مدير مشفى في غزة: شبح المجاعة يعود.. و50 طفلا أصيبوا بسوء التغذية خلال أسبوع
عربي تريند_قال حسام أبو صفية، مدير مستشفى “كمال عدوان” شمالي قطاع غزة، الأحد، إنه تم تسجيل 50 طفلا فلسطينيا يعانون من سوء التغذية، خلال أسبوع واحد فقط.
وقال أبو صفية في بيان: “تم إحصاء نحو خمسين طفلا فلسطينيا يعانون من سوء التغذية خلال أسبوع واحد فقط”.
وأضاف أن “المنظومة الصحية في غزة هي هدف للاحتلال الإسرائيلي، لكننا نحاول استئناف الخدمات الطبية بالحد الأدنى، في ظل نقص الوقود، والوضع كارثي في القطاع”.
وأكد أن “شبح المجاعة يخيم على غزة، وسجلنا علامات سوء التغذية على بعض الأطفال”.
وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتا غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد بإمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 18 عاما.
ومع سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح البري مع مصر في 7 مايو/ أيار الماضي رغم التحذيرات الدولية من تداعيات ذلك، تفاقمت الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، في ظل شح المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، ما أدى إلى إطلاق عدة نداءات استغاثة من داخل القطاع، بضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات.
من جانبه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن وقف تسليم الوقود عبر معبر رفح من مصر، المغلق بأوامر إسرائيلية، كانت له تداعيات سلبية متعددة، في وقت تشهد فيه الأوضاع الصحية تدهورا خطيرا، بسبب تشديد الحصار على غزة.
وأكد أن إغلاق معبر رفح أثّر على “الشاحنات والمستشفيات وشبكات الصرف الصحي وعمليات تحلية المياه والمخابز”.
وذكرت هذه المنظمة الأممية في تصريحات نقلها موقع الأمم المتحدة أنه “في ظل الوضع الحالي، لا تزال قوافل المساعدات بحاجة إلى اجتياز الأعمال العدائية النشطة، والطرق التي بالكاد تعد صالحة، والذخائر غير المنفجرة، والتأخيرات المتكررة”.
وأشار “أوتشا” إلى أن أقل من 100 ألف شخص ما زالوا الآن في رفح، لافتة إلى أن ذلك يأتي بعد الإخلاء القسري لنحو مليون شخص الذين فروا مرة أخرى، متجهين في المجمل نحو خان يونس ودير البلح، وأكد أن الأعمال العدائية المستمرة قد عطلت بشكل كبير توصيل الإغاثة المنقذة للحياة.
وفي هذا الوقت تتجه الأوضاع الإنسانية إلى الأسوأ، بسبب تشديد سلطات الاحتلال للحصار المفروض على سكان القطاع، ويعاني سكان القطاع كثيرا للحصول على الطعام وتوفير الماء الصالح للشرب، كما يعاني السكان كثيرا في الحصول على الدواء، ويعود ذلك لاستمرار سلطات الاحتلال في إغلاق معبر رفح لليوم 34 على التوالي، وهو المعبر الذي كانت تمر منه المساعدات والأدوية للقطاع، وكذلك كميات قليلة من الوقود لصالح تشغيل محطات المياه والصرف الصحي ومولدات المشافي.
وأبقت الجهات الطبية على تحذيراتها من توقف الخدمات في المشافي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المحتمل، لعدم وجود وقود لتشغيل المولدات، حيث تعتمد المشافي كغيرها من المؤسسات الحيوية على مولدات كبيرة لتوليد الطاقة، بعد أن توقفت بالكامل الإمدادات القادمة من دولة الاحتلال، ومنع وصول الوقود لمحطة توليد غزة كنوع من عقاب السكان مع بدايات الحرب.
وأوضحت وزارة الصحة أنها تعتمد منذ 9 أشهر على المولدات الكهربائية لإمداد المستشفيات بالطاقة اللازمة على مدار الساعة بعد تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، لافتة إلى أن عددا من المولدات الكهربائية في المستشفيات تعرض لأعطال فنية كبيرة يصعب إصلاحها والعدد الآخر تعرض للتدمير المباشر من الاحتلال.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تعمدت خلال الهجمات البرية، تدمير المولدات الكهربائية في مجمع الشفاء ومجمع ناصر والمستشفى الأندونيسي ومستشفى كمال عدوان شمال غزة بهدف إخراجها عن الخدمة، وقالت إن مشفى الأقصى في دير البلح يعمل حاليا بمولد واحد بعد تعطل أحد المولدين الرئيسين، حيث ينذر ذلك بحدوث كارثة إنسانية.
من جهتها قالت كارين هوستر، المسؤولة في منظمة أطباء بلا حدود في غزة، وهي تصف الوضع الطبي الصعب في مشفى الأقصى وسط القطاع، أنه مع استمرار الضربات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الوسطى، “يواجه مستشفى الأقصى صعوبة في التعامل مع تدفق المرضى والقتلى”، وأضافت: “إنه مشهد دمار”، وشبهت المشفى بأنه “سفينة تغرق”.
وأعلنت أطباء بلا حدود، أن فرقها المتواجدة في غزة، تقوم حاليا مع الطواقم الطبية في مستشفيي الأقصى وناصر، بعد القصف العنيف الذي شنته القوات الإسرائيلية على المنطقة الوسطى بعلاج عدد مهول من المصابين بجروح خطيرة، وبينهم الكثير من النساء والأطفال.
وأشارت إلى مستشفى الأقصى “يشهد كابوسا في ظل شح الموارد والإصابات الجماعية المتتالية نتيجة القصف”، وأضافت وهي توجه انتقادات لعدم تحرك المجتمع الدولي لوقف الحرب: “كم عدد الرجال والنساء والأطفال الذين يجب أن يُقتلوا قبل أن يقرر قادة العالم وضع حد لهذه المذبحة”.
(وكالات)