المغرب العربي

الغرافيتي في شوارع الجزائر.. فن منبوذ يحرج السلطات

انتشر فن الجدرايات “الغرافيتي” بشكل كبير في الجزائر خلال السنوات الماضية، وخاصة منذ الحراك الشَّعبي، حيث كان متنفسا للشباب للتعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية.

لكنه ظلّ “بالنسبة للسلطات “فنا منبوذا يشوه العمران والشوارع”.

ففي العديد من الشوارع الجزائرية يشاهد المارة “شعارات الفرق الرياضية، أو عبارات اجتماعية وأخرى سياسية، ورسائل مباشرة أو مشفرة”، حيث لا تكاد تلتفت يمينا أو يسارًا، حتى تقابلك رسمة أو جملة تحاكي واقعا معاشا.

رسائل سياسية
في حين أوضح محمد أمين زيتوني، المعروف باسم “ماڨو” (31 سنة) الذي يعتبر أحد رسامي “الغرافيتي” المعروفين في البلاد أنه يتفادى رسم جداريات تحمل رسائل سياسية.

وأضاف الشاب الذي تخصَّص في “الغرافيتي” منذ سنة 2016، في الأنواع الثلاثة “التاق”، “الغرافيتي”، و”لاترينغ”، أنه يفضل أن يوجه عموما رسائل اجتماعية.

كما قال في مقابلة مع العربية.نت أنه أدين سنة 2018، بسبب إحدى جدارياته، أجبر على دفع غرامة 200 دولار، كما أدين بنفس قيمة الغرامة سنة 2022، بتهمة جمع الأموال بدون رخصة، بسبب وضعه لقبعة يساهم فيها المارة بمبالغ بسيطة، بينما كان يرسم جدارية في ملكية خاصّة”.

إلى ذلك، أكد مافو أنه على الرغم أن هذا الفن غير قانوني في الجزائر، مثلما هو الحال في عدة بلدان، إلا أنّ السنوات الأخيرة: “شهدت تقبلاً أكثر لهذا الرسم. وقال: “لم يعد فنا منبوذا مثلما كانت عليه الحال سابقا، هناك حتى مهرجانات تُنظم في مختلف الولايات الجزائرية، لفناني الغرافيتي”.

“فن معبر لكنه منبوذ”
من جهته قال الخبير الدولي في العمران، ورئيس المجلس العربي الأعلى للعمارة والعمران وتطوير المدن جمال شرفي، إنَّ “القانون لا يصنف الغرافيتي، على أنه فن في معظم البلدان، وتسلط عقوبات عادة على رسامي الجدران”.

كما أضاف في تصريحه لـ”العربية.نت” أنَّ “الغرافيتي يُنظر إليه على أنه تشويه للمحيط، رغم أنه يُعتبر متنفسا لمختلف الظواهر الاجتماعية، مثل الهجرة غير القانونية (الحرقة)، البطالة، ما جعلها تلقى رواجا، ليس فقط في الأحياء الشعبية حيث نمت وبرزت، ولكن حتى في الأوساط الراقية”.

وأشار إلى أنَّ “الغرافيتي أيام الحراك الشَّعبي في الجزائر (2019-2021)، برز بشكل كبير، إذ انتشرت الرسومات السياسية، ولاقت اِستحسانا عند البعض، ثم صارت تشكل وسائل لنظام الحكم”.

إلى ذلك، ختم قائلا: أُصنف رسومات الغرافيتي على أنها رسائل فنية، ومتنفس للشَّباب لاسيما في بعض الدول التي تعاني من نظام قمعي نوعا ما، على غرار ما هو الحال في أميركا اللاتينية، حيث الصراعات السياسية تغذي ثورة الشباب”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى