الكويت

الكويت تسجل أعلى درجة حرارة عالمياً.. والحل في التشجير !

أكد خبير الأرصاد الكويتي الجوية فهد العتيبي أهمية تعزيز الغطاء النباتي في الكويت، نظراً لطبيعتها الصحراوية، مشيراً إلى أن التشجير يُعد الحل الأقرب والأسرع لخفض درجات الحرارة، في ظل استحالة منع أشعة الشمس أو الغبار.

وأوضح العتيبي لـ القبس أن الغبار الذي يؤثر في الكويت مصدره الأساسي شمال وجنوب غرب البلاد، مما يجعل التشجير الداخلي ضرورة ملحة، لافتاً إلى أن تشجير المناطق الداخلية، خصوصاً داخل المناطق السكنية وبين الأرصفة، يسهم في خفض درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين 3 إلى 8 درجات مئوية، إلى جانب تقليله لمعدلات الغبار.
وأضاف أن أهمية التشجير تتزايد مع تسجيل الكويت مؤخراً درجات حرارة قياسية، حيث سجلت محطة مطربة أعلى درجة حرارة في العالم بواقع 49 درجة مئوية، ما يعكس الحاجة الملحة إلى زيادة الرقعة الخضراء للحد من شدة الحرارة وتأثير الصيف القائظ وتحسين جودة الهواء.

وأشار العتيبي إلى أن للتشجير فوائد اقتصادية أيضاً، حيث يسهم في خفض كلفة إزالة السافي المتراكم بفعل العواصف الرملية، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالتشجير في المناطق السكنية الجديدة منذ تأسيسها، باعتباره أداة رئيسية لمحاربة التصحر وزحف الرمال.

وختم العتيبي بالإشارة إلى تجربة الصين الناجحة في تحويل إحدى مدنها بالكامل إلى غطاء نباتي، معتبراً أن الكويت قادرة على تطبيق نموذج مشابه بالتعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، مما يحقق تأثيراً بيئياً واقتصادياً ملموساً.

ومن جانبهم، أكد ناشطون لـ القبس أن الأشجار تموت واقفة بسبب الإهمال، مشيرين إلى أن الغطاء النباتي ضرورة ملحة لتلطيف الأجواء وتخفيف التلوث، وتتزايد المطالبة بتنفيذ المزيد من حملات التشجير وزيادة مساحة البساط الأخضر، فضلاً عن إشراك الشباب وطلبة المدارس والجامعات في الحملات البيئية وتشجير الشوارع والطرقات.

ولفتوا الى ان ظاهرة موت الأشجار في الشوارع والطرقات لا تزال مستمرة بلا حلول، والنتيجة إهدار المال العام الذي أنفقته جهات الدولة المعنية في زراعة الأشجار، والغطاء النباتي الذي أهملت رعايته والعناية به وريه، ما يعكس صورة أخرى من صور الاستخفاف بالغطاء النباتي والمنظر الحضاري المفترض في الكويت التي تمتلك الإمكانات المالية، لكن إضفاء منظر جمالي على شوارعها وطرقاتها خارج حسابات المسؤولين.

وواصلت القبس رصد استمرار موت الاشجار المزروعة في بعض الشوارع في عدد من المناطق في البلاد، حيث انحنت بعض أشجار النخيل وتشققت من جراء نخر السوس فيه، الامر الذي دل على عدم اهتمام القطاعات المعنية بمتابعة النباتات والاشجار وريها بشكل يتناسب وطبيعة كل نوع منها.

وشدد الناشطون البيئيون عبر القبس على أن الكويت ملزمة وفق الاتفاقيات الدولية الأخيرة الاهتمام بالغطاء النباتي ووضع خطة عملية للتخضير، وذلك لمواجهة التغيرات المناخية والحد من الانبعاثات الضارة، لافتين إلى أن دول الخليج المجاورة نجحت في خطط التخضير على النقيض مما يحدث في الكويت من إهمال واضح للمزروعات والغطاء النباتي.

واعتبروا أن الغطاء الأخضر ضروري لتحسين جودة الحياة وخفض الانبعاثات الضارة، كما أن المنظر الجمالي في الشوارع والطرقات حق إنساني تهتم به الدول المتقدمة.

خطوات مطلوبة

1- تنفيذ خطة وطنية لتخضير الكويت

2- إشراك المجتمع المدني والشباب في التشجير

3- الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في التخضير

4- محاسبة الجهات المتسببة في موت الأشجار

5- الاهتمام بالبساط الأخضر في المناطق

6- تشجيع المواطنين على الاهتمام بالحدائق المنزلية

نطالب بتنفيذ خطط تشجير متكاملة

أكد رئيس فريق «حلم أخضر» الناشط البيئي شبيب العجمي، أن إعادة تنظيم المراعي في المنطقة الشمالية وزيادة الغطاء النباتي والحزام الأخضر تمثلان خطوة ضرورية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة ومشكلة الغبار.

وأوضح العجمي أن الدراسات البيئية تؤكد أن تعزيز الغطاء النباتي يسهم في خفض درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين 3 إلى 7 درجات مئوية، مشيراً إلى أن التأثير الإيجابي لا يقتصر على الحرارة فقط، بل يمتد ليشمل تقليل العواصف الغبارية وتحسين جودة الهواء. وأضاف أن الزراعة الخضراء وتنظيم الرعي الجائر يعيدان التوازن البيئي إلى المناطق الشمالية، ما ينعكس بشكل مباشر على المناخ المحلي ويخفف الأعباء البيئية والاقتصادية المرتبطة بموجات الغبار وتدهور الأراضي.

الشجيرات مصدات طبيعية للغبار وتلطف الجو

أكد الناشط البيئي وصاحب محمية العفري سعود بوعجيم أهمية الغطاء النباتي في تخفيف درجات الحرارة وتلطيف الجو، مشيراً إلى دوره الحيوي في تصفية الهواء من الغبار والملوثات.

وأوضح بوعجيم أن النباتات البرية الأصيلة، التي تُعد جزءاً أساسياً من التراث الكويتي، مثل نباتات الحمض بأنواعه، والغضى، والرمث، والعرفج، والأرطى، إلى جانب الشجيرات الصغيرة، التي تُشكل مصدات هوائية طبيعية للغبار وتتحمل تقلبات الطقس القاسي في البلاد. وشدد على ضرورة التركيز على التشجير داخل المدن باستخدام الأشجار الأصيلة مثل السدر والكينا والصفصاف والغاف، لما لها من فوائد بيئية كبيرة في تخفيف درجات الحرارة وتوفير الظل للسيارات والمارة.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى