الموت يغيّب الفنان الكويتي حسين القطان بوجسوم

غيّب الموت اليوم الفنان الكويتي حسين القطان، المعروف بلقب “بوجسوم”، عن عمر ناهز 88 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً امتد على مدى أكثر من ستة عقود، شهدت بروز اسمه كأحد أبرز رواد الفن المسرحي والتلفزيوني في الكويت والخليج العربي.
ومن المقرر أن يُشيّع جثمان الراحل إلى مثواه الأخير مساء اليوم في مقبرة الصليبيخات، وسط حضور متوقع من محبيه وزملائه في الوسط الفني.
من هو حسين القطان “بوجسوم”؟
وُلد حسين القطان في عام 1937 في حي الوسط بالكويت، وتلقى تعليمه في المدارس الليلية، حيث درس في مدرسة النجاح، ثم التحق بمدرسة الصباح الأولى التي تأسست عام 1948 في منطقة الشرق.
ومنذ سنواته المبكرة، بدأ شغفه بالفن يظهر جلياً، فكان يُقلّد جده ويتفاعل مع التمثيل في المناسبات المدرسية والأنشطة المجتمعية، قبل أن يدخل إلى الساحة الفنية بشكل رسمي.
انطلقت مسيرته التلفزيونية في عام 1961 من خلال تمثيلية أخرجها أحمد عبدالله، ثم توالت مشاركاته البارزة في أعمال رسّخت اسمه في ذاكرة الجمهور، من بينها مسلسل “الهارب بوجسوم”، والمسحراتي “أبو طبيلة”، إلى جانب مشاركاته مع قامات مثل حياة الفهد وسعاد عبدالله في عدد من الأعمال التي لاقت صدى واسعاً.
وفي المسرح، كان لحضوره وزن خاص، لا سيما بعد تأسيسه لفرقة “بوجسوم” أثناء خدمته في الجيش، حيث قدّم ما يقرب من مائة مسرحية، جابت المدارس والمؤسسات المختلفة، حاملة رسائل تربوية وتوعوية، وشكلت جزءاً مهماً من ملامح الفن الكويتي في تلك المرحلة.
وعرف عنه ارتباطه الوثيق بالمجتمع، إذ قدّم عروضاً تمثيلية داخل المستشفيات ودور الرعاية بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي، مستفيداً من فنه في بث التوعية والإرشاد، معتبراً أن الفن رسالة إنسانية بامتياز.
وقد عبّر في أحاديث سابقة عن رضاه الكامل بما أنجزه، مؤكداً أنه لم يشعر بالندم في يوم من الأيام على اختياره لهذا الطريق، وموضحاً أنه ظل على تواصل دائم مع رفاق دربه من الفنانين حتى سنواته الأخيرة.