أعنف قصف في الحرب العالمية.. أميركا حولت برلين إلى كومة حجارة

اتجهت الولايات المتحدة الأميركية خلال العام الأخير من الحرب العالمية الثانية لتكثيف غاراتها الجوية على اليابان، مستهدفة أساسا المناطق الصناعية التي لعبت دورا هاما في إنتاج القطع الحربية لصالح سلاح البحرية وجيش البر.
وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 9 و10 مارس (أذار) 1945، شنت الولايات المتحدة الأميركية أعنف قصف بالتاريخ على العاصمة اليابانية طوكيو. وخلال هذا القصف، ألقى الأميركيون 1500 طن من القنابل متسببين في مقتل نحو 100 ألف ياباني.
وقبل اليابان، تلقت العاصمة الألمانية حصتها من القصف الأميركي. في مطلع شهر فبراير (شباط) 1945، ألقى الأميركيون خلال ساعات 2500 طن من القنابل على برلين.
أهداف القصف
مع نجاح إنزال نورماندي وعملية تحرير باريس ودخول الأميركيين والبريطانيين للأراضي الألمانية، وضع الأميركيون خطة بهدف توجيه ضربة جوية كبيرة للعاصمة الألمانية ومرافقها قبيل دخول القوات السوفيتية إليها.
وخلال هذا القصف، حاول الأميركيون إضعاف الإمكانيات الصناعية واللوجستية لما تبقى من القوات الألمانية والنظام النازي. وإضافة لسعيهم لتهيئة الميدان لدخول السوفيت، سعى الأميركيون إلى توجيه ضربة معنوية للشعب الألماني في آخر مراحل النزاع بأوروبا.
وأملا في إنجاح عملية القصف، استعان الأميركيون بما يقارب 937 قاذفة قنابل ثقيلة من نوع بي 17 فلايينغ فورتريس (B-17 Flying Fortress) رافقتها 500 طائرة اعتراضية من نوع بي 51 موستانغ (P-51 Mustang) لحمايتها.
وضمن خطط القصف، تحدث الأميركيون عن استهداف المواقع العسكرية والصناعية ببرلين إضافة لعدد من المراكز الهامة للنظام النازي.
أعنف قصف
يوم 3 فبراير (شباط) 1945، أقلعت قاذفات القنابل الأميركية من المطارات البريطانية صوب العاصمة برلين. ومع وصولها، ألقت الطائرات الأميركية ما قدره 2500 طن من القنابل على برلين مخلفة دمارا هائلا.
وفي تلك الفترة، استهدف القصف بالأساس محطة قطار تامبلهوف (Templehof) والبنية التحتية للسكك الحديدية إضافة للعديد من المباني الحكومية والوزارات. وقد كانت وزارة الحرب الألمانية ضمن أهم الأهداف التي تعرضت للقصف حينها.
أسفرت عملية القصف عن تخريب قسم كبير من أحياء ميتي (Mitte) وتيارغارتن (Tiergarten) وكروزبرغ (Kreuzberg).
وحسب التقديرات، أدى هذا القصف الأميركي إلى مقتل 3 آلاف ألماني وتشريد عشرات الآلاف. من جهة ثانية، نجا كبار المسؤولين الألمان، وعلى رأسهم أدولف هتلر، من هذا القصف حيث احتمى المسؤولون الألمان حينها بملجأ هتلر الذي كان محصنا بشكل جيد تحت الأرض.