البرلماني الفرنسي الذي رفع علم فلسطين يقبّل العلم الجزائري ويثير “هيستيريا” اليمين المتطرف
عربي تريند
هاجم البرلماني والناطق باسم التجمع الوطني الفرنسي جوليان أودول، وأنصاره من اليمين المتطرف، النائب عن حزب “فرنسا الأبية” سيباستيان ديلوغو، الذي كان رفع علم فلسطين، قبل أسبوع في الجمعية الوطنية الفرنسية. وسبب مهاجمة أودول لديلوغو هذه المرة ظهور الأخير في فيديو وهو يقبل على الجزائر، الذي كان جنب العلم الفلسطيني والتونسي.
وأرفق أدول، وهو عارض أزياء سابق، الفيديو بمنشور على حسابه على “أكس”، وكتب: “بالنسبة للنائب اليساري الإسلامي سيباستيان ديلوغو الجزائر في القلب، وفرنسا في الجانب السياسي فقط”.
سيباستيان ديلوغو، الذي لديه أصول جزائرية من جهة أمه رد على الناطق باسم التجمع الوطني الفرنسي: “هل يزعجك وجودنا”
وقد رد عليه ديلوغو، الذي لديه أصول جزائرية من جهة أمه “هل يزعجك وجودنا..أنت الذي عُرفت بإهانة امرأة محجبة. وإلا يمكنك أيضًا إغلاق فمك، فهذا سيمنحنا إجازة”.
ويشير النائب اليساري في موضوع الحجاب إلى تغريدة كان نشرها النائب اليميني المتطرف تحدث فيها عن فوز سيدات المنتخب الفرنسي على المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم للسيدات قبل عام، مستهدفا لاعبة المنتخب المغربي نهيلة بنزينة التي دخلت التاريخ كأول لاعبة محجبة في نهائيات كأس العالم الخاصة بالسيدات.
وكتب جوليان أودول على حسابه على “أكس”، مرفقا منشوره بصورة تظهر فيه اللاعب المغربية منكسرة: “برافو لمنتخبنا الفرنسي النسوي تأهله إلى الربع نهائي في كأس العالم للسيدات. هذا انتصار أيضا لحقوق وحريات المرأة ضد الأيديولوجيا الإسلامية، لقد أُقصي الحجاب”.
وأثار منشوره ردود فعل غاضبة وإن غير متفاجئة بسبب سجله وسجل حزبه الإسلاموفوبي والعنصري، من بينها قوله في 2021 إنه “يفضل موت المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية من البرد، على أن يسمح لهم بدخول دول أوروبا الغربية”.
وفي برنامج على قناة “بي إف إم” (BFM) الفرنسية، سأله المذيع سؤالا “هل نتركهم يتجمدون حتى الموت خلف الأسلاك الشائكة؟”، فكان جواب أودول “نعم بالطبع؛ أعني نعم تماما”.
وأعاد المذيع السؤال نفسه مجددا للتأكيد فكان جواب جوليان “إذا لم نفعل ذلك ستواجه أوروبا غزو المهاجرين”.
ووسط انزعاج باقي ضيوف البرنامج، كرر المذيع سؤاله مرة ثالثة، وملامح الدهشة واضحة على وجهه، فقال “أجب على سؤالي جوليان أودول، هل قلت إننا يجب أن نتركهم يتجمدون حتى الموت من البرد؟” وقد تراجع أودول عن موقفه وقال “لا، نحن لا ندعهم يموتون من البرد، بل نبقيهم فعليا خارج حدود أوروبا”!
ديلوغو يرقص على أنغام “أنا دمي فلسطيني”
والنائب عن حزب فرنسا الأبية، سيباستيان ديلوغو (من مواليد 1987)، والده من أصول أرمينية وإيطالية، ووالدته من أصول جزائرية وإسبانية، كان رفع العلم الفلسطيني دعما للفلسطينيين خلال سؤال للحكومة في الجمعية الوطنية حول الوضع في قطاع غزة، قبل أسبوع.
وجن جنون رئيسة الجمعية يائيل برون بيفيه النائبة عن حزب الرئيس ماكرون، التي سارعت إلى تعليق الجلسة لنحو ساعة، وقررت تعليق عضوية النائب اليساري لمدة 15 يوما، وقُلصت راتبه إلى النصف لمدة شهرين.
واعتبرت النائبة بأن ما قام به دلوغو “غير مقبول ولا يمكن التهاون في هذا”. رغم أنها هي المعروفة بدعمها لإسرائيل، كانت ظهرت في الجمعية العامة الفرنسية وهي تحمل دبوسا يجمع علمي فرنسا وإسرائيل. وكانت يائيل برون بيفيه زارت إسرائيل بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبعد انتقادها من قبل حزب فرنسا الأبية اتهمت الأخير بـ”معاداة السامية بدعوى أصولها اليهودية”.
وقد صرح سيباستيان ديلوغو للصحافة بعد القرار “لا يهمني على الإطلاق الحكم، بل هو شرف لي”. وأكد “في الوقت الذي أتحدث فيه تبيع فرنسا أسلحة ومكونات لإمداد الجيش الإسرائيلي، وهناك إبادة جماعية تحدث في غزة”. وشدد “الدولة الفرنسية متواطئة اليوم فيما يحدث في فلسطين. أنا ومجموعتنا فخورون بانتمائنا لمعسكر القانون الدولي”.
وبعد أن خرج من مقر الجمعية العامة ذهب ديلوغو إلى مظاهرة مساندة لفلسطين ورفع العلم الفلسطيني ورقص على أغنية “أنا دمي فلسطيني”.