العالم تريند

جباليا المنكوب يواصل البحث عن شهدائه.. والسكان يعيشون بين الأنقاض وفوق ركام منازلهم

عربي تريند

تواصل طواقم الإنقاذ والإسعاف مهمات العمل بحثاً عن جثث شهداء تحت ركام المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال فوق رؤوس ساكنيها، في الاجتياح البري الأخير لمخيم جباليا، الذي صنف كمنطقة “منكوبة”.

البحث عن الشهداء
وتبحث طواقم الإنقاذ في شمال غزة، رغم قلة الإمكانيات عن جثث الشهداء الذين سقطوا على مدار أيام الاجتياح الأخير، الذي دام لثلاثة أسابيع متواصلة، تحت ركام المنازل المدمرة، وفي الطرقات النائية.

وقد بلغ عدد الشهداء الذين جرى انتشالهم، على مدار ثلاثة أيام، أكثر من 120.

وأعلنت طواقم الدفاع المدني عن تمكّنها من انتشال 50 شهيداً جديداً، بعد أن انتشلت أكثر من 70 شهيداً، بينهم 20 طفلاً، يوم الجمعة الماضي.

وقد وصف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، مخيم جباليا بـ “المنطقة المنكوبة”، بسبب الهجوم البري الكبير، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي دمر البنية التحتية في جباليا ومحيطه، بتدميره شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والمدارس والمرافق الصحية وعشرات المنازل، إلى جانب المولدات الكهربائية الرئيسية في مستشفى كمال عدوان.

جيش الاحتلال تعمّدَ، في الاجتياح الأخير لجباليا، تدمير جميع مدارس الأونروا، التي تحولت منذ بداية الحرب لمراكز إيواء

وقال إن طواقمهم لم تنته من عملها بعد في جباليا، ومستمرة في البحث عن مزيد من الشهداء تحت أنقاض المنازل المدمرة، لافتاً إلى أنها انتشلت أكثر من 70 شهيداً معظمهم نساء وأطفال.

وفي ذات الوقت شهدت عمليات عودة السكان إلى المخيم، خلال الساعات الـ 24 الماضية، زيادة أكثر مما كانت عليه في الأيام الماضية.

السكن على الأطلال
وعاد هؤلاء السكان الذين نزحوا إلى مناطق غرب غزة قسراً، بعد تهديدات الاحتلال لهم، للسكن على أنقاض المنازل ومراكز الإيواء المدمرة.

وخلال التوغل الأخير، لم يسلم بيت ولا محل تجاري ولا مؤسسة أهلية أو دولية، إلا وطالها نصيب من الدمار إما الكلي أو الجزئي، فيما تعرض الكثير من المباني للحرق، مع تدمير كامل للبنية التحتية، وحرق السوق الرئيسي.

ويواجه السكان في هذا الوقت في مخيم جباليا صعوبة كبيرة في التنقل بسبب الركام الكبير الذي خلّفه القصف الإسرائيلي وعلميات التجريف.

ويصرّ السكان على العودة، والسكن على الأنقاض، رغم الدمار الكبير، والخشية من عودة جيش الاحتلال لتنفيذ عملية توغل جديدة.

وشهدت الساعات الماضية عودة السكان وهم يحملون بعضاً من أمتعتهم التي خرجوا بها على متن عربات تجرّها حمير، ولوحظ أن الكثير من السكان وضع خيمة على أنقاض منزله، فيما قامت النساء بكنس بقايا الركام من غرف الصفوف في المدارس، التي تحولت، منذ بداية الحرب، إلى مراكز إيواء، حيث كانت أسرهم تقيم فيها قبل النزوح الأخير.

والجدير ذكره أن جيش الاحتلال تعمّدَ، في الاجتياح الأخير لجباليا، تدمير جميع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، التي كانت في منطقة العمليات العسكرية، وهذه المدارس تحولت منذ بداية الحرب لمراكز إيواء.

واحتاج الأمر مشقة وعملاً كبيراً من السيدات، في ظل قلة الإمكانيات، واشتكت إحدى السيدات، وتدعى أم قصي، من عدم توفر أي إمكانيات داخل هذه المراكز بعد تدميرها.

وأكدت هذه السيدة الأربعينية أن الوضع، رغم صعوبته قبل الاجتياح الأخير، بسبب ظروف الحرب، كان أفضل مما هو عليه الآن، لافتةً إلى أن المراكز حالياً تفتقر للطعام والماء، وأن العائلات تواجه مشقة في توفير هذه الاحتياجات الأساسية.

وقد عبّرت عن خشيتها من قادم الأيام، بسبب تدمير الاحتلال المراكز الصحية، وهو ما سينعكس سلباً على الأسر، سواء في مراكز النزوح، أو تلك التي عادت للإقامة على أنقاض منازلها، في حال تعرض أي من أفراد الأسرة للمرض.

وأشارت إلى أنها لم تواجه هذه الظروف من قبل، لافتة إلى أن الاحتلال يصعد الهجمات مع طول الحرب، ولم تخف أيضاً خشيتها من عودة الاجتياح للمخيم في وقت قريب.

الجيش سرق الطعام
من جهته، قال محمد المصري إنه عندما عادوا إلى المدرسة “مركز الإيواء” الذي كانوا يقيمون فيه قبل الهجوم البري الأخير، تفاجأوا بأنه لم يبق شيء على ما كان عليه، لافتاً إلى أن ما تركوه خلفهم قبل النزوح من المخيم لم يجدوه بعد العودة، خاصة الأكل وبعض الملابس والأغطية، وقال: “ما لقينا إلا الدمار والحرائق”.

وأكد أن ذلك يؤكد أن جنود الاحتلال سرقوا أو أتلفوا الطعام الذي تركوه خلفهم بشكل متعمد، لحرمانهم منه بعد العودة.

ووصف مشهد المخيم بعد انتهاء التوغل بأنه أشبه بمكان أصابه زلزال قوي، بعد أن هدمت المنازل وتناثر الركام في كل مكان.

أما عبد الله عوكل من المخيم، فأشار إلى أن الدمار الكبير لم تسلم منه أي حارة، وقال إن المواطنين “عجزوا عن معرفة أماكن منازلهم بسبب الدمار الكبير”، مشيراً أيضاً إلى أن الدمار لم تسلم منه قبور الموتى.

وكانت قوات الاحتلال أحرقت العديد من المربعات السكنية التي لم تقم بتدميرها بالقصف الجوي أو التجريف، وبدا أن الأمر مردّه إحداث دمار وخسائر مادية كبيرة.

وبسبب الدمار الكبير في شمال غزة، أعلن رئيس لجنة طوارئ البلديات شمال القطاع أن مخيم جباليا وبلدة بيت حانون أصبحت “منطقة منكوبة”، ودعا المنظمات الأممية للتدخل العاجل لإنقاذ السكان.

وقال إنه ️تم تدمير 50 ألف وحدة سكنية، وتجريف شبكات الصرف والطرقات بمعظم بلديات شمال غزة، إضافة إلى ️ تدمير 35 بئراً للمياه، والمدراس، ومرافق “الأونروا”، مؤكداً أن “المجاعة وشيكة” وباتت تهدد شمال غزة.

واستمرت عمليات قصف الاحتلال للمناطق الشمالية لقطاع غزة، رغم الانسحاب البري، حيث أطلقت المدفعية الإسرائيلية العديد من القذائف على المناطق القريبة من الحدود.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى