العرب تريند

محكمة بحرينية تنهي معاناة شاب وتقضي بتصحيح جنسه بعد إثبات ذكورته طبيا

أنهت‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية البحرينية‭ ‬الكبرى‭ ‬معاناة‭ ‬شاب‭ ‬وقضت‭ ‬بتصحيح‭ ‬جنسه،‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬ألزمت‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بإثبات‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الوثائق‭ ‬الرسمية‭ ‬وتسجيله‭ ‬ذكراً،‭ ‬بعد‭ ‬ولادته‭ ‬بعضو‭ ‬أنثوي‭ ‬ظاهر‭ ‬تم‭ ‬تسجيله‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬أنه‭ ‬انثى‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬مراحل‭ ‬البلوغ‭ ‬ظهرت‭ ‬عليه‭ ‬أعراض‭ ‬الذكورة‭ ‬التامة‭ ‬ليكتشف‭ ‬بمراجعة‭ ‬الأطباء‭ ‬وجود‭ ‬عضو‭ ‬ذكري‭ ‬ضامر‭ ‬‮«‬داخل‭ ‬الجسم‮»‬‭ ‬وليتأكد‭ ‬أنه‭ ‬ذكر‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الطبية‭.‬

حيث‭ ‬فصلت‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬وأنهت‭ ‬معاناته‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المجمع‭ ‬الفقهي‭ ‬الإسلامي‭ ‬قد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬اجتمع‭ ‬في‭ ‬أعضائه‭ ‬علامات‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬فينظر‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬حاله،‭ ‬فإن‭ ‬غلبت‭ ‬عليه‭ ‬الذكورة‭ ‬جاز‭ ‬علاجه‭ ‬طبياً‭ ‬بما‭ ‬يزيل‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬ذكورته،‭ ‬ومن‭ ‬غلبت‭ ‬عليه‭ ‬علامات‭ ‬الأنوثة‭ ‬جاز‭ ‬علاجه‭ ‬طبياً،‭ ‬بما‭ ‬يزيل‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬أنوثته،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬العلاج‭ ‬بالجراحة‭ ‬أو‭ ‬بالهرمونات‭.‬

وقال‭ ‬المحامي‭ ‬د‭. ‬عبدالله‭ ‬العلي‭ ‬إن‭ ‬موكله‭ ‬أنجب‭ ‬رضيعا‭ ‬كان‭ ‬ظاهرا‭ ‬للجميع‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬انثى،‭ ‬وقيد‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بأنه‭ ‬أنثى،‭ ‬وعند‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬البلوغ‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬عليه‭ ‬علامات‭ ‬بلوغ‭ ‬الإناث‭ ‬مثل‭ ‬الطمث،‭ ‬بل‭ ‬ظهرت‭ ‬عليه‭ ‬علامات‭ ‬البلوغ‭ ‬لدى‭ ‬الذكور‭ ‬من‭ ‬خشونة‭ ‬الصوت‭ ‬وعرض‭ ‬المنكبين،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬لديه‭ ‬الطمث‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬الإناث‭ ‬ليتأكد‭ ‬طبيا‭ ‬وجود‭ ‬عضو‭ ‬ذكري‭ ‬ضامر‭.‬

وبعد‭ ‬إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية‭ ‬اللازمة‭ ‬تبين‭ ‬حمله‭ ‬الكروموسوم‭ ‬الذكري‭ (‬46‭ ‬XY‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬يحمل‭ ‬الأعضاء‭ ‬التناسلية‭ ‬الأنثوية‭ ‬مثل‭ ‬الرحم‭ ‬والمبيض،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حدا‭ ‬به‭ ‬لإقامة‭ ‬الدعوى،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بتصحيح‭ ‬جنسه‭ ‬من‭ ‬أنثى‭ ‬إلى‭ ‬ذكر،‭ ‬وإلزام‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بتغيير‭ ‬جنسه‭ ‬واسمه‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭.‬

وقدم‭ ‬المحامي‭ ‬العلي‭ ‬الدعوى‭ ‬بداية‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية،‭ ‬وأرفق‭ ‬معها‭ ‬التقارير‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬دعواه،‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬تصحيح‭ ‬جنس‭ ‬البنت،‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬اختصاص‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬لأنه‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أيدته‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬حكمها،‭ ‬منوهة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الأسرة‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬قد‭ ‬خلا‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬وأن‭ ‬مسألة‭ ‬الجنس‭ ‬من‭ ‬النوازل‭ ‬المعاصرة،‭ ‬ويتم‭ ‬الرجوع‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والقواعد‭ ‬العامة‭ ‬الفقهية‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬جمهور‭ ‬الفقهاء‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلوغ‭ ‬الذكر‭ ‬يتبين‭ ‬إن‭ ‬خرجت‭ ‬لحيته،‭ ‬أو‭ ‬أمنى،‭ ‬وكذلك‭ ‬ظهور‭ ‬الشجاعة‭ ‬والفروسية،‭ ‬ومثابرة‭ ‬العدو،‭ ‬وأن‭ ‬بلوغ‭ ‬الأنثى‭ ‬بظهور‭ ‬الثدي‭ ‬ونزول‭ ‬الحيض؛‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الولادة‭ ‬تقطع‭ ‬بذلك‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجمع‭ ‬الفقهي‭ ‬الإسلامي‭ ‬برابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬والذي‭ ‬نظر‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬تحويل‭ ‬الذكر‭ ‬إلى‭ ‬أنثى،‭ ‬وبالعكس،‭ ‬والمحددات‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬بشأن‭ ‬تحديد‭ ‬الذكر‭ ‬من‭ ‬الأنثى،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬تحويل‭ ‬أحدهما‭ ‬إلى‭ ‬النوع‭ ‬الآخر،‭ ‬وأن‭ ‬محاولة‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬جريمة‭ ‬يستحق‭ ‬فاعلها‭ ‬العقوبة؛‭ ‬لأنه‭ ‬تغيير‭ ‬لخلق‭ ‬الله‭.‬

