ثمن الشجاعة «حياته».. شاب ينقذ مدينة مصرية من كارثة محققة

في لحظة اختلط فيها الخطر بالنار، وامتزج فيها الدخان بصوت الصراخ، ظهر بطل لا يحمل درعاً ولا سلاحاً، بل قلبًا مفعمًا بالشجاعة والإنسانية.
اسمه خالد محمد شوقي، رجل من قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة بمحافظة الدقهلية شمالي مصر، لم يتردد لحظة عندما واجه الموت.
في صباح عادي بمدينة العاشر من رمضان، تحول كل شيء إلى كابوس مفزع. اشتعلت النيران فجأة داخل محطة وقود بعد انفجار تانك شاحنة تحمل مواد بترولية، كانت مرشحة لتحويل المكان إلى كتلة لهب تحصد الأرواح وتلتهم الممتلكات.
ومع تصاعد اللهب واقتراب الخطر من خزانات الوقود والمناطق السكنية، تحرك خالد دون تردد، مدفوعًا بشهامته، واندفع نحو الشاحنة المشتعلة.
دخلها والنيران تحاصرها من كل جانب، جلس على مقعد القيادة بجرأة لا يمتلكها سوى من قرر أن يواجه النار ليحمي الناس.
قاد السيارة وسط الجحيم، وأبعدها عن المحطة، لينقذ المئات من كارثة محققة. نجح في مهمته، لكنه دفع الثمن الأغلى: حياته.
نُقل خالد إلى المستشفى متأثرًا بحروق من الدرجة الأولى والثانية، لكن روحه سبقت جسده إلى السماء، لتُكتب شهادته على صفحات البطولة.
لم يكن خالد مجرد سائق، بل كان ضميرًا حيًا، اختار أن يحمل النار بيديه ليمنعها من الوصول إلى غيره.
عمّ الحزن أرجاء قرية مبارك، فالفقد كان كبيرًا، والبطولة أكبر. كل مَن عرف خالد، شهد له بالخلق الرفيع، والمحبة التي زرعها في قلوب الناس.