قصف جوي يستهدف مدنيين في المنازل وأماكن النزوح.. والهجوم البري يشتد في رفح
عربي تريند
أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها الدامية ضد قطاع غزة، وسقط عشرات الضحايا الجدد في غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازلهم بدون انذار، كما أبقت تلك القوات على توغلها البري المحدود شرق مدينة غزة، في الوقت الذي واصلت فيه توسيع توغلها في مدينة رفح.
الهجمات على غزة والشمال
واستمرت الهجمات والقصف الجوي والمدفعي على العديد من مناطق شمال قطاع غزة، وذكر شهود عيان أن القصف استهدف المناطق الشرقية لبلدة جباليا، وأدى إلى تدمير العديد من الأراضي في تلك المنطقة.
إلى ذلك فقد أبقت قوات الاحتلال على توغلها البري على الحدود الشرقية لحي الزيتون شرق مدينة غزة، والذي بدأته يوم الاثنين.
وشن الطيران الحربي في محيط التوغل العديد من الهجمات الجوية، وكان بعضها على شكل أحزمة نارية، ما أدى إلى إحداث دمار كبير واشتعال النيران في الأماكن المستهدفة.
كذلك قامت المدفعية الإسرائيلية يقصف العديد من المناطق التي تقع شرق الحي، ومناطق أخرى في محيط الكلية الجامعية، كما قامت بقصف طال عدة مناطق في حي تل الهوا.
كذلك قامت طائرات مُسيّرة من نوع “كواد كابتر” بإطلاق النار صوب المناطق الجنوبية الشرقية لحي الزيتون.
مجازر وسط القطاع
إلى ذلك فقد تواصلت هجمات جيش الاحتلال على مناطق وسط قطاع غزة، وكانت أكثرها عنفا تلك الغارات التي أسفرت عن سقوط 13 شهيدا في مخيم النصيرات.
وذكرت مصادر محلية، أن طواقم الإنقاذ انتشلت جثامين 8 شهداء وعددا من الجرحى، سقطوا خلال استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا لعائلة الراعي، فيما سقط خمسة عندما استهدفت طائرات الاحتلال مكانا تسكن فيه عائلة المدهون في المخيم، وهو عبارة عن أحد المحال التجارية، وقد لجأت إليه ليكون مكانا لإقامتها بعد النزوح.
كذلك سقط عدد من الشهداء والمصابين في استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا لعائلة حرب في مخيم البريج.
ومن جديد استهدفت هناك قوات الاحتلال العديد من المنازل القريبة من الممر الأمني الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه بالقصف المدفعي، ضمن عمليات الإزالة للمباني القريبة من هذا الممر، والمناطق القريبة كذلك من الممر المائي الذي أنشأ مؤخرا بدعم وتمويل أمريكي.
وشهدت كذلك المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، والشرقية لمخيم البريج ومدينة دير البلح عمليات قصف مدفعي عنيف.
التوغل البري في رفح
وفي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، استمرت عملية التوغل البرية لجيش الاحتلال بوتيرتها العالية، وشهدت المناطق الغربية من المدينة قصفا عنيفا من الطيران الحربي، فيما أفاد السكان بأن جيش الاحتلال بدأ بحرق العديد من المنازل في حي تل السلطان، على غرار ما فعل بصالة المسافرين في معبر رفح البري.
وجاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال هجماتها ضد وسط وشرق المدينة، وهما مناطق دمر جيش الاحتلال أجزاء كبيرة منها.
واستهدفت الغارات الجديدة إضافة إلى الأحياء الشرقية لرفح، مخيم الشابورة، فيما تشير المعلومات الواردة من المدينة إلى أن قوات الاحتلال وسعت من رقعة هجماتها لتطال المناطق الشمالية القريبة من حدود مدينة خان يونس، وهي مناطق لا يزال يقيم فيها عدد قليل من السكان، من الذين تركوا منازلهم في الاحياء الشرقية ووسط وغرب المدينة.
وبما يدلل على زيف رواية الاحتلال، بوجود “هدنة تكتيكية” تمتد من معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود الشرقية لمدينة رفح، حتى شارع صلاح الدين لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية للسكان الذين يعانون ويلات الحرب والحصار، استشهد 9 مواطنين ليل الاثنين، في قصف من الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف جمعا منهم شرق مدينة رفح.
وحسب مصادر فلسطينية، فإن الشهداء كانوا ضمن شبان يشاركون في تأمين وحماية شاحنات تقل مساعدات، كانت تتجه من مدينة رفح إلى مناطق أخرى في القطاع، لتوزيعها على المحتاجين.
عدد الضحايا
وأعلنت وزارة الصحة، عن قيام جيش الاحتلال بارتكاب عدة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 25 شهيدًا و80 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لافتة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37372 شهيدًا و85452 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي هذا الوقت تتعمق أزمة الجوع في القطاع، بسبب شح المساعدات التي تدخل إلى القطاع، منذ أن أغلقت سلطات الاحتلال معبر رفح الفاصل عن مصر، والذي كانت تمر منه يوميا عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات والأدوية.
هجمات المقاومة
وفي السياق، تواصلت عمليات المقاومة ضد قوات جيش الاحتلال، وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قصفت مقر قيادة الاحتلال في حي تل السلطان بعد من قذائف الهاون من العيار الثقيل، وأنها استهدفت أيضا دبابتي “ميركافا”، بقذيفتي الياسين 105 في حي تل السلطان.
وشهدت منطقة وسط وغرب مدينة غزة، اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال المتوغلة.
أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فقالت إن ناشطيها اشتبكوا في مدينة رفح مع جنود الاحتلال، وأنهم قاموا بتفجير دبابة إسرائيلية بعبوة “العمل الفدائي” جنوب الحي السعودي.
وإلى جانب ذلك أعلنت عن تمكن ناشطيها من إطلاق قذائف الهاون الثقيل، تجاه تموضع لآليات العدو محيط تل زعرب جنوب غرب مدينة رفح، وكذلك قصف بعبوات “أبابيل” المقذوفة تمركزا لجنود وآليات العدو في محيط موقع كرم أبو سالم العسكري.