كل ما تحتاج معرفته عن مرض الملاريا وعلاجه

تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الثلاثاء، عن الملاريا، المرض الذي قد يهدد الحياة وتسببه طُفيليات تنتقل إلى الإنسان عبر لدغة بعوضة مصابة.
وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ ماهية هذا المرض، وأعراضه التي تظهر عادةً بعد 10 إلى 15 يومًا من لدغة البعوضة المصابة، إضافة إلى طرق التشخيص والعلاج، وإجراءات الوقاية.
ومرض الملاريا أكثر شيوعًا في المناطق الحارة والرطبة من العالم، مثل إفريقيا وبعض أجزاء آسيا. يمكن علاج الملاريا باستخدام أدوية مضادة للملاريا. وإذا كنت مسافرًا إلى منطقة ينتشر فيها المرض، فتحدث مع الطبيب حول الطرق التي يمكنك من خلالها الوقاية من الإصابة.
ما هي الملاريا؟
الملاريا مرض يُسببه طفيلي من جنس المتصورة (Plasmodium)، وينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغات أنثى بعوضة الأنوفيلة. توجد خمسة أنواع رئيسية من هذا الطفيلي تُصيب البشر، أبرزها:
- المتصورة المنجلية: الأكثر فتكًا وانتشارًا في إفريقيا.
- المتصورة النشيطة: شائعة في آسيا وأمريكا اللاتينية.
- أنواع أخرى مثل المتصورة البيضاوية، المتصورة الملارية، والمتصورة النولسية.
تبدأ دورة حياة الطُفيلي عندما تلدغ البعوضةُ المصابةُ الإنسانَ، فتُحقن أشكال غير ناضجة من الطفيلي تُعرف بـ”السبوروزويت” في مجرى الدم، وتنتقل إلى الكبد حيث تنضج وتتكاثر. ثم تُطلق أشكالًا تُعرف بـ”الميروزويت” التي تُصيب كريات الدم الحمراء، مما يؤدي إلى تدميرها وظهور الأعراض المميزة للملاريا.
أعراض الملاريا:
تظهر الأعراض عادةً بعد 10 إلى 15 يومًا من لدغة البعوضة المصابة، وتشمل:
- الحمى والقشعريرة.
- الصداع وآلام العضلات.
- التعب العام والإرهاق.
- الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- ألم في الصدر وصعوبة في التنفس.
في الحالات الشديدة، قد تتطور الأعراض لتشمل:
- الملاريا الدماغية، التي قد تؤدي إلى الغيبوبة.
- فشل الأعضاء مثل الكلى أو الكبد.
- فقر الدم الحاد.
- انخفاض شديد في مستوى السكر في الدم.
تشخيص الملاريا:
يعتمد التشخيص على الأعراض والفحص المخبري. ويشمل فحصَ الدم المجهري لتحديد وجود الطفيلي ونوعه، بالإضافة إلى اختبارات الكشف السريع التي تُحدد مستضدات الطُفيلي في الدم.
علاج الملاريا:
يعتمد العلاج على نوع الطفيلي وشدة الإصابة. تُعد العلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين الخيار الأول لعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة من الملاريا، وخصوصًا تلك التي تسببها المتصورة المنجلية.
تشمل خيارات العلاج الأخرى:
- كلوروكوين : يُستخدم في المناطق التي لا توجد فيها مقاومة، لكنه أقل فعالية في كثير من المناطق.
- ميفلوكوين وأدوية أخرى: تُستخدم تبعًا لنوع الطفيلي والمنطقة الجغرافية.
- الأدوية الوريدية: مثل الأرتيسونات للحالات الشديدة.
دائمًا يجب أن يتم العلاج تحت إشراف طبي لتجنب المضاعفات.
الوقاية من الملاريا:
الوقاية من الملاريا تعتمد على تقليل التعرض للدغات البعوض، والوقاية الكيميائية، والتطعيم:
- تجنب لدغات البعوض:
- استخدام الناموسيات المعالَجة بالمبيدات.
- ارتداء الملابس الواقية.
- استخدام طاردات الحشرات خاصة في الليل.
- الوقاية الدوائية:
- تناول الأدوية الوقائية قبل السفر إلى مناطق موبوءة، وفقًا لتوصيات الطبيب.
- الرش الداخلي بالمبيدات:
- يُستخدم للحد من انتشار البعوض الناقل.
كيف يمكنني الوقاية من الملاريا؟
إذا كنت مسافرًا إلى منطقة ينتشر فيها مرض الملاريا، تحدث مع طبيبك حول طرق الوقاية من الإصابة. الأشخاص المصابون يمكنهم نقل المرض إذا قامت بعوضة بلدغهم ثم لدغت شخصًا آخر.
قد يصف لك الطبيب أدوية مضادة للملاريا لتتناولها قبل وأثناء وبعد رحلتك. هذه الأدوية يمكن أن تقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة. ولكن إذا أصبت بالملاريا أثناء تناول دواء وقائي، فلن يكون فعالًا كعلاج، وسيقوم الطبيب بوصف دواء مختلف في هذه الحالة.
يجب عليك أيضًا اتخاذ احتياطات لتجنب لدغات البعوض. لتقليل فرص الإصابة بالملاريا، يُنصح بما يلي:
- استخدام طارد الحشرات الذي يحتوي على مادة DEET (ثنائي إيثيل التولواميد) على الجلد المكشوف.
- تعليق الناموسيات فوق الأسرّة.
- وضع شبك حماية على النوافذ والأبواب.
- معالجة الملابس، والناموسيات، والخيام، وأكياس النوم، والأقمشة الأخرى بمبيد حشري يُسمى بيرميثرين.
- ارتداء سراويل طويلة وأكمام طويلة لتغطية الجلد.
هل يوجد لقاح ضد الملاريا؟
يتوفر لقاحان يساعدان في الحماية من الملاريا. ويوصي مسؤولو الصحة العامة بتطعيم الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تنتشر فيها العدوى بشكل شائع