وأوضحت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬المجمع‭ ‬الفقهي‭ ‬الإسلامي‭ ‬قد‭ ‬استدرك‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬أما‭ ‬من‭ ‬اجتمع‭ ‬في‭ ‬أعضائه‭ ‬علامات‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬فينظر‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬حاله،‭ ‬فإن‭ ‬غلبت‭ ‬عليه‭ ‬الذكورة‭ ‬جاز‭ ‬علاجه‭ ‬طبياً‭ ‬بما‭ ‬يزيل‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬ذكورته،‭ ‬ومن‭ ‬غلبت‭ ‬عليه‭ ‬علامات‭ ‬الأنوثة‭ ‬جاز‭ ‬علاجه‭ ‬طبياً،‭ ‬بما‭ ‬يزيل‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬أنوثته،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬العلاج‭ ‬بالجراحة‭ ‬أو‭ ‬بالهرمونات‮»‬‭.‬

ونوهت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬التقرير‭ ‬الطبي‭ ‬وإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬السريرية‭ ‬والمخبرية‭ ‬والاشعاعية‭ ‬والجينية‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬تبين‭ ‬للجنة‭ ‬الطبية‭ ‬أن‭ ‬المدعي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الأعضاء‭ ‬التناسلية‭ ‬المبهمة‭ ‬أو‭ ‬متلازمة‭ ‬الاستئناث‭ ‬الخصوي‭ ‬وتبين‭ ‬للجنة،‭ ‬أنها‭ ‬تحمل‭ ‬الكرموسوم‭ (‬46‭ ‬XY‭) ‬الخاص‭ ‬بالذكور،‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة‭ (‬التستوستيرون‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أعضاء‭ ‬ذكرية‭ ‬بدائية‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬أية‭ ‬أعضاء‭ ‬التناسلية‭ ‬أنثوية،‭ ‬وما‭ ‬خلصت‭ ‬إليه‭ ‬اللجنة‭ ‬بأن‭ ‬المذكورة‭ ‬هي‭ ‬ذكر،‭ ‬ولديها‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬الذكورة،‭ ‬وسوف‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬تصحيحية‭ ‬لاحقا‭.‬

وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬حكمها‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬تغييرا‭ ‬لجنس‭ ‬المذكور‭ ‬أو‭ ‬تغييرا‭ ‬لأصل‭ ‬صفة‭ ‬جنس‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬إظهارا‭ ‬لصفات‭ ‬جنس‭ ‬آخر،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬بتحريمه‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الغراء،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬إظهار‭ ‬لحقيقة‭ ‬أصل‭ ‬جنسه‭ ‬الثابت‭ ‬بالأدلة‭ ‬الشرعية‭ ‬والحقائق‭ ‬الواقعية،‭ ‬وحكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬بتصحيح‭ ‬وتعديل‭ ‬جنس‭ ‬ابن‭ ‬المدعي‭ ‬من‭ ‬أنثى‭ ‬إلى‭ ‬ذكر،‭ ‬وبعدم‭ ‬اختصاصها‭ ‬بنظر‭ ‬طلب‭ ‬تعديل‭ ‬الاسم،‭ ‬وأمرت‭ ‬بإحالته‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬المختصة‭.‬

وبدأت‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬مصير‭ ‬المدعي‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية،‭ ‬والتي‭ ‬قدم‭ ‬أمامها‭ ‬المحامي‭ ‬د‭. ‬عبدالله‭ ‬العلي‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية،‭ ‬وطلب‭ ‬القضاء‭ ‬بإلزام‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص‭ ‬بتصحيح‭ ‬وتعديل‭ ‬اسم‭ ‬وجنس‭ ‬المدعي‭ ‬في‭ ‬المستندات‭ ‬الثبوتية،‭ ‬حيث‭ ‬أحالت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدعوى‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬الأسماء‭ ‬والألقاب‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬في‭ ‬توصيتها‭ ‬إلى‭ ‬إجابة‭ ‬المدعي‭ ‬لطلبه‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬إلى‭ ‬المستقر‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬التمييز‭ ‬بأن‭ ‬لمحكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬سلطة‭ ‬تحصيل‭ ‬وفهم‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬وتقدير‭ ‬قيمة‭ ‬الأدلة‭ ‬والمستندات‭ ‬المقدمة‭ ‬فيها،‭ ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬القاضي‭ ‬تغيير‭ ‬جنس‭ ‬المدعية‭ ‬إلى‭ ‬ذكر،‭ ‬وما‭ ‬خلصت‭ ‬إليه‭ ‬لجنة‭ ‬الأسماء‭ ‬والألقاب،‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬كل‭ ‬فيما‭ ‬يخصه‭ ‬بتغيير‭ ‬اسم‭ ‬ابنة‭ ‬المدعي‭ ‬وتغيير‭ ‬جنسها‭ ‬إلى‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬الوثائق‭ ‬الرسمية‭ ‬وتسجيل‭ ‬ذلك‭ ‬بسجلاتهم‭.‬

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى