فيلم إماراتي بالذكاء الاصطناعي وتوجيهات الجمهور

يوماً بعد يوم يزداد تدخل الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، من بينها صناعة الفن، حيث تشهد هذه الصناعة أشكالاً مختلفة من الاستعانة بالتقنيات الحديثة، من بينها أول فيلم قصير في المنطقة يعتمد على مشاركة الجمهور وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بعنوان «قصة اسمها زين».
وأوضح مدير قسم الوسائط الرقمية والمتعددة في «إيمج نيشن أبوظبي»، محمود خليل، أن الفكرة بدأت من رغبة حقيقية لدى فريق العمل في كسر الأنماط التقليدية في سرد القصص، وبدلاً من تقديم قصة مكتملة، تساءلنا: ماذا لو منحنا الجمهور فرصة المشاركة في صناعة القصة؟ ومن هنا وُلدت «قصة اسمها زين» كأول تجربة تفاعلية من نوعها في المنطقة، تمزج بين السرد القصصي والمشاركة المجتمعية، والتقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي. وجاءت هذه التجربة امتداداً لنهج استكشاف حدود الإبداع، وابتكار أشكال جديدة من صناعة المحتوى.
تفاعل واسع
وأشار خليل إلى أن تفاعل الجمهور مع الفكرة فاق كل التوقعات، فما بدأ كمشروع تجريبي تطور إلى حالة تفاعلية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يشارك الجمهور أسبوعياً في اتخاذ قرارات محورية تتعلق بمسار شخصية زين عبر «إنستغرام» و«تيك توك»، لافتاً إلى أن فريق العمل تلقى مئات الاقتراحات التي أثّرت فعلياً في تطور الأحداث، فانتقلت القصة من كونها رحلة تأمل ونمو ذاتي إلى مغامرة مشوقة تنطوي على عناصر من الغموض والتشويق، لذا تحولت «قصة اسمها زين» إلى دراما نفسية عميقة لم تعد فيها زين تبحث عن ذاتها فحسب، بل بدأت تواجه حقائق غامضة وتكتشف أسراراً دفينة، ما يؤكد أن الجمهور في المنطقة متعطش لتجارب سردية أعمق وأكثر تفاعلاً.
وأضاف: «لم يُنتَج الفيلم بأسلوب تقليدي، بل تم التصوير والتعديل بشكل متزامن مع التفاعل الجماهيري، حيث شكل كل تصويت مساراً جديداً للأحداث. بعد انتهاء التفاعل، قُدّمت النسخة النهائية من الفيلم لأول مرة خلال فعالية (The Circle) التي نظمتها هيئة الإعلام الإبداعي، وحظيت بردود فعل إيجابية وحماسة كبيرة للفكرة المبتكرة. ونعمل حالياً على عرض الفيلم عبر منصاتنا الرقمية خلال الفترة المقبلة، لإتاحة الفرصة للجمهور الأوسع الذي كان جزءاً أساسياً من التجربة لمتابعة القصة بكامل تفاصيلها».
الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً
وعن دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الفيلم، ذكر خليل أن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً محورياً في ثلاث مراحل رئيسة هي: تحليل تفاعل الجمهور وتوجيه المسارات القصصية الأكثر تأثيراً، ودعم كتابة سيناريوهات متعددة في زمن قياسي، والإسهام في تصميم العناصر البصرية والموسيقى والمؤثرات الصوتية، مؤكداً أنه لم يكن بديلاً عن الإبداع البشري، بل أداة مكّنت فريق العمل من تسريع الإنتاج دون التفريط في جودة الرؤية الفنية.
وحول مستقبل توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام والدراما، توقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في جوانب عدة من صناعة الأفلام، من تحليل سلوك الجمهور، إلى تطوير النصوص، واقتراح حلول بصرية، وصولاً إلى خلق تجارب تفاعلية جديدة بالكامل، مشدداً على أهمية أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي كوسيلة لدعم الخيال البشري لا استبداله به.
وأضاف: «اليوم تستخدمه كبريات الاستوديوهات العالمية في المؤثرات البصرية المتقدمة، مثل تقنيات تصغير العمر، وإعادة تقديم الشخصيات بصورة واقعية. وبفضل هذه التقنيات، أصبحت الأفكار التي كانت تستغرق أشهراً يمكن اختبارها الآن في أيام، ما يفتح آفاقاً غير محدودة للإبداع. ومن الضروري إدراك أن الذكاء الاصطناعي لن يُقصي المبدعين، بل سيختبر قدراتهم ويحفّزهم، وقد يعيد تعريف مفاهيم الإبداع نفسها. وفي النهاية تبقى أعظم القصص من صنع البشر، لأنها تنبع من الشجاعة في طرح الأسئلة، ومن الخيال في رسم الاحتمالات، ومن الحكمة في الحفاظ على روح القصة».
رد المحرر
نعتدر عن النشر