العرب تريند

أكثر من 500 حريق هذا الشهر في إدلب شمال غربي سوريا

عربي تريند

اندلع 21 حريقاً في يوم واحد، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتعاظم مسببات الحرائق في شمال غربي سوريا مع عدم اتباع المدنيين قواعد السلامة من الحرائق ومسبباتها شمال غربي سوريا.
وقال الدفاع المدني السوري إن يوم الأربعاء شهد اندلاع 10 حرائق في مناطق متفرقة من محافظة إدلب ومحطيها، في ارتفاع كبير لمعدل الحرائق مقارنةً بشهر أيّار/مايو من العام الماضي 2023 الذي استجابت به الفرق إلى 294 حريقاً، بينما شهد الجاري 500 حريق حصيلة استجابات فرق إطفاء الدفاع المدني السوري.
ارتفعت أعداد الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا مع دخول موسم الحصاد للعام الحالي 2024، وكانت أغلب الحرائق المندلعة التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري في الأراضي الزراعية والمناطق الحرجية والأعشاب.
ندى الراشد، عضو مجلس إدارة الخوذ البيضاء قالت في تصريح لـ “القدس العربي” إن المنظمة سجلت أعلى عدد حرائق في المنطقة، بداية شهر يوليو/حزيران الحالي، حيث وثقت الفرق خمسين حريقاً خلال يوم واحد، مشيرة إلى أن أعداد الحرائق في المنطقة تتراوح وسطياً ما بين 25 و35 حريقاً يوميا منذ بداية يوليو/حزيران وحتى اليوم.
وعزت السبب في ارتفاع معدل الحرائق هذا العام إلى عدة مجموعات، أولها عوامل طبيعية ولاسيما ارتفاع درجات الحرارة وغزارة الأمطار التي تسبب الانتشار الكبير للأعشاب في المناطق والمزارع، كما ساهم في ذلك غياب عمليات التعشيب وضعف الواقع الاقتصادي الذي انعكس على الخدمات، وظروف المعيشة الصعبة للمدنيين والمزارعين التي حالت دون القيام بهذه الإجراءات الاحترازية بسبب كلفة هذه الأعمال وضعف مردود المزارع بزيادة الحرائق، فضلاً عن أسباب عديدة متعلقة بالعواصف التي تعرضت لها المنطقة وكلفة نفقات السقاية والتسميد.
ويضاف إلى ما سبق، الحرق المتعمد للأراضي الزراعية من قبل قوات النظام على خطوط التماس في أرياف حلب وإدلب وسهل الغاب، وعدم اتخاذ المدنيين إجراءات جدية لمنع اندلاع الحرائق في المناطق السكانية والمزارع والأحراش، وقلة الوعي بإجراءات الأمن والسلامة، وحرق الأراضي الزراعية بعد حصادها.
وفي تقرير للدفاع المدني السوري تحدث عن انعكاس هذه الزيادة المهولة لأعداد الحرائق على المنطقة، لفت إلى أن ذلك سيؤثر على الأمن الغذائي والوضع الاقتصادي للسكان، كما سيهدد البيئة باستنزاف الغطاء النباتي.
ويزيد خطر الحرائق الزراعية والحراجية مع ارتفاع درجات الحرارة وموسم الحصاد، ويشكل هاجساً على المزارعين، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الزراعي من خسائر في أغلب المناطق السورية، نتيجة تقلص المساحات المزروعة، وتأثير حرب النظامين السوري والروسي وحملات التهجير وتدميرهم مقومات الإنتاج الزراعي، ما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي.
ومنذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية شهر أيّار، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 1023 حريقاً في مناطق شمال غربي سوريا، منها 283 حريقاً في الحقول الزراعية، بينما استجابت الفرق خلال الفترة نفسها من العام الفائت 2023 لـ 811 حريقاً، كان منها 128 حريقاً في الحقول الزراعية.
ويشكل ارتفاع معدلات الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا، وفق البيان، “تهديداً للمدنيين يضاف لجملة تهديدات حرب النظام وروسيا والكوارث تبعات التهجير، ويقوّض حياتهم وأعمالهم وسبل عيشهم، ويشكل أيضاً تهديداً على البيئة في المنطقة، وبحاجة لخطوات ومشاريع جدّية لدعم قضايا البيئة وحماية الصحة البيئية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة”.
ومنذ بداية شهر أيّار الفائت، وضعت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري خطة استجابة لحرائق المحاصيل الزراعية للعام الحالي 2024، وتهدف الخطة إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.
وتغطي الخطة كافة مناطق شمال غرب سوريا، بما يتناسب مع توزع مراكز الدفاع المدني والمساحات المزروعة في كل منطقة، من ريف إدلب الغربي وسهل الغاب حتى جرابلس في ريف حلب الشرقي، حيث أجرت الفرق دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطيتها للمساحات المزروعة. وبناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم، وتحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة.
وبهدف سرعة الوصول وسهولة تأمين المياه المستخدمة للإطفاء، تم التنسيق مع مناهل التزود بالمياه وتعميم قائمة نقاط التزود مع عنوانها التفصيلي، على المراكز بحسب توزيعها الجغرافي وقربها.
وأنشأت فرق الدفاع المدني السوري خلال خطتها في الاستجابة للحرائق 21 نقطة استجابة إطفاء متقدمة، موزعة على أرياف إدلب وسهل الغاب وحلب، بتغطية أكثر من 265 ألف دونم من الأراضي الزراعية المزروعة بالحبوب.
وترفد هذه النقاط 28 مركزاً للاستجابة الرئيسية للحرائق في شمال غرب سوريا، بتغطية تصل إلى نحو 985 ألف دونم من المساحات المزروعة، كما وضعت الفرق خططاً للمؤازرة من 43 مركزاً للدفاع المدني السوري، بهدف تسريع عمليات الاستجابة، وتقليل الأضرار الناجمة عن الحرائق.
ولم تقتصر خطة الاستجابة للحرائق على آلية استجابة فرق الإطفاء، فالمجتمع المحلي له دور كبير في التقليل من خسائر الحرائق ومساهمته بالحد من نشوبها، واستفاد من حلقات التوعية حول الحرائق وتمكين المدنيين من العامل الأولي معها أكثر من 400 مدني ومزارع خلال الأشهر الماضية، شملت الحلقات تدريبات حول طرق الوقاية بشكل عام من الحرائق والتركيز على حرائق المحاصيل الزراعية، والتصرف الصحيح في حال نشوبها، بالإضافة لمناورات عملية على استخدام الطفايات اليدوية.
كما تعمل فرق التوعية على توزيع بوسترات توعوية توضح خطر رمي أعقاب السجائر أثناء موسم الحصاد، ونصائح وإرشادات عامة متعلقة بالحرائق الموسمية التي يزيد خطرها خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى إعداد ونشر المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة، التي تشرح بشكل تفصيلي الإرشادات اللازمة للحد من حرائق المحاصيل الزراعية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى