لماذا يرتدي طاقم الطائرة أحزمة أمان مختلفة عن الركاب؟

مع اقتراب الطائرات من الهبوط، يطلب الطاقم من الركاب ربط أحزمة الأمان، بينما يتجه أفراد الطاقم إلى مقاعدهم الخاصة ويثبتون أنفسهم بأحزمة معقدة تُشبه شكل حرف “X” تعبر الصدر.
هذا المشهد المعتاد أثار تساؤلات عديدة على مواقع التواصل ومنتديات الإنترنت، حيث طرح أحد المستخدمين في منتدى Reddit الشهير سؤالاً ضمن سلسلة “NoStupidQuestions” قال فيه: “لماذا يمتلك مضيفو الطيران حزام أمان يعبر الصدر، بينما يكتفي الركاب بالحزام البسيط؟”>
إجابة من داخل الكواليس
أوضحت مضيفة طيران سابقة عبر حسابها أن السبب يعود إلى نوعية المقاعد المخصصة للطاقم، والتي تكون غالباً قابلة للطي وأقل ثباتاً من مقاعد الركاب.
وقالت: “المقعد لم يكن مثبتاً بقوة، وكان يهتز بشدة أثناء الإقلاع والهبوط، لذا كنا نحتاج إلى حزام أكثر إحكاماً لتثبيت أجسامنا”.
وأضافت أن تأمين أفراد الطاقم أمر بالغ الأهمية لأنهم المسؤولون عن إجلاء الركاب في حالات الطوارئ، ويجب أن يكونوا محميين ليتمكنوا من أداء مهامهم بكفاءة.
وظيفة الحزام المعقّد
بحسب موقع AeroSavvy المتخصص في شؤون الطيران، فإن الحزام المتقاطع يؤدي وظيفة مشابهة للمقعد الموجود أمام الراكب، فعندما يجلس الركاب في وضع أمامي، يحميهم المقعد الأمامي من الاندفاع في حال الاصطدام. أما أفراد الطاقم، فيجلسون في مقاعد مواجهة للخلف، ولا يوجد أمامهم ما يمنع هذا الاندفاع، لذا يعتمدون على الحزام المتقاطع لتحقيق الحماية ذاتها.
لماذا لا يُزوَّد الركاب بنفس الحزام؟
توضح مارينا إفثيميو، خبيرة الطيران وأستاذة إدارة الطيران في جامعة دبلن، أن الركاب قد يجدون صعوبة في استخدام هذا النوع من الأحزمة، مما قد يعوق سرعة الإخلاء في حالات الطوارئ.
وتقول: “الأمر متعلق بالبساطة وسرعة ردّ الفعل. حزام الخصر التقليدي أسهل في الاستخدام، وهو الخيار الأمثل للركاب”.
وبعيداً عن الأحزمة، كشف بعض أفراد الطاقم عن تفاصيل غير معروفة للركاب، منها أن تقديم المشروبات الغازية يُعد من أكثر المهام إزعاجاً، بسبب الفوران السريع على ارتفاعات عالية.
كما حذّروا من أن أكثر المناطق تلوثاً على متن الطائرة ليست الحمامات كما يعتقد البعض، بل الجيوب الخلفية للمقاعد والطاولات القابلة للطي، داعين الركاب إلى توخي الحذر والنظافة الشخصية خلال الرحلات الجوية.