشعر بالرعب”، إذ سرعان ما أصيبت بصعوبة في البلع واضطرابات في الرؤية والتنفس، مما استدعى نقلها إلى قسم الطوارئ في مدينة دورهام، حيث فوجئت بوجود عدد من النساء يعانين من أعراض مشابهة.

وأصيب الطاقم الطبي بالحيرة، واعتقد في البداية أنها تعرضت لسكتة دماغية، لكن التشخيصات اللاحقة كشفت عن مرض نادر لا يراه معظم الأطباء طوال حياتهم المهنية، ألا وهو التسمم الوشيقي.

وتبيّن أن جميع المصابات تلقين حقناً تجميلية تحتوي على سم البوتولينوم من مصادر غير قانونية.

وبحسب الوكالة البريطانية للأمن الصحي، فقد تم تسجيل 38 حالة مؤكدة حتى الآن، مع احتمالات لوجود المزيد، خاصة وأن الإصابات لم تقتصر على منطقة واحدة، بل بدأت في شمال شرق إنجلترا وامتدت إلى مناطق أخرى مثل شرق إنجلترا والميدلاندز الشرقية.

وقد أدى العدد الكبير من الحالات إلى نفاد مخزون المستشفيات من الترياق المضاد للتسمم، ما استدعى طلب إمدادات من مستشفيات بعيدة مثل لندن.

من جانبه، قال الدكتور ستيفن لاند، وهو طبيب طوارئ سابق يدير عيادة تجميلية في نيوكاسل: “أصبح هناك جهل مطبق حول ما هو قانوني وما هو خطير في مجال التجميل”.

وأكد أن السوق مليئة بعروض مشبوهة لمنتجات غير مرخصة تُستورد من الخارج، قائلاً إن البائعين يروجون لها وكأنهم “تجار مخدرات”، عبر رسائل منتظمة تتضمّن عروضاً مغرية وخصومات “محدودة الوقت” على منتجات قد تحتوي على تركيزات قاتلة أو مواد مجهولة المصدر.

ولا تزال نيكولا تجهل نوع المنتج الذي حُقن في جسدها أو الكمية التي تلقتها، بعد أن توقفت خبيرة التجميل عن الرد على رسائلها، وتقول بأسى: “أنا واحدة من النساء كنت على وشك الموت.. ماذا ننتظر حتى يتم تنظيم قطاع التجميل؟”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى