الاحتلال الإسرائيلي يصعد قصف المنازل.. والمقاومة تتصدى وتقتل جنديين وتصيب آخرين شرق غزة
عربي تريند
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات قصف المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، وارتكبت عدة مجازر راح ضحيتها عشرات المواطنين، فيما واصلت المقاومة تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة بقصفها بقذائف الهاون، ومضادات التحصينات، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين جنوب شرق غزة.
قصف عنيف للمنازل
وفي التفاصيل، انتشلت فرق الدفاع المدني بمدينة غزة خمسة شهداء، بينهم أربعة من موظفي بلدية غزة، بعد استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لكراج البلدية في شارع الوحدة وسط المدينة.
جاء ذلك في الوقت الذي استمرت فيه الاستهدافات الإسرائيلية بالمدفعية لمناطق الحدود الشرقية لمدينة غزة، وتحديداً حي الزيتون، بالإضافة إلى استهداف مناطق أخرى في جنوب المدينة، قريبة من ثكنات جيش الاحتلال، التي تتواجد في محيط محور “نتساريم”.
وترافق ذلك مع قصف جوي استهدف عدة منازل في الحي، حيث كان ثمانية مواطنين استشهدوا في غارة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على أحد المنازل، وقد جرى نقلهم إلى المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في المدينة.
وكانت قوات الاحتلال كثفت، في ساعات متأخرة من ليل الخميس، غاراتها على العديد من المنازل الواقعة شمال وشرق غزة، حيث سقط شهيد وعدد من الإصابات بقصف مدفعي لبنايات سكنية قرب مفترق عبد العال على شارع الجلاء شمال مدينة غزة
كما استهدفت غارات جوية أخرى منزلين في حي الشجاعية، أحدهما قرب سوق البسطات، وآخر في محيط مسجد حسن البنا في حي الزيتون، كما شنت غارة على محيط مدرسة عين جالوت في الحي.
وسقط عدد من الشهداء والمصابين في غارة استهدفت منزلًا لعائلة عاشور بشارع السكة في حي الزيتون.
كما تعرض محيط مشفى الشفاء لغارات إسرائيلية، نفذتها طائرات مسيرة، أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين هناك.
وفي وسط القطاع، ذكرت مصادر طبية، أن مواطنين استشهدا وأصيب 12 آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزل في مخيم النصيرات، كما أصيب عدد آخر بجروح جراء قصف المدفعية الإسرائيلية لعدة مناطق تقع شرق مخيمي البريج والمغازي.
وحسب مواطنين يقطنون وسط القطاع، فإن عمليات القصف المدفعي للمناطق القريبة من الممر الأمني الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه تصاعدت خلال اليومين الماضيين، وطالت أيضاً منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات.
إلى ذلك، فقد شن طيران الاحتلال غارة استهدفت أرضاً جنوب شرق دير البلح وسط القطاع غزة.
وفي سياق قريب، كانت طواقم الإسعاف والإنقاذ انتشلت جثامين ثلاثة أطفال ووالدتهم من عائلة الراعي، من تحت أنقاض منزلهم الذي قصفه الاحتلال قبل ثلاثة أيام في مخيم النصيرات.
الهجوم على جنوب القطاع
إلى ذلك، استهدفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع، كما أطلقت قوات الاحتلال النار من أسلحة رشاشة تجاه تلك المناطق، ومحيط المستشفى الأوروبي، كما شن الطيران الحربي غارة استهدفت منزلاً في محيط مشفى ناصر غربي المدينة.
واستشهد ثلاثة مواطنين، بينهم رجل ونجله، جراء قصف مُسيرة إسرائيلية لبلدة الفخاري شرق المدينة.
كما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه المناطق الشرقية الحدودية لمدينة خان يونس، ومحيط المستشفى الأوروبي جنوب شرق المدينة، جنوب القطاع، فيما أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية “أباتشي” الرصاص صوب المنطقة الشرقية من مدينة رفح جنوب القطاع.
وفي مدينة رفح، استمرت قوات الاحتلال في توسيع نطاق التوغل البري، ويقول مواطنون إن تلك القوات باتت على حدود مدينة خان يونس القريبة من رفح، وهي مناطق يكثر فيها النازحون الذين تركوا منازلهم وخيامهم ومراكز إيوائهم في رفح، وفرّوا إليها هرباً من الحرب البرية.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منطقة خربة العدس شمالي مدينة رفح
وقامت قوات جيش الاحتلال بنسف مبان سكنية جديدة بالحي السعودي غربي المدينة.
وحسب روايات شهود العيان، فإن قوات مسيرة من نوع “كواد كابتر”، تطلق النار على كل جسم متحرك في مناطق غرب مدينة رفح، وسجلت عدة عمليات إطلاق نار بشكل مكثف باتجاه خيام النازحين في مواصي مدينة رفح من قبل الطائرات المسرة.
وجاء ذلك في وقت تتصاعد فيه عمليات التدمير والقصف والتفجير في وسط وشرق المدينة، وهي مناطق باتت محتلة كاملة من قبل قوات الاحتلال، التي تستخدم أعتى الأسلحة.
تحذيرات دولية
وكانت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة حذرت شركات تصنيع الأسلحة والذخائر من المشاركة في إرسال أسلحة إلى إسرائيل، مؤكدين أن ذلك قد يجعلها متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وأكدت المجموعة، المكونة من 30 خبيراً، وبينهم عديد من المقررين الخاصين للأمم المتحدة، على ضرورة أن تتوقف شركات التصنيع التي تزود إسرائيل بالعتاد العسكري عن إرساله “حتى لو كان بموجب تراخيص تصدير سارية”.
وجاء في بيان الخبراء: “هذه الشركات، من خلال إرسال أسلحة وقطع غيار ومكونات وذخيرة إلى القوات الإسرائيلية، تخاطر بالتورط في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”.
وأشار الخبراء إلى أن المخاطر زادت على شركات الأسلحة منذ أن أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل، الشهر الماضي، بوقف هجومها العسكري في رفح جنوبي قطاع غزة، وأصدرت حكماً طارئاً تاريخياً في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا، والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقالوا: “في هذا الصدد، ربما يعد الاستمرار في إرسال أسلحة إلى إسرائيل مساعدة عن عمد لتنفيذ عمليات تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وقد تؤدي إلى التربح من هذه المساعدة”، لافتين إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر “يتميز بهجمات عشوائية وغير متناسبة على السكان المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك من خلال الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والحارقة في المناطق المكتظة بالسكان، وكذلك في تدمير وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية الأساسية والمستدامة للحياة، بما في ذلك المنازل والملاجئ ومرافق الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي”.
وتابع الخبراء: “إن فرض حظر الأسلحة على إسرائيل وضرورة قيام المستثمرين باتخاذ إجراءات حاسمة أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وواصلت سلطات الاحتلال إغلاق معبر رفح، الذي كانت تمر منه قوافل المساعدات لسكان قطاع غزة، وأبقت على الفتح الجزئي لمعبر كرم أبو سالم، لليوم الـ 46 على التوالي، ما فاقم من أزمة الطعام في القطاع.
وفي هذا السياق، ندد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح باستهداف جيش الاحتلال عناصر تأمين البضائع والمساعدات، التي تمر بكميات قليلة إلى قطاع غزة، ووصفها بأنها “جريمة حرب تعكس وحشية وسادية وفاشية الاحتلال وقادته المجرمين، وتؤدي لتفاقم مظاهر المجاعة والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وانتشار الأوبئة والأمراض التي تهدد حياة ـكثر من مليوني فلسطيني”.
وقال إن الاحتلال يواصل ارتكاب جرائم الحرب وعمليات الإبادة والتطهير العرقي الدموية، وحرب التجويع والتعطيش بتفجير معظم آبار المياه ومحطات التحلية”، وطالب الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية اتخاذ قرارات وإجراءات فورية لإغاثة شعبنا في غزة، وإمداده بكل الاحتياجات الأساسية، والضغط لفتح المعابر وتسيير قوافل المساعدات وفرض إدخالها.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قال إن عدداً من الأسر في جنوب قطاع غزة يتناول وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، بينما تعتمد أسر أخرى على تقاسم الطعام مع بعضها البعض.
وجاء ذلك في تصريحات صحفية لنائب متحدث الأمم المتحدة فرحان حق، وأوضح مكتب الأمم المتحدة أن مئات آلاف النازحين جنوبي غزة يعانون من ضعف الوصول إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والصرف الصحي.
وأوضح المكتب أيضاً أن الوصول للمياه منخفض للغاية، وأن الناس يضطرون إلى الوقوف في طوابير لساعات طويلة للحصول عليها، ويجبرون للاعتماد على مياه البحر للاستخدام المنزلي”، وأوضح أن قيود الوصول استمرت في تقويض تسليم المساعدات والخدمات الإنسانية الضرورية في جميع أنحاء غزة بشكل خطير.
المقاومة تقتل جنديين
وفي السياق، نفذت المقاومة الفلسطينية العديد من العمليات المسلحة، وسجلت إصابات مباشرة في قوات جيش الاحتلال المتوغلة في مناطق القطاع.
وأعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، عن تمكّنها من جديد من قصف موقع القيادة والتحكم للاحتلال شرق حي الزيتون في مدينة غزة بقذائف الهاون.
كذلك أعلنت الكتائب عن قصف موقع “العين الثالثة” الواقع في منطقة غلاف غزة برشقة صاروخية.
وأعلنت كذلك أنها قامت بالاشتراك مع “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، عن قصف تجمع لآليات العدو في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح بقذائف الهاون.
وأعلنت “سرايا القدس” كذلك عن استهداف دبابة بقذيفة (RPG) وتدمير دبابة إسرائيلية أخرى بعبوة أرضية شديدة الانفجار في حي الشابورة بمدينة رفح.
وقالت إنها تخوض “اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات والقذائف المضادة للدروع مع جنود العدو الصهيوني وآلياته المتوغلة وسط مدينة رفح” جنوبي قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم بقذائف الهاون وسط قطاع غزة، وقال إن القتيلين هما الرقيب أول (احتياط) عومر سمادجا (25 عامًا)، وقد خدم في الكتيبة 9203 التابعة للواء الكسندروني.
وذكر أن القتيل الثاني هو الرقيب أول (احتياط) سعاديا يعكوف درعي (27 عامًا)، وقد كان أيضًا جزءًا من الكتيبة 9203 التابعة للواء ألكسندروني.
وبمقتلهما يرتفع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين، منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، إلى 309 جنود، علاوة على عدد آخر كبير قتل في هجوم اليوم الأول لـ “حماس”، في السابع من أكتوبر، على مستوطنات غلاف غزة.
وفي السياق، أعلن مستشفى “بيلنسون” في تل أبيب، عن وصول 4 جرحى من الجيش حالة أحدهم خطيرة جراء المعارك في قطاع غزة.