منوعات

لماذا يزداد السلوك الإجرامي بين النساء؟

أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Journal of Correctional Health Care، أن حوالي 40% من النساء في السجون في أونتاريو، كندا، تعرضن لإصابات دماغية رضية (TBI).

تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في كندا التي تسلط الضوء على معدل انتشار هذه الإصابات بين نزلاء السجون، مما يضيف إلى الأدلة المتزايدة التي تربط إصابات الرأس بنتائج صحية سلبية طويلة المدى، مثل التشرد، الإدمان على المخدرات، السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وحتى الجرائم.

وصرحت الدكتورة أنجيلا كولانتونيو، كبيرة الباحثين في الدراسة وعالمة بارزة في معهد إعادة التأهيل في تورنتو: “رغم أن إصابات الدماغ شائعة ولا ترتبط جميعها بالسلوك الإجرامي، إلا أن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان التدخل المبكر والدعم للأشخاص المصابين قد يساهم في منع السلوك الإجرامي أو تكرار الجرائم. وما زالت هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث في هذا المجال”.

وتحدث إصابات الدماغ نتيجة لضربة أو اهتزاز في الرأس يؤدي إلى اضطراب في الوظائف الطبيعية للدماغ. وتتراوح هذه الإصابات بين “طفيفة”، مثل الشعور بالارتباك أو فقدان الوعي لفترة قصيرة، و”شديدة”، مثل فقدان الوعي لفترات طويلة أو الإصابة بفقدان الذاكرة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة.

كشفت دراسات سابقة أن نسبة السجناء في الولايات المتحدة الذين يعانون من إصابات دماغية تتراوح بين 25% و87%، وهي نسبة تفوق بشكل كبير تقديرات 8.5% في عموم السكان الأميركيين.

قام فريق البحث بدراسة نزلاء من الذكور والإناث في أربع سجون بأونتاريو. وأفادت النتائج أن نحو 50% من السجناء الذكور تعرضوا لإصابات دماغية، ولكن ما لفت الانتباه بشكل خاص هو النسبة بين النساء. وأوضحت الدراسة أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الإصابات قبل ارتكاب جرائمهن الأولى، وغالبًا ما تقع الإصابة قبل السجن بفترة لا تتجاوز السنة. كما تبين أن السجينات المصابات بإصابات دماغية تعرضن بشكل أكبر للإيذاء الجسدي أو الجنسي في الطفولة مقارنة بالرجال.

أشارت الدكتورة كولانتونيو إلى أن الوعي العام بمخاطر إصابات الدماغ بدأ يتزايد في السنوات الأخيرة، خاصة مع تسليط الضوء على إصابات الرياضيين في رياضات مثل كرة القدم الأميركية. ومع ذلك، أكدت أن هناك نقصًا في الاهتمام بالمخاطر التي تواجهها النساء، مثل العنف من الشريك الحميم، حيث أظهرت الأبحاث أن أغلب الضربات التي تتعرض لها النساء تكون على الرأس.

وأكد الدكتور جيف فيرني، مدير معهد إعادة التأهيل في تورنتو، على ضرورة إجراء تغييرات في طريقة معاملة السجينات. وقال: “الآن وبعد أن أصبح لدينا فهم لهذه المشكلة، يجب العمل مع المنظمات المجتمعية ونظم السجون لمنع سجن النساء بشكل غير ملائم بسبب إصابات الدماغ، وتوفير العلاج لهن أثناء السجن لزيادة فرصهن في حياة أفضل عند العودة إلى المجتمع”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